علا صوت حديث وسائل الإعلام الإسرائيلية في الآونة الأخيرة حول تقارب محتمل بين الرياض وتل أبيب، في ظل التوتر حامي الوطيس بين المملكة وإيران، ومع زيارة الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز للقاهرة وإعلان نقل ملكية "تيران" و"صنافير" إلى السعودية اعتبرت إسرائيل أنه فرصة إلى توطيد العلاقات بين الطرفين وفرصة لخروج ما هو سر إلى العلن، وخلال التقرير التالى تستعرض "فيتو" تاريخ العلاقات السعودية الإسرائيلية منذ ميلاد كيان الاحتلال وصولا إلى السيطرة على جزيرتى "تيران وصنافير". رفض تأسيس الكيان العلاقات السعودية مرت بمراحل عدة ومنذ إعلان تأسيس دولة الاحتلال عام 1948 لم تحظ باعتراف المملكة العربية السعودية.، وتعتبر المملكة إسرائيل دولة عدوة لها. حرب 1948 تصدت المملكة للعدو الصهيوني في حرب 1948، وقاد الملك عبدالعزيز حينها حملة قوية ضد الحكومتين الأمريكية والبريطانية وحملهما مسئولية ما يقع في فلسطين، وأمر بفتح أبواب التطوع لنصرة الشعب الفلسطيني، وقام الملك عبدالعزيز بإرسال مجاهدين سعوديين وقوات عسكرية وكمية من الذخائر والبنادق إلى الثوار في فلسطين. حرب 1956 خلال حرب 1956 قال الملك سعود، "لقد عاش آبائي وأجدادي عشرات السنين يركبون الجمال والخيل ويأكلون التمر وفي سبيل العروبة فنحن مستعدون للتضحية بكل شيء حتى لو أدى ذلك إلى العودة للصحراء على الخيل والجمال، فالعزة والشرف مع الجوع خير من الرفاهية مع الذل"، وقطع الملك سعود النفط عن بريطانيا وفرنسا، ومنع جميع السفن البريطانية والفرنسية وغيرها من السفن المتجهة بحمولتها من النفط السعودي إلى هذين البلدين، وتحرك الجيش السعودي إلى الأردن ليكون قريبا من ميدان الحرب، وافتتحت مكاتب التطوع في جميع أنحاء المملكة. حرب 1967 في حرب 1967 وحرب الاستنزاف شارك الجيش السعودي في الجبهة الأردنية في معركة الكرامة وغور صافي وقدمت خلالها العديد من الشهداء منهم الملازم أول راشد بن عامر الغفيلي اللذي استشهد في عام 1967، وقامت أيضًا السعودية بمساعدة الدول العربية التي تأثر اقتصادها وبنيتها التحتية نتيجة الحرب. فأرسلت السعودية إلى مصر 41 مليون جنيه إسترليني، وإلى الأردن 17 مليون جنيه إسترليني. حرب 1973 في حرب 1973 قامت السعودية بإرسال 3 آلاف جندي وفوج مدرعات وبطارية مدفعية وفوج المظلات الرابع ومدرعات لواء الملك عبد العزيز الميكانيكي وبطاريات مدفعية ذاتية بالإضافة لأسلحة دعم أخرى إلى سوريا، كما قرر الملك فيصل حينها حظر النفط عن الدول الغربية والمتعاونة مع إسرائيل. معارضة كامب ديفيد السعودية كانت من أشد المعارضين لاتفاقية كامب ديفيد وعند توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل قامت السعودية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع مصر ووصفت السعودية مصر بأنها خانت الدول العربية وعادت العلاقات عام 1987. مبادرة السلام العربية في عام 2002 اقترح الملك عبد الله عندما كان وليا للعهد مبادرة السلام العربية هدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967 وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل ورغم أن عددا من المسئولين الإسرائيليين استجابوا لمبادرة الملك عبد الله إلا أن الحكومة الإسرائيلية رفضت المبادرة. في عام 2007 أعادت السعودية فتح مبادرة السلام العربية لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عندما كان زعيما للمعارضة وعدد من أعضاء الليكود رفضوا المبادرة مباشرة. إيران عدو مشترك والآن، أكثر من أي وقت مضى، تشعر إسرائيل بأن المصالح المشتركة هذه تتقاطع حقا مع دول الخليج. فإيران أصبحت عدوا مشتركا دون منازع. وكذلك تنظيم حزب الله، ذراع إيران في المنطقة، أصبح عدوا مشتركا، خاصة بعد أن قامت السعودية بوقف بث قناة "المنار" التابعة للحزب عندها. ومن مظاهر التقرب بين السعودية وإسرائيل بحسب الإعلام الإسرائيلي،كان اللقاء الصحفي الذي أجراه مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي، دوري جولد، مع الصحيفة السعودية "إيلاف" في القدس، حيث تحدث السياسي الإسرائيلي الذي يدير العلاقات الخارجية لإسرائيل في الحاضر، عن أهمية إقامة علاقات واتفاقات مع دول عربية. وتطرق إلى المصالح المشتركة مع دول المنطقة بما يتعلق بالخطر الإيراني. واتهم جولد إيران، على غرار وزير الخارجية السعودي، بأنها تسعى إلى "خلق واقع يكون لها موطئ قدم في لبنان وفي سوريا وأيضا في غزة. تيران وصنافير وعقب اتفاق "تيران" وصنافير" أكد المحلل الإسرائيلي، أمير بحبوط، أن نقل الجزيرتين للمملكة يسمح بتقارب العلاقات بين الرياض وتل أبيب التي لا يوجد بينهما أي علاقات دبلوماسية رسمية. وأشار إلى أن إسرائيل حصلت على ضمانة أمريكية مصرية على حرية سفنها في البحر الأحمر، ووجود قوة متعددة الجنسيات في المنطق كما جاء في الملحق العسكري لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. علاقات اقتصادية فيما علقت صحيفة "معاريف" العبرية على قضية الجزيرتين ، زاعمة أن هناك علاقات اقتصادية غير مباشرة بين الرياض وتل أبيب، ويتم تصدير البضائع من إسرائيل وتشمل المنتجات الزراعية والتكنولوجية للسعودية عبر السلطة الفلسطينيةوالأردن أو قبرص، غير أن الأهم بحسب الصحيفة هو أن هناك اتصالات، بل حتى لقاءات بين مسئولين كبار. وأوضحت الصحيفة العبرية أن المصلحة المشتركة أولا وقبل شيء هي أن إيران تعد العدو الأكبر للطرفين.