تواصل محكمة جنح القاهرة الجديدة، المنعقدة فى التجمع الخامس، برئاسة المستشار هيثم الصغير، سماع مرافعات دفاع مريم منصور، المتهمة بتعذيب الطفل آسر 11 سنة، نجل زوجها المستشار أمجد الكنيسي، فى القضية المعروفة إعلاميًا بتعذيب طفل الشروق. تطرق علاء المرصفاوى محامى المتهمة فى مرافعته، إلى طبيعة عمل والد الطفلين كقاضي وظروف زواجه الثانى، وقال فى مرافعته أمام المحكمة إن زوجة الأب المتهمة فى القضية كان قلبها يدمع وقت أخذ الطفلين "آسر وشقيقته ملك" من حضنها، إلى الأم صاحبة الولاية. وقال المحامى: "مهنتنا أنا كمحامى وغيرى من رجال قضاء، مهنة لا تطاق، والتى تتزوج أيًا من العاملين فيها تكون إمرأة مضحية وفولازية، ونحن كأى إنسان معرض لعدم التوفيق فى حياته الزوجية، وطبيعى أن يحدث الطلاق قصرًا للمشكلات، ومن الطبيعى أن أب لديه طفلين 4 و5 سنوات ومطلق، ألا يأخذ أولاده معه للمحكمة وأن يتزوج من ترعاهم، وهذا ما فعله والد "آسر". وتابع: "طبيعى الأب لكى يوفق أموره ويمشى جنب الحيط، جاب واحدة بنت أصول متعلمة ومن بيت ناس محترمين تربى أولاده وأسماها عاملة بلقمتها"، لكن الإعلام شوه هذه الزوجة، وصورها "مريم" على أنها متوحشة تعذب أطفال زوجها، لكن الحقيقة ليست كذلك فالأب لم ينس أنها تراعى أولاده لسنوات، لم ينس أنها أطعمتهما لقم، ورتبت أحوالهما وجعلتهم يذهبون لمدرستهم مرتبين ومرتدين ملابس نظيفة". وطالب المحامى بالرجوع إلى صفحة الأم على الفيسبوك، قائلًا:"شوفوا بنفسكوا كانت بتعاملهم إزاي وبتفسهحم فين وسعداء معها قد إيه"، وأكد على تفوق الطفل آسر دراسيًا، ودراسته فى مدرسة لغات هو وشقيقته، ينقلهما أتوبيس من سكنهما رفقة والدهما بمدينة الشروق إلى المدرسة، يعيشان حياة مستقرة رفقة والدهما وزوجته، ويلقيان معاملة طيبة. وأكد المحامى تأويل القضية، بسبب قول الطفل آسر فى محضر الشرطة:"مرات أبويا"، وقوله فى تحقيقات النيابة "طنط مريم"، مطالبًا بمعرفة المسمى الحقيقى الذى كان يتعامل به الطفل وشقيقته مع زوجة الأب، مطالبًا بالرجوع لأقوال الطفلة ملك، والتى كانت تقول حين سؤالها: "ماما مريم"، وأكد «أجل هى ماما مريم، التى كانت تربي وترعي». واستشهد المحامى بتحقيق النيابة حين سؤال الطفلة "ملك"، لما "طنط مريم كانت بتعمل ايه معاكوا لما بتغلطوا أو متستمعوش الكلام"، فأجابت الطفلة بأنها كانت تمنعهما من مشاهدة التليفزيون الخاص بهما، وهو مخصص لقنوات الأطفال فقط، مادحًا المتهمة "الله على تربيتك يا ماما مريم .. الله يباركلك"، والعقاب الثانى هو حرمانهما من المصروف وهو 25 جنيهًا وأضاف على لسان الطفلة: "واللى بسمع الكلام بتزودهوله". وتساءل المحامى عن سبب عدم حضانة أم الطفلين لهما من البداية، واستشهد بقولها فى التحقيقات: "عشان المصاريف"، وعلق المحامى: وأما بنعمت ربنا فحدث، ميبقاش ربنا مديكى وتقولى سبتى ولادك علشان المصاريف". وأكد المحامى على أن الدعوى الجنائية حق للأب وحده، ووصفه بأنه هو الذى يعانى بمسؤلية تربية أبنائه الثلاثة، وغبن وسائل الإعلام، وهو متنازل عن الاتهام ساعيًا للحفاظ على كيان أسرته. تحمل القضية رقم 1355 لسنة 2017 جنح الشروق، وتحاكم فيها المتهمة مريم منصور، وهى مخلى سبيلها من النيابة بكفالة 5 آلاف جنيه، وتواجه اتهامات التعدي على طفل بالضرب، وإصابته بكسور وكدمات وتعريض حياته للخطر، بالتعذيب ومنع الطعام عنه، بينما تم تسليم المجنى عليه "آسر" وشقيقته إلى أمهما، حيث إنها الأَوْلَى برعايتهما، وحصلت النيابة على موافقة الأب على تسليم الطفلين لأمهما. واستمعت النيابة خلال التحقيقات إلى أقوال الطفل، الذي أكد أن زوجة والده اعتدت عليه بالضرب باستخدام كرسي وعذبته واحتجزته داخل غرفة بالمنزل، ومنعت عنه الطعام والشراب، وكان الطفل يخاف الإفصاح عما يتعرض له خشية مزيد من التنكيل، حتى سقط الطفل مغشيا عليه داخل مدرسته بمدينة الشروق، لينقله مسؤولو المدرسة إلى المستشفى، حيث اكتشف الأطباء آثار التعدى عليه وضربه بصورة وحشية، وإصابته بوهن عام وهبوط بسبب حرمانه من الطعام. وشهدت التحقيقات إنكار زوجة الأب تعذيبه، واتهمت المدرسة تارة بأنها المسؤولة عن إصابات الطفل، بينما قالت فى وقت لاحق إن الطفل سقط من على السلم، وأحدث تلك الإصابات بنفسه لرغبته فى الإقامة مع والدته. وقالت النيابة فى أمر الإحالة، إنها راعت -وهي الأمينة على المجتمع، وخصم شريف في جميع القضايا- أن تنال زوجة الأب عقابها، مع مراعاة كونها أمًّا لمولود صغير حتى لا يصبح مصيره مصير أخيه من الأب نفسه، وكان قد تبين من تقرير الطب الشرعي صحة ما ذكره الطفل (آسر) بشأن إقدام زوجة أبيه على إصابته بمناطق متفرقة من جسده بجسم صلب.