تفوق "قوش" في العمل الاستخباري كان سببا في التحاقه بجهاز المخابرات السوداني كما عُين مستشارا أمنيا للرئيس عمر حسن البشير قبل أن يعتقل متهما بالانقلاب في تصريح مقتضب ومفاجئ، أعلن مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني صلاح عبد الله قوش، أن الرئيس البشير سيعلن حالة الطوارئ في السودان، وسيحل الحكومتين (المركزية والولايات)، كما سيوقف إجراءات تعديل الدستور، التي تسمح له بالترشح لفترة رئاسية جديدة. "قوش" الذي ترأس جهاز الأمن والمخابرات خمس سنوات، قال لرؤساء تحرير الصحف، مساء اليوم، أنهم عازمون على محاربة الفساد، مؤكدا أن البشير سيظل رئيسا فيما سيبحث المؤتمر الوطني عن رئيسٍ آخر، مشيرًا إلى أنه من المقرر أن يلقي البشير خطابا مرتقبا، مساء اليوم، بعد اجتماعه مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم. كما أفادت مصادر سودانية بإعلان حال الطوارئ في البلاد، وأن الرئيس البشير سيتخلى عن رئاسة الحزب الحاكم، بينما يواصل ممارسة مهامه كرئيس للسودان. من هو صلاح عبد الله قوش؟ ولد صلاح عبد الله محمد صالح الشهير ب"قوش" في قرية البلل شمال السودان بمعقل قبيلته الشايقية، وهي من أكبر القبائل السودانية، وعاش صباه كما أفادت مصادر سودانية بإعلان حال الطوارئ في البلاد، وأن الرئيس البشير سيتخلى عن رئاسة الحزب الحاكم، بينما يواصل ممارسة مهامه كرئيس للسودان. من هو صلاح عبد الله قوش؟ ولد صلاح عبد الله محمد صالح الشهير ب"قوش" في قرية البلل شمال السودان بمعقل قبيلته الشايقية، وهي من أكبر القبائل السودانية، وعاش صباه في مدينة بورتسودان شرق السودان بعد أن استقرت فيها أسرته، ثم درس في بورتسودان المرحلة الثانوية، وأكمل دراسته الجامعية بجامعة الخرطوم التي تخرج فيها بداية الثمانينيات. وعمل "قوش" في مجموعة من الشركات في مجال الهندسة، ودرّس في كلية الهندسة بجامعة الخرطوم، كما كان مسؤولا عن جهاز المعلومات الخاص بتنظيم جماعة الإخوان في السودان. تفوق "قوش" في العمل الاستخباري، كان سببا في التحاقه بجهاز المخابرات السوداني، كما عُين مستشارا أمنيا للرئيس عمر حسن البشير قبل أن يعتقل متهما بالانقلاب والتآمر على الدولة ليخرج بعد ذلك بعفو رئاسي عام 2013، ثم اختفى بعدها عن الأنظار قبل أن يُعين عام 2018 مجددا على رأس جهاز الأمن والمخابرات. أما عن التجربة السياسية والأمنية، فعندما اختلف البشير مع الزعيم الديني حسن الترابي عام 1999 وأسس الأخير حزب المؤتمر الشعبي المعارض انحاز قوش إلى البشير، ولعب الدور المحوري في القضاء على وجود أنصار الترابي في جهاز الدولة. وعلاقة قوش ب«سي.آي.إيه» تحدث عنها الأمريكيون كما تحدث عنه السودانيون، عندما كشف مصطفى عثمان إسماعيل، وكان يومئذٍ وزيرا للخارجية، النقاب عن هذا التعاون، وقال إن «التعاون في هذا الصدد (الحرب ضد الإرهاب) بات سياسة عالمية، ونحن نقوم بذلك في إطار واجبنا كعضو في المجتمع الدولي وما يمليه الواجب من ضرورة التصدي لهذه الظاهرة». وأكد أن هناك تعاونا استخباراتيا بين واشنطنوالخرطوم، هذا التعاون سيؤدي إلى فتح «مكتب اتصال» خارج السفارة السودانية في واشنطن، للتنسيق بين جهاز المخابرات السوداني ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه). وتعرضت «سي.آي.إيه» نتيجة تعاونها مع قوش إلى حملة إعلامية ضارية في الولاياتالمتحدة، إلى الحد الذي جعل بورتر غوس مدير «سي.آي.إيه» يتراجع عن عقد اجتماع مع قوش حين زار واشنطن. وكان يدرك الأمريكيون أهمية قوش بالنسبة لهم، وفي هذا الصدد يقول جون برنبيرغ المستشار السابق في البيت الأبيض خلال فترة حكم الرئيس الأسبق بيل كلينتون «كنا نعرف أن قوش هو المرافق اللصيق لأسامة بن لادن خلال وجوده في الخرطوم من 1990 إلى 1996، وهو الذي ساعده على إنشاء مشاريعه التجارية والمالية». الأوضاع في السودان وأورد موقع "سودان تربيون" عن مصادره أن البشير غاضب حيال وضع حزبه وتراخي قياداته عن مواجهة الأزمة الراهنة وترك الساحة لقوى المعارضة التي علا صوتها وهي تدعو لتنحيه. ويشهد السودان احتجاجات شبه يومية منذ 19 ديسمبر، تفجرت في بادئ الأمر بسبب زيادات في الأسعار ونقص في السيولة لكن سرعان ما تطورت إلى احتجاجات ضد حكم البشير القائم منذ ثلاثة عقود. ويقول نشطاء إن نحو 60 شخصا قتلوا في الاحتجاجات بينما تشير الأرقام الرسمية إلى مقتل 32 شخصا منهم ثلاثة من رجال الأمن. ويشهد السودان صعوبات اقتصادية متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو 70% وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي وسائر العملات الأجنبية.