عبر العفريت الإلكترونى المسمى «فيس بوك» تعرفت على حبيب قلبى وقرة عينى الدكتور كمال الجنزورى وطبعاً كان ذلك قبل الثورة المباركة.. فصارت بيننا صداقة وكأننا عادل إمام وسعيد صالح، فى فيلم «سلام يا صاحبي» لذلك عندما كلف الرجل بتشكيل حكومة الإنقاذ وتحبيشها دعانى للتشاور والتباحث قبل أن يعلن التشكيل رسمياً.. وقبل يومين فقط اتصلت بالرجل كى أطمئن على صحته، فأكد لى كعادته أن الدهن فى العتاقي، وطلب مقابلتى فى منزله فاستنكرت تذكيره لى بأنه كما يقول «الدهن فى العتاقي». قلت له: أخاف منك!! ساعتها، وأفهمنى أن كلامه مجرد كلام للجرائد والإعلام، أما الحقيقة فالله وحده يعلمها وكما قيل «خلى الطابق مستور»! ذهبت لزيارة الرجل، وهناك رحنا نرتشف من فنجان القهوة المضبوطة بفعل سكر «الدايت» ثم قلت له: قوللى يا دكتور هل سمح لك المتظاهرون بدخول مكتبك بمجلس الوزراء أم لا؟! قال: لا تشغلى بالك يا سطوطة يا أختى بهذه الأمور التافهة، فمازلت أمارس مهامى، وسأظل ولو كان ذلك من خلال خرابة بالباطنية ، فالمهم أن ترسو سفينة الوطن على بر الأمان.. قلت: وكيف ترى الأمور، هل فى سمائك غيوم أم طريقك أخضر بالصلاة على الشفيع محمد؟! فرحاً، قال: كلام فى سرك يا أخت سطوطة، الولاد الإخوان العكاريت وعدونى بالاستمرار فى الوزارة بعد توليهم الحكم! قلت له: لكن يا دكتور هناك كثيرون لا يرغبون فيك ومنهم مرشحون محتملون وغير محتملين.. رد الجنزوري: كل ذلك لا يهم يا بنتى فها هى القافلة تسير، وإنجازاتى خير دليل.. عندك مثلاً الأمن بدأ يستتب، والأراضى سحبناها من المخالفين، كما شكلنا لجان رعاية للمصابين والاقتصاد بدأ يتعافي.. أكمل أم يكفيك هذا الحد؟!! قلت: لا .. هذا يكفي، لكن قوللى .. ما هو رأى المجلس العسكرى فى وزارتك؟ قال: هم نادمون.. مندهشة قلت وأنا أضرب بيدى على صدري: ولماذا الندم.. هل يفكرون فى إقالتك؟ قال ضاحكا: لا يا سطوطة بل نادمون لأنهم تأخروا فى إسناد المهمة لى فور توليهم السلطة.. قلت: ما شاء الله عليك يا دكتور.. كنت أظنك وقد بلغت من العمر أرذله غير قادر على القيام بمهام الوزارة.. ضحك الرجل حتى كاد ينقلب على وجهه ثم قال: الناس تعتقد أننى جئت الوزارة كى «أشيل حديد» .. يا بنتى أنا فنان أرسم بريشتى مستقبل البلد... قلت: طيب... لكن هل أنت راض عن نفسك.. قال: ليس بشكل تام.. فأنا أتمنى أن يطول بى الأجل فى الوزارة لأفعل ما أريد خاصة وأن «مبارك» لا سامحه الله لم يترك لى من الصلاحيات التى منحنى إياها المجلس شيئاً لأستخدمه.. قالها الرجل وفجأة وجدته وقد نام على نفسه، فقمت لأسحب عليه البطانية ، وغادرت منزله لأحكى لكم الحكاية.