رغم الجمود الدبلوماسي بين "إسرائيل والسعودية"، إلا أن هناك علاقة وطيدة مُهِّدت عبر التاريخ، وحملت في طياتها السرية، فعداء إيران كان القاسم المشترك بين الطرفين، أما القضية الفلسطينية فقد منعت ذلك التقارب. لكن سرعان ما تغيرت وتيرة الأحداث في المنطقة، وبدأت الأزمات تلوح بالأفق، وذلك بعد الاتفاق على بناء جسر الملك سلمان بين مصر والسعودية، ما تسبب بحالة احتقان شديدة في تل أبيب، نظرًا لخطورته على الأمن القومي الإسرائيلي. اعتراض إسرائيلي الإذاعة العبرية كشفت، عن اعتراض تل أبيب على مشروع الجسر، لكونه يمثل تهديدًا استراتيجًيا لها، ويعرض حرية الملاحة عبر منفذها البحري الجنوبي إلى الخطر. إلا أن العلاقات أخذت طريقًا مختلفًا تلك المرة، وذلك بعد تصريحات أمريكية تناولتها صحيفة "التايمز البريطانية"، حول إجراء مفاوضات بين إسرائيل والسعودية تهدف إلى إقامة علاقات اقتصادية بينهم، مايثير علامات استفهام حول نية تل أبيب؟ التطبيع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية في 20 مايو 2017، لحضور 3 قمم مع دول العالم العربي والإسلامي، كانت هي البداية الأولى، لتمهيد التطبيع الخليجي مع إسرائيل، وذلك عبر السماح لشركات عبرية بالعمل في منطقة الخليج العربي، وأيضًا لتحليق طائرات إسرائيلية في الأجواء السعودية، بحسب الإذاعة. ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يسعى إلى إقامة علاقات مع دول الخليج العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية، معتمدًا على فكرة السلام الإقليمي. وأوضحت أنه تم إجراء اتصالات سرية بمشاركة الولاياتالمتحدة والسلطة الفلسطينية والسعودية والأردن وإسرائيل بهدف تنسيق نقل حجاج فلسطينيين من مطار بن غوريون الدولي الإسرائيلي قرب تل أبيب إلى السعودية. ونظرً إلى عدم وجود علاقات علنية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، فإن الرحلة الجوية من تل أبيب إلى الرياض، سيتم تسييرها عبر طائرات أجنبية، وستضطر إلى التوقف في مطار العاصمة الأردنية. فلسطين بوابة السلام لكن يظل هناك عائقًا كبيرًا يحول بين دول الخليج وإسرائيل، حيث أن السعودية قدمت اقتراحًا لحكومة نتنياهو، يقضي باتخاذ خطوات ملموسة تجاه الفلسطينيين، عبر تجميد البناء في المستوطنات بأجزاء من الضفة الغربية وتخفيف القيود، وهو شرط للتطبيع، بحسب "الصحيفة" - والسؤال الأهم٫٫ هل تقبل تل أبيب بتلك الشروط وترضخ للفلسطينيين؟ ويبدو أن الرياض وضعت تلك القرارات في مسعى منها لتخفيف الأعباء على الشعب الفلسطيني. السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أكد أن السعودية ليست لها أي خلافات مع إسرائيل، وأن الوضع العربي مرتبط بمبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز في بيروت 2002 حول نشر السلام. وأوضح السفير بيومي في تصريحات ل"التحرير" "لامانع أن يكون هناك حوارًا مع إسرائيل من أجل تسوية القضية الفلسطينية"، منوهًا إلى أن هناك إطار زمني لحل تلك المشكلة. وحول تراجع الرئيس الأمريكي عن نقل السفارة للقدس، أشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن أمريكا استجابت للضغط العربي بوقف نقل السفارة، متجاهلة مطالب تل أبيب.