كتبت:- هدى بسيوني ارتسمت على قسمات وجهه ابتسامة بالأمل فقهرت أي إحساس بالعجز، وشعور بالرضا لا يضاهيه أي شعور، بعد أن غلب ظروفه الصعبة، وبإرادة ونشاط افتقدها الكثير من الشباب، أعطى "عم عصام" درسًا بأن الإعاقة في الإرادة وليست في الجسد، حيث استطاع أن يهزم إعاقته التي أصابته منذ أن كان طفلا، وعمل كهربائي سيارات ليستطيع الإنفاق على زوجته وبناته. في حجرة صغيرة بمنطقة الحضرة بالإسكندرية حيث يقطن، وعلى كرسي صغير ذو أذرع متحركة ليساعده على التنقل، التقت "التحرير" مع عصام عبد العزيز صاحب ال52 عامًا، ليحكى قصته: "أُصبت بمرض شلل الأطفال منذ أن كنت صغيرًا، وعندما بلغت الثامنة من عمري التحقت بالتأهيل المهني، وتعلمت مهن عديدة منها النجارة وتصليح الأحذية، لكني لم أحب أيا منهما، واقترح عليّ صديقي أن أعمل بمهنة كهربائي سيارات، وعلمني أصول المهنة حتى اتقنتها، وما ساعدني على ذلك هو جلوسي على الأرض أثناء العمل فلا أُرهق جسديًا". ويضيف: "أعمل بتلك المهنة منذ 21 عامًا، ولا أمتلك ورشة فأنا أعمل حرًا، وحينما تطلبني أي ورشة لإصلاح أي سيارة أذهب على الفور في أي مكان من أبي قير إلى العجمي". ويقول: "كنت شايل الجواز من دماغي، بس بعد وفاة أبويا وأمي حسيت إني لوحدي ومقدرش أخدم نفسي، اتجوزت وخلفت مريم 5 سنين وجانا 4 سنين، وهما دول اللي بشتغل وبتعب علشانهم". ويكمل: "رغم أني بتعب بس بحس بفرحة رهيبة لما باخد مقابل تعبي عشان أصرفه على بناتي، حتى لو صرفت الفلوس كلها عليهم ومبقاش معايا حاجة، المهم أنهم ميتحرموش من حاجة، أنا بربيهم على أنهم ميمدوش إيديهم لحد ولا يبصوا لحاجة غيرهم". وعن وجود مصادر دخل أخرى له أوضح: "مع شغلي بعتمد على معاش والدي، ولما روحت لوزارة التضامن عشان تصرفلي معاش، قالولي أنت بتاخد معاش والدك وخيروني بين معاشهم ومعاشه، واخترت معاشه عشان أكبر، وأهي بتُرزق". واختتم: "أنا راضي جدًا بظروفي وبحياتى الحمد لله، وكل اللي بطلبه أني ألاقي مكان كويس أعيش فيه وميكنش فيه دورة مياه مشتركة زي اللي أنا فيها، عشان بس أخد راحتي أنا وزوجتي وبناتي".