"في دولةٍ كمصر، بظروفها وحاضرها، بأزماتها ومعاصرتها لدول العالم النامية - كما تصنف، بات من المنطق أن تخطئ جهة حكومية في خدمتها المقدمة إلى المواطن أو تعاقبه بشأنها، سواء في تقديم الخدمة أو محاسبته عليها.. يحدث ذلك كثيرًا مع من يُسمى ب"المواطن الغلبان"، الذي يدفع الكثير من "قوت عياله" لتوفير حياة آدمية لهم. في وزارة الكهرباء، حدث أمرٌ غير هذا المنطق، وذلك فيما يتعلق بفاتورة كهرباء عن شهر ديسمبر للمهندس محمد سليم رئيس قطاع المراقبة وتقييم الأداء بوزارة الكهرباء.. مسؤولٌ قياديّ في الوزارة تحوَّل إلى شاكٍ من وزارته، رغم أنَّه من أصحاب الدار، كما قال. أزمة عداد.. خطأ أو تغيير ب2000 جنيه تفاصيل الواقعة يكشفها سليم نفسه، فقال: "ماذا أقول للزملاء في شركة القناة وأنا صاحب الدار؟، يعني مديونية تتقسط دون موافقتي، والإيصال به قراءة أعلى من القراءة في العداد بما يزيد عن 2000 كيلو وات ساعة.. ميصحش كده.. ميصحش كده.. والله ما يصحش كده". سليم نشر صورةً على "فيسبوك"، مقسمة على جزئين، الأولى لعداده الشخصي، وجاءت قراءته "41098" لشهر ديسمبر، والأخرى لفاتورة الدفع وجاءت القراءة بها "43121" لشهر ديسمبر نفسه. ما سبق يعني وجود قراءة "وهمية" تقدر بما يقارب ال 2200 كيلو وات، ووفقًا لآخر زيادة في أسعار للكهرباء في شهر أغسطس الماضي، تكون قيمة هذه الزيادة 2000 جنيه. قراءتان لشهر واحد.. دفعٌ لما لم يُستهلك "التحرير" تواصلت مع المهندس سليم للتأكد من صحة الواقعة، فقال: "أيوه الموضوع صح.. هذه مشكلة عامة، وتوجد مثلها مشكلات كثيرة". قال سليم إنَّه يقيم حاليًّا بالقاهرة بحكم عمله بوزارة الكهرباء، وشقته بها عداد مسبوق الدفع، بينما الواقعة حدثت بشقته الأساسية والتي تقيم بها الأسرة بالإسماعيلية، لافتًا إلى أنَّه عند دفع الفاتورة وإيجاده لخانة تسويات وأقساط، أبدي اندهاشه ونزل لقراءة العداد بنفسه، ليكشتف الأمر بوجود فرق قراءة يزيد عن 2000 كيلو وات ساعة ما بين الوصل وقراءة العداد الحالية. وأضاف أنَّه نشر الواقعة على "فيسبوك" لكي يعلم المواطنين أنَّ كونه مسؤولًا بالكهرباء فهذا لم يكن استثناء من الخطأ في فاتورته، لافتًا إلى أنَّه تحدَّث مع المسؤولين بشركة القناة لتعديل الأمر. سليم كشف أنَّه تقدَّم بمقترح أن تتم قراءة متوسط الاستهلاك لكل ستة أشهر، والمحاسبة شهريًّا على متوسط استهلاك كتقسيم الستة أشهر صيفًا وستة أشهر شتاءً، معطيًّا مثالًا: "شقة تستهلك 450 كيلو وات ساعة شهريًّا في الصيف، بينما في الشتاء تستهلك 220 كيلو وات ساعة، وكل شهر في الصيف تتم المحاسبة على سعر ثابت وكذلك في الشتاء، وفي النهاية يتم أخذ القراءة وحساب متوسط كل ستة أشهر، وإذا كان هناك حساب مالي فائض للمشترك يرحل على الفواتير المقبلة، وإن تم رصد مبالغ مستحقه على المشترك، يدفعها على أخر فاتورة أو تقسط على الفواتير المقبلة". وأضاف أنَّ النظام من شأنه الحد من المعاناة من العجز في المحصلين وقارئي الكشاف، فضلًا عن حل الأزمة المتصاعدة من أخطاء الفواتير، بخلاف أنَّ هذا الأمر مفعلٌ في عدد من الدول الأوربية، لافتًا إلى أنَّه قدَّم هذا المقترح منذ فترة طويلة ولكن لم يلقَ هذا المقترح القبول. رئيس الشركة.. يفحص ويشكِّك ولا يستبعد "التحرير" تواصلت المهندس محمد السيد مع رئيس شركة القناة لتوزيع الكهرباء، والذي تقع محافظة الإسماعيلية في النطاق الجغرافي للشركة، للوقوف على آخر تطورات هذه الشكوى التي وصفها ب"الصادمة"، حيث أكَّد أنَّه سيتم إرسال مندوب لأخذ القراءة الخاصة بالعداد على الطبيعة، فضلًا عن رؤية العداد. السيد أكَّد أنَّ سيتم فحص الشكوى جيدًا، لافتًا إلى أنَّ أي شكوى تحضر إلى الشركة يتم فحصها على الفور، قائلاً: "ممكن يكون الرصاص منزوع وملعوب في العداد، وممكن يكون الرصاص مفكوك وفك العداد ورجعه، والفيصل بينا وبينه الرصاص اللي في العداد، وهو من شأنه حدوث خلل في العداد والقراءات".