بدأت محكمة جنح القاهرة الجديدة، اليوم الخميس، برئاسة المستشار هيثم الصغير، نظر ثان جلسات محاكمة "مريم منصور" زوجة مستشار أمجد الكنيسي، المتهمة بتعذيب ابن زوجها، الطفل آسر أمجد 11 سنة، فى القضية المعروفة إعلاميا ب "تعذيب طفل الشروق". وأثبت محامى مدعى بالحق المدنى حضوره، واشتكى إلى هيئة المحكمة عدم تمكينه من الإطلاع على أوراق القضية، وقدم طلب مكتوب للإطلاع، لكن رئيس المحكمة سأله:"أنت مقدمتش نفس الطلب الجلسة الماضية"، فأجاب المحامى: "نعم ..ولكن"، وشرح المحامى أنه ذهب إلى الموظف المختص لتمكينه من الإطلاع وتصوير الأوراق، لكن الموظف قال إلى ملف القضية فى حوزة المحكمة، فتوجه بدوره إلى رئيس نيابة الشئون الإدارية الذى أشر له بالإطلاع، وحينما ذهب بذلك الأمر بالإطلاع للسكرتير المختص قام بالشطب عليه، واشتكى المحامى:"أنا مش عارف القضية فيها إيه". ومن جانبه تدخل علاء المرصفاوى المحامى الوكيل عى المستشار والد الطفل، وزوجته "مريم"، وقال للمدعى بالحق المدنى: "الدعوى المدنية ملهاش وجود أمامى .. أنا عايز أترافع.. أنا بعت محامى من مكتبى يوم الثلاثاء للإطلاع، وشرح صدرى أن ملف القضية بحوزة المحكمة، بعيدًا عن التشهير وأيدي الإعلام، واطلعنا وأطلب الترافع دون تسويف لأنى أدافع عن سمعة وكيان أسرة". تحمل القضية رقم 1355 لسنة 2017 جنح الشروق، وتحاكم فيها المتهمة وهى مخلى سبيلها من النيابة بكفالة 5 آلاف جنيه، وتواجه اتهامات التعدي على طفل بالضرب، وإصابته بكسور وكدمات وتعريض حياته للخطر، بالتعذيب ومنع الطعام عنه، بينما تم تسليم المجنى عليه "آسر" وشقيقته إلى أمهما، حيث إنها الأَوْلَى برعايتهما، وحصلت النيابة على موافقة الأب على تسليم الطفلين لأمهما. واستمعت النيابة خلال التحقيقات إلى أقوال الطفل، الذي أكد أن زوجة والده اعتدت عليه بالضرب باستخدام كرسي وعذبته واحتجزته داخل غرفة بالمنزل، ومنعت عنه الطعام والشراب، وكان الطفل يخاف الإفصاح عما يتعرض له خشية مزيد من التنكيل، حتى سقط الطفل مغشيا عليه داخل مدرسته بمدينة الشروق، لينقله مسؤولو المدرسة إلى المستشفى، حيث اكتشف الأطباء آثار التعدي عليه وضربه بصورة وحشية، وإصابته بوهن عام وهبوط بسبب حرمانه من الطعام. وشهدت التحقيقات إنكار زوجة الأب تعذيبه، واتهمت المدرسة تارة بأنها المسؤولة عن إصابات الطفل، بينما قالت فى وقت لاحق إن الطفل سقط من على السلم، وأحدث تلك الإصابات بنفسه لرغبته فى الإقامة مع والدته. وقالت النيابة فى أمر الإحالة، إنها راعت -وهي الأمينة على المجتمع، وخصم شريف في جميع القضايا- أن تنال زوجة الأب عقابها، مع مراعاة كونها أمًّا لمولود صغير حتى لا يصبح مصيره مصير أخيه من الأب نفسه، وكان قد تبين من تقرير الطب الشرعي صحة ما ذكره الطفل (آسر) بشأن إقدام زوجة أبيه على إصابته بمناطق متفرقة من جسده بجسم صلب.