السيطرة على وسائل الإعلام.. طريق الفاشية لقتل حرية التعبير لا نعادي الجماعة لكننا ضد الحكم باسم الدين فى الفن.. التجربة الإيرانية ضد الإنسانية.. والتركية يرفضها الإخوان الإخوان يريدون جماعة تشبة الجماعات الإيرانية لحكم البلد وتحريك السلطة المخرج مجدي أحمد علي - رئيس المركز القومي للسينما – يرى أن الإبداع في مصر الآن علي نوهة البركان، وأن المبدعين يواجهون تحديات حقيقية ، فكل الكلام المراوغ والوسطي قد انكشف، ولم يعد أحد يعادي الإبداع والدولة الحديثة ودولة المواطنة التي نطمح لأن تتقدم سوى سلطة فاشية - تحكم باسم الله - وطالب في حوار مع «فيتو» المثقفين بالمقاومة والتصدي لجميع محاولات الإخوان المسلمين القضاء علي الإبداع، مؤكدا أن الشعب المصري هو الحكم الوحيد علي الفن وأنه لا توجد ثوابت يحاسب علي أساسها الإبداع . وإلي نص الحوار.. بداية .. ما هي قراءتك للمشهد الحالى بعد تولي الإخوان مقاليد الحكم ؟ نحن الآن أمام تحديات حقيقية ، فكل الكلام المراوغ والوسطي قد أنجلي ، ولم يعد هناك معاد للإبداع وللدولة الحديثة ولا لدولة المواطنة التي نطمح لأن تتقدم سوي سلطة فاشية - سلطة الحكم باسم الله - فأنا دائما أقول إن الفاشية في العصر الحديث لا ترتدي « الكاكي » بل المتلبسة بالثوب الديني، والإخوان لم يكن لهم سوي أن يتحالفوا مع عجائز العسكر حتي سلموهم السلطة ولا ننسى كلمة نائب الرئيس السابق عمر سليمان إن هذه هي فرصتكم التاريخية للوصول إلي الحكم ، و الآن المؤامرة اكتملت أركانها بالكامل فبنفخة واحدة تمت الإطاحة بكل القيادات العجوزة المهترئة وسيطر الإخوان علي السلطة بالاتفاق مع العسكر، وهم يتمكنون بشكل سريعة من مؤسسات الدولة الآن . ما هو سبب قلقك من القوة الإسلامية مادامت تقر بأنها ستدعم الديمقراطية ؟ المشكلة أنه ليس لديهم مبدعون, فهم ضد الخيال والإبداع فهم نقال لأفكار وحتي كلمة سلف تعني أنه من فكر سلفا هو التفكير الصحيح أي أنه ليس لدينا حق التفكير الصحيح ، لأن هناك قوة لا تريد أن تتعلم أن المجتمعات تنطلق بالديمقراطية والاعتراف بالآخر هو أساس الديمقراطية ، والقوة المتأسلمة تستخدم الديمقراطية مرة واحدة حتي تصل إلي الحكم ولكنها لا تؤمن بها ، وهذه سلطة الشعب وهي نسبية وليست مطلقة . كيف يتم مواجهة هذا التمكين وتقليل خطره ؟ بأن تتحد القوي الحقيقية المدنية وأن تفتح علاقات حقيقية مع الجماهير وأن تدافع عن وجودنا الذي نزعم أنه النفس الباقي لهذه الأمة بجميع أشكال الدفاع, ففي مجال الفن سندافع عن حقنا في الإبداع ، وسنحارب من أجل حرية الإبداع من البداية، و من رأي انه هناك ميزة واحدة - الآن توحد العدو- ، فنحن لا نعاديهم – الإخوان - كحركة سياسية ولا بصفتهم الشخصية ولا بصفتهم الإنسانية ولكن ما نعاديه الحكم باسم الدين، والدفاع عن دولة مصر التي نطمح إليها فلن نتركها تتحول إلي احد مجتمعات من العصور الوسطي . ما هي الخطوات التي بدأ الإخوان بها السيطرة علي المؤسسات الإبداعية ؟ هم يحاولون القضاء عليه , فمن يحاول السيطرة يجب أن يكون لديه البديل وليس لديهم هذا، وكانت خطوتهم الأولي عبر امتلاك وسائل الإعلام ، وظهورهم في التليفزيون كثيرا – حتي الرئيس مرسي يظهر كل خمس دقائق علي شاشة التليفزيون - واستطاعوا احتكار عدد من الناس – لكن ليس لهم تأثير علي الجماهير – لتحقيق أهدافهم ، وتغير الوجوه المألوفة لدي الناس بشخصيات تعيد وتكرر فيما سبق تحليله , معتقدين أنه البديل لاقتراب من الشعب . هذا الشعب الذي عاش وسطيا لا يري أن الدين يقف ضد الحياة ، وبالعكس عاش متدينا ومحبا للحياة في نفس الوقت وأن الدين الحقيقي هو الذي عاش كل هذا الزمن ولم يكن مهددا في وقت من الأوقات، ولكن لكي تصنع لنفسك قضية ولكي تبرر لنفسك السيطرة المادية والسياسية فإنك تعلن أنه مخالف للدين، في الواقع مصر دولة متدينة وأن الدين في قلب الجميع وأن المصري يؤمن بأن الدين لله والوطن للجميع . إلغاء الدعم المادي ورقة قد تلعب عليها الجماعة في مواجهة إقامة بعض المهرجانات فكيف يتم مواجهة ذلك ؟ نحن سعداء أن بعض المهرجانات لن تحتاج لأموال وزارة الثقافة حتي نتخلص من سيطرة الحكومة التي دائما تفرض شروطها وبها فساد – حتي قبل الثورة - نحن الآن نراهن علي منظمات المجتمع المدني وعلي دعمها ودعم كل القوي المحبة لهذا الوطن أن تتألف وتدرك أن المهرجانات والأدب والمسرح والفن هي السبيل الوحيد لمقاومة التطرف وأنها يجب أن تستمر بإرادة شعبية وليس بالضرورة أن تكون إرادة وزارة ، وبالإضافة إلي ضرورة دفاع المثقفين عن وزارة الثقافة فهي وعاء للمثقفين المصريين وليست وعاء لأفكار حزب الحرية والعدالة أو لبعض المتطرفين الذين يريدون مصادرة الفن وتقييده . كيف ترى تعهدات الإخوان بالمحافظة على الفن النظيف ؟ ليس من حق احد أن يزعم أنه يعرف شروط الفن النظيف أو حتي ثوابت الأمة - كما صرحوا – فالثوابت هي التي تضعها الناس والشعب هو الحكم الوحيد علي أي عمل فني باستجابته له ، وله مطلق الحرية في أن يشاهد او يمتنع عن رؤية هذا الفن، ولقد رفضنا هذا المنطق وطالبنا حتي في مادة الدستور التي تبيح حرية الإبداع والتعبير بألا تكون مشروطة بأي شرط مثل كلمة ثوابت الأمة لأنها كلمة مطاطة تحتمل أكثر من تحريف حتي إنه حين قيل لي كلمة ثوابت الأمة أجبت أي ثوابت, هذه ثوابت بن لادن أم سيد قطب أم الشيخ يوسف البدري. هل من الممكن إخضاع الإبداع لرقابة شرعية كما يريدون ؟ لا طبعا ً فالرقابة شرعية يريدونها علي الحكم، فهم يريدون جماعة تشبه الجماعات الإيرانية لحكم البلد وأن يكون للجماعة يد في تحريك السلطة وتحكم من أجل مصلحتها قبل البلاد هذا مرفوض، لأن مصلحة البلد هي المحرك الأساسي لجدل الشعب ومصلحته هي التي يقررها ولا يمكن أن يكون هناك ما يسمي جماعة الأمر بالمعروف أو جماعة أهل الحل والعقد الذين يريدونهم هم فهذه ستكون المرحلة الأخيرة من التمكين، وسوف نرفض بشدة أن يتحول الوطن إلي مؤسسة دينية حاكمة وأن الوزارات تأتمر بأوامر هذه المؤسسات وهم يحاولون ذلك عبر الأزهر حيث يقولون إنه هو المرجعية بهدف تكتيكي لأنهم يخططون السيطرة عليه لذلك ونحن نرفض مرجعية الأزهر في الدستور ولحسن الحظ أن هناك مستنيرين في الأزهر رفضوا الوقوع في هذا الفخ . ما تعقيبك علي تصريحاتهم بأنه يريدون الارتقاء بالفن المصري بما وصلت إليه التجربة التركية والإيرانية ؟ يا ريت التجربة التركية ولكنهم لن يستطيعوا ولا يقدروا عليها ، فلقد كانوا يحيون أردوغان إلي أن قال إنه علماني وأنه يترك الدين علي باب البيت فقاطعوه ولا يأتون بأي سيرة عن التجربة التركية من بعدها ، أما التجربة الإيرانية فهي تجربة فاشية وما يخرج من أفلام قليلة باستثناءات نادرة فالآن الحكم علي جعفر بنائي - مخرج مشهور- وتحديد إقامته يعد تعسفا ً ، وأيضاً منعوا السينما من مجرد تصوير الأفلام وأن تخضع لرقابة مباشرة ، حتي الانتخابات التي يقال عنها ديمقراطية يحذفون فيها معظم المنتخبين غير المنتمين للنظام من تقاريرهم الإخبارية , فالتجربة الإيرانية تجربة بشعة سلاحها القمع وبدأت تضرب الاصلاحيين الملتزمين فهي تجربة معادية للتاريخ وقاربت علي الزوال ولا يمكن تقليدها، وهناك تجربة السودان والصومال في قطع الأيادي وتجريم الفن ويمنعه فنحن مقدمون علي تجارب أدت إلى عزلة عن العالم وفرقة وتقسيم بين الأوطان . كيف يتم التصدى لمواقف منع التصوير في بعض المساجد والجامعات ؟ هذه المواقف مستمرة ونتعرض لها دائما وسوف نقاومها وهناك بعض الفنانين والمخرجين يستجيبون لتلك الوقفات وبدأت عليهم بوادر النفاق للاتجاه الجديد والاستسلام والمداهنة وأنا أحذرهم « أكلت يوم أكل الثور الأبيض » وأن التنازلات الآن قد تصبح بعد ذلك قانونا فيجب رفض تلك الأفكار ومقاومتها . كيف يخرج المبدعون من فخ تقييد حرية الإبداع في نصوص الدستور ؟ لقد تحدثت مع النقيب أشرف عبد الغفور في هذا الأمر فأكد لي أن المادة الخاصة بالحريات تنص علي « أن حرية الإبداع مطلقة وعلي الدولة مساعدة المبدعين » فقط وأن لجنة الحريات في النقابة رفضت إدخال أي نص إضافي, فأي كلام يمكن تأويله إلي أفكار إخوانجية أو سلفية ونرجو خروج الدستور علي هذا النحو حتي لا تكون بداية الجملة حرية وآخرها وأد لها . في النهاية .. ما هي المقومات التي ستركزون عليها في مواجهة هذا الطوفان ؟ الإبداع الآن يقف علي فوهة البركان فنحن فى صراع مع كل من يرفض الإبداع، وليس لدينا سوي المقاومة وليس لديهم كوادر ولدينا الكوادر المطلوبة والتي ستصمد فترات طويلة، والرهان علي الشعب وعليه أن يدرك أن بيديه أوصل هؤلاء للسلطة، نحن نلعب علي فكرة أنهم لن يكونوا كتلة واحدة فهناك قليل من المخلصين وقليل من الراغبين في ألا يكون الدين هو الحاكم لكل شيء وبعضهم معتدل التفكير ناحية العلم، دعنا نتحالف مع الراغبين في دولة وطنية، ونفكر مع القريبين منا في الأفكار والمؤمنين بأن الإسلام يدعو للتقدم والإبداع وللحرية وهؤلاء موجودون حتي داخل الاتجاهات الدينية ونحن ضد إيقاف التفكير عند حدود السلف الصالح مع كل احترامنا لهم فنحن أقدر علي فهم ظروف مجتمعنا.