خرج الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع العديد من المدن الجزائرية، احتجاجا على إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، نيته الترشح لفترة رئاسية خامسة، رغم تدهور حالته الصحية في العاشر من فبراير الجاري، أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة نيته الترشح لفترة رئاسية خامسة في الانتخابات المقرر لها أبريل المقبل، وقال في بيان "بالطبع لم تعد قدراتي البدنية كما كانت في السابق، وهو أمر لم أخفه أبدًا عن الناس، لكن رغبتي الشديدة في خدمة البلاد لم تفارقني أبدا"، إلا أن ذلك لم يقنع العديد من أبناء البلاد، الذين خرجوا في مظاهرات حاشدة أول من أمس الجمعة، ضد ترشح الرئيس المريض، مرددين هتافات مناوئة للحكومة، وتندد بترشح بوتفليقة لولاية خامسة. وأشارت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية، إلى أن المتظاهرين رددوا شعارات "لا لبوتفليقة، ولا لسعيد" في إشارة إلى سعيد بوتفليقة الأخ الأصغر للرئيس الجزائري والذي يعمل مستشارا له. وبالإضافة إلى التظاهرات المنتشرة في الجزائر العاصمة، تم تنظيم احتجاجات في خمس مدن أخرى على الأقل، من بينها وهران وتيزي وزو وبجاية وأشارت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية، إلى أن المتظاهرين رددوا شعارات "لا لبوتفليقة، ولا لسعيد" في إشارة إلى سعيد بوتفليقة الأخ الأصغر للرئيس الجزائري والذي يعمل مستشارا له. وبالإضافة إلى التظاهرات المنتشرة في الجزائر العاصمة، تم تنظيم احتجاجات في خمس مدن أخرى على الأقل، من بينها وهران وتيزي وزو وبجاية وعنابة وسطيف. وانتشرت أخبار المظاهرات التي خرجت أول من أمس -بعد صلاة الجمعة- على الرغم من تحذيرات خطباء المساجد من العنف المحتمل، على وسائل التواصل الاجتماعي، والمظاهرات. وقالت الشبكة الألمانية إن بوتفليقة الذي رشحه حزبه "جبهة التحرير الوطني الجزائرية"، يتمتع بدعم من العديد من الأحزاب الأخرى، والنقابات العمالية والتجارية، ومن المتوقع فوزه حيث يواجه معارضة غير متحدة. الجيش الجزائري يدخل على خط أزمة ترشح بوتفليقة مضيفة أنه على الرغم من الأزمات التي تشهدها البلاد، حيث يعاني 25% من الشباب تحت سن الثلاثين من البطالة، فإن مظاهرات الربيع العربي في 2011، فشلت في تحقيق أي نتيجة، حيث دائما ما تتمكن قوات الأمن الجزائرية من السيطرة على التظاهرات في البلاد. وأسهمت عائدات النفط والغاز، التي تمثل شريان الحياة في البلاد، وكان سعره آنذاك 100 دولار للبرميل، في تهدئة التوترات من خلال زيادة الرواتب. وأشارت "دويتشه فيله" إلى أن بوتفليقة ما زال يتمتع بشعبية لدى العديد من الجزائريين بسبب دوره في القضاء على الإرهاب في البلاد، ومن شأن إعادة انتخابه أن يوفر الاستقرار على المدى القصير لجبهة التحرير الوطني والجيش والشركات، وأن يؤجل معضلة البحث عن خليفة له. هل يتسبب بوتفليقة في عصيان مدني بالجزائر؟ وهو ما أيده أرزقي داوود رئيس تحرير صحيفة "ذا نورث أفريكا جورنال" والذي أكد فيه أن الجزائر تمر بمرحلة مضطربة، حيث إن الساحة السياسية الجزائرية لا تزال غير ناضجة، مضيفا أن "الأمر كله يتعلق بكسب المزيد من الوقت حتى يظهر شخص متفق عليه". ومن جانبها اهتمت شبكة "روسيا اليوم"، بالتغطية الإعلامية للمظاهرات داخل الجزائر، مشيرة إلى السابقة المتمثلة في "تغطية وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية لأخبار المظاهرات التي تشهدها البلاد، الرافضة لترشح بوتفليقة لولاية خامسة". وأضافت الشبكة الروسية أنه "لم يحدث سابقا أن نشرت الوكالة الرسمية، أخبارا أو تقارير حول احتجاجات ذات طابع سياسي في البلاد، خاصة حين يرفع المتظاهرون مطالب للتغيير، أو دعوات لرحيل الرئيس، أو الحكومة". هل يتراجع بوتفليقة بعد احتجاجات «لا للعهدة الخامسة»؟ الصمت كان العلامة الرئيسية لردود أفعال الدول الغربية، حيث اكتفت وزارة الخارجية الأمريكية بإصدار تحذير من المظاهرات المندلعة في جميع أنحاء الجزائر. وقال مكتب الشئون القنصلية التابع للوزارة الأمريكية، إن المظاهرات خرجت في جميع أنحاء البلاد منذ أول من أمس، الجمعة 22 فبراير، ومن المتوقع أن تستمر حتى اليوم، الأحد 24 فبراير، ودعت رعاياها لمتابعة وسائل الإعلام المحلية للحصول على أحدث المعلومات، وتجنب الحشود والمظاهرات. وحتى الآن، لم تصدر أي بيانات من الاتحاد الأوروبي أو أي من الدول الأعضاء حول المظاهرات المندلعة في الجزائر، حيث تعد الجزائر موردا رئيسيا للغاز لأوروبا وحليفا للولايات المتحدة في الحرب ضد المتشددين الإسلاميين في منطقة الساحل في شمال إفريقيا.