يا «زيزو» يا جامد: طلبة «تجارة القاهرة» تعاطفوا مع عامل نظافة فكونوا له رابطة على «فيس بوك» ويفكرون فى ترشيحه للبرلمان

رغم كل المتاعب التى مر بها فى حياته، فإن الابتسامة لا تفارق وجهه، تمر من أمامه تجده جالساً على رصيف كلية وإلى جواره أدوات النظافة التى يستخدمها فى عمله، وعندما تلقى عليه السلام، يهم واقفاً داعيا لك بالنجاح وكلمات: «عشت يا بيه».. «وشكرا يا آنسة» لا تفارق لسانه العذب. عبدالعزيز محمد الشهير ب«زيزو» 55 سنة هو عامل نظافة فى كلية التجارة جامعة القاهرة، وهو حبيب المئات من الطلبة والمعيدين الذين يرون فيه رمزاً للكفاح والصبر والإيمان،
كان «عم زيزو» يعمل كهربائى منازل قبل أن يلتحق بالعمل فى الجامعة، وما جمعه من تحويشة عمره طوال 40 عاماً أنفقها فى أربعة أشهر على زوجته المريضة التى ظلت تصارع المرض طويلاً ثم توفيت، فقرر أن يترك هذه المهنة ليعمل فى الجامعة: «طول عمرى كنت كهربائى منازل، لكن سبت المهنة بعد ما ماتت مراتى واشتغلت عامل نظافة عشان أجوز بناتى التلاتة وكنت باخد 240 جنيه بس عشان حب الناس والنعمة اللى ربنا نعم بيها على، وصل مرتبى ل370 جنيه، والطلبة دايما بيساعدونى حتى فى جواز بناتى التلاتة الناس كانت بتساعدنى جامد وأهو كلهم اتجوزوا وبقيت جد كمان».
شهرة «عم زيزو» تجاوزت الحرم الجامعى، حيث أصبحت قصة حياته «جروباً» على ال«فيس بوك»، كونه بعض الطلبة من محبيه ووصل عدد المشاركين فى الجروب إلى 1477 عضواً فى وقت قصير، وهذا ما أثار دهشة أعضاء الجروب الذين يزيدون يوما بعد يوم، لدرجة أنهم اقترحوا ترشيحه لمجلس الشعب بعبارات تأييد: «يمين شمال عم زيزو فى القلب متشال»: «الشباب هنا فى الكلية عملولى جروب على الموقع بتاع الشباب ده اسمه (عم زيزو لافرز)، أنا نفسى أدخل أشوف بيكتبولى إيه، وعرفت كمان إن فيه معيدين دخلوا فى الجروب، الحمد لله ربنا عوضنى بحب الناس، ربنا يعلم إنى بعتبر كل الطلبة زى ولادى ومعظمهم معاهم رقمى وبنرن لبعض كتير».
 «عم زيزو» ليست له آراء سياسية لكنه يحمل كارنيه عضوية فى «الحزب الوطنى» ويرجع ذلك أولا إلى حبه لجمال مبارك وثانيا لصرف الإعانة، ولكنه يؤمن بأن كل شخص فى البلد له دور يجب تنفيذه «عشان نقدر نعيش»، قدوته فى الحياة هو الإعلامى «عمرو الليثى»: «بحب عمرو الليثى ومتابعه دايما وربنا يبارك لنا فيه ويساعد المصريين، عشان بيجيب حكايات من واقع المجتمع وقريب من الناس وبيساعد ناس محتاجين كتير».
الشىء الوحيد الذى يعكر صفو «عم زيزو»، هو عندما يتذكر المستقبل الذى لم يدخر له شيئاً، خاصة أنه يستعد بعد 5 سنوات فقط للخروج إلى المعاش: «بفكر من دلوقتى هاعمل إيه كمان 5 سنين ممكن أبيع أدوات مدرسية للطلبة أو أبيع شاى فى أحد مواقف الأتوبيسات، خاصة بعد جواز بناتى».