نعى الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم، قائلا: فقدنا وتدًا أصيلا في الشعر العربي، بني بأبياته الشعرية مدن الفلسطينيين، فعرف من خلالها العالم أن هناك نورًا يلتمع من تلك الأبيات ويدركون معاناة الفلسطيني وقسوة الاحتلال. مضيفا: لقد رحل صاحب قصيدة " منتصب القامة أمشي.. مرفوع المهمة أمشي.. في كفي قصفة زيتون.. وعلي كتفي نعشي.. وأنا أمشي وأمشي". وأكد عصفور أن بفقد سميح القاسم ومن قبله محمود درويش قد فقدت القضية الفلسطينية توءمها الشعري الذي طالما كانت كلماتهما في محافل الشعر الدولية دوي رصاص وحجارة تؤرق الاحتلال. سميح القاسم ولد في 11 مايو 1939 وتعلّم في مدارس الرامة والناصرة بفلسطين، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ليتفرغ لعمله الأدبي وتوفي الثلاثاء 19 أغسطس 2014 بعد صراع مع السرطان. كانَ والده ضابطًا برتبة رئيس في قوة حدود شرق الأردن وكانَ الضباط يقيمون هناك مع عائلاتهم. حين كانت العائلة في طريق العودة إلى فلسطين في القطار، في غمرة الحرب العالمية الثانية ونظام التعتيم، بكى الطفل سميح فذعر الركَاب وخافوا أن تهتدي إليهم الطائرات الألمانية وبلغ بهم الذعر درجة التهديد بقتل الطفل إلى آن اضطر الوالد إلى إشهار سلاحه في وجوههم لردعهم، وحين روِيت الحكاية لسميح فيما بعد قال "حسنًا لقد حاولوا إخراسي منذ الطفولة سأريهم سأتكلّم متى أشاء وفي أيّ وقت وبأعلى صَوت، لنْ يقوى أحدٌ على إسكاتي". حصل سميح القاسم على العديد من الجوائز منها جائزة "غار الشعر" من إسبانيا، وعلى جائزتين من فرنسا عن مختاراته التي ترجمها إلى الفرنسية الشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي، وحصلَ على جائزة البابطين، وحصل مرّتين على "وسام القدس للثقافة" من الرئيس ياسر عرفات، كما حصلَ على جائزة نجيب محفوظ من مصر، وجائزة "السلام" من واحة السلام، وجائزة "الشعر" الفلسطينية.