عداء الإخوان وباقى جماعات الإرهاب للفن والثقافة ليس جديدًا. جماعات السمع والطاعة لا تبدع ولا تفكّر، وتكره مَن يفعل ذلك من عباد الله الذين يستخدمون ما وهبه الله لهم من عقل ووجدان، فيسعدون البشر بالإبداع الجميل والفكر المتطور. عداء الإخوان وباقى جماعات الإرهاب الساعية لنشر الجهل والتخلف لكل ما هو جميل فى الحياة، رأيناه فى ظل حكم المعزول مرسى، حين طاردوا الفن وهدّدوا المثقفين وجاؤوا بوزير ثقافة «من منازلهم»، ليقول إنه قادم لتغيير هوية مصر!! الآن يتحوّل عداء الإخوان وباقى الجماعات الإرهابية للفن والثقافة والإبداع إلى فضيحة رآها العالم، وهم يذهبون فى باريس للاعتداء على أديبنا العالمى علاء الأسوانى، فى همجية تليق بهم وبمن جمعوهم من حثالة المرتزقة، لكى يصادروا صوتًا انحاز إلى الثورة ولم يكن ممكنًا أن يسكت عن فاشية تتاجر بالدين وتبيع الوطن. ما حدث مع الأسوانى تكرّر مع الفنان نور الشريف الذى هددوه بالقتل إذا شارك فى احتفالية مصرية بباريس. وحدث مع فرقة الموسيقى العربية وفرق فنية أخرى ذهبت إلى أوروبا تقدّم فنونها، فإذا بها تواجه هؤلاء الفاشيين من أنصار الإخوان والمرتزقة. كما حدث أيضًا مع الدكتورة منى مكرم عبيد فى ألمانيا. ولا أشك فى أنه سيتكرر كثيرًا ليقدم صورة لهؤلاء الذين يعادون الحرية ويكرهون الإبداع ولا يتورّعون عن استخدام العنف ضد كل مَن يخالفهم الرأى، وليقل لحكومات أوروبا وللإدارة الأمريكية: هؤلاء هم الذين دعّمتموهم -وما زلتم- لكى يساعدوكم فى الهيمنة على المنطقة حتى لو كان الثمن هو سقوط شعوب عريقة تحت استبداد يتاجر بالدين ليغتال آمال الشعوب فى الحرية والعدل والاستقلال والكرامة. الآن ينتقلون بهمجيتهم إلى قلب الوطن.. يحاولون الاعتداء على الدكتور كمال الهلباوى لأنه يفضحهم. يطلقون دعوة للهجوم على حفل الفنان علِى الحجار بالقاهرة فى 30 أكتوبر. يقولون إنهم ضمّوا الحجار إلى قائمة الفنانين والمبدعين والمثقفين المستهدفين من ميليشيات الإخوان. يتّخذون من أغنية «إحنا شعب وانتم شعب» سببًا لإفساد الحفل والاعتداء على الحجار. ينسى هؤلاء أنهم هم الذين قسّموا الشعب إلى شعبَين، وهم الذين ادّعوا أنهم وحدهم فى فسطاط الإيمان، وباقى الشعب فى فسطاط الكفر (!!) وهم وحلفاؤهم الذين وقفوا على منصة رابعة يهددون الشعب كله ويقولون إن قتلاهم فى الجنة وقتلانا فى النار!! ربما كان الأصح فى تصوير الواقع أن تقول الأغنية «إحنا شعب.. وأنتم عصابة».. عصابة تتآمر على الوطن وتعادى الشعب وتحاول هدم الدولة. لكن القضية فى أساسها ليست قضية أغنية، بل قضية إرهاب يتستر بالدين ويريد أن يقمع كل رأى وأن يصادر كل إبداع. إنهم بما يفعلون يعرّون أنفسهم. يؤكدون -مرة أخرى- أنهم ليسوا إلا جماعة من الفاشيين المعادين للحرية والثقافة والفن والإبداع. وإنهم لا يملكون ما يواجهون به العالم إلا العنف والإرهاب والمتاجرة بالدين والحكم بتكفير الجميع. وصيّتهم أنهم لا يتعلمون، لو كان المثقفون المصريون يخافون من الإرهاب لخافوا منهم وهم فى السلطة. ولو كان الفنانون والمبدعون سيتراجعون أمام الفاشية لما كافحوا ضدها حتى أسقطوها. لو كان لدى هؤلاء الحمقى من أنصار الفاشية بعض عقل لأدركوا أن مَن يملكون تراث رفاعة الطهطاوى والنديم وطه حسين وسيد درويش ومختار وبيرم ومحفوظ وآلاف المبدعين العظام، لا يمكن أن يخونوا شعبهم أو يخالفوا ضمائرهم أو يتراجعوا أمام فلول إرهاب لا يملك إلا جهله وتخلّفه وعداءه للوطن وللدين الحنيف. سيغنى الحجار، وسيستمر الإبداع الجميل فى كل المجالات. ستظل مصر تحتضن ثورتها وتدافع عن حضارتها. سنظل نغنّى للجمال فى وجه قبح الإرهاب والجهل والتخلف، وسنظل نغنّى للثورة والحياة ونحن نقاتل أعداء الثورة والحياة.