على أبواب محكمة الأسرة بمدينة نصر، وفي واقعة نادرة، صالح زوج زوجته قبل بدء أولى جلسات نظر دعوى خلع أقامتها ضده. كانت عقارب الساعة تشير الواحدة ظهرا، حين وقف «رامي .ف» 29 سنة أمام الباب الرئيسي لمحكمة الأسرة منتظرا قدوم زوجته، وبصحبته أحد أصدقائه، مرت دقائق قبل أن تصل زوجته بصحبة دفاعها ووالدها، وبخطى بطيئة تقدم «رامي» نحو زوجته، التي وقفت مندهشة، وبادرها هامساً: «ممكن ثواني، في حاجة مهمة جدا، لازم تعرفيها قبل ما ندخل المحكمة». نظرت الزوجة إلى والدها وهمست له أن يسمح لها بسماع زوجها، بينما أومأ والدها براسه موافقاً، وقفا الزوجان في محيط المحكمة يتبادلان حديثا هامساً استمر قرابة نصف الساعة، ثم طلب الزوج من والد زوجته أن يجلس معهما داخل السيارة، وبعد دقائق كانت المفاجآة، حيث طلب والد الزوجة من دفاعه التنازل عن دعوى الخلع التي أقامتها نجلته ضد زوجها، والذي علق ضاحكاً : «يعني خلاص ضاعت السبوبة يا باشا» ؟. دفاع الزوجة، أكد أن موكلته أقامت دعوى الخلع، بعد مرور قرابة عام ونصف من زواجها، بسبب مشاكل مستمرة بينها وبين أهل زوجها، بعد اعتيادهم التدخل في كل كبيرة وصغيرة لحياة موكلته الزوجية، فضلا عن أن حماتها كانت دائمة الشجار معها، وكثيراً ما كانت سبب للوقيعة بينها وبين زوجها. وأضاف الدفاع ل «التحرير»، أن حماة موكلته أعتادت إهانتها أمام زوجها أكثر من مرة، بينما يرفض زوجها التدخل لمعاتبة والدته على إهانتها لزوجته. وتابع الدفاع:« موكلتي ذكرت في دعواها، أنه بعد مرور عام ونصف تقريباً على زواجها، تعرض زوجها لأزمة مالية بعد أن ترك عمله، بعدها، تعثر مادياً، وأصبح غير قادرا على تحمل مصروفات الحياة، وخصوصاُ إيجار الشقة، فانتقلا مرغمين إلى المعيشة في شقة والدته، ومنذ هذا اليوم، تحولت حياتي إلى جحيم، وأصيبت بحالة نفسية سيئة، بعد مرور أقل من شهر على معيشتها مع حماتي، حتى وصل الأمر إلى حد معايرتها، بعدم قدرة ابنها على توفير نفقات الحياة، وفشله في إيجاد وظيفة أخرى». الزوجة أضافت في دعواها:«كنت حريصة على عدم إثارة أي مشاكل بين زوجي وأمه، حتى إنني حاولت مرارا نيل رضاها، واعتبرتها في مكانة أمي، واجتهدت في إقناعها بإحترام حياتي الخاصة، بينما كانت تصدمني بردود فعلها، حين تؤكد بين الحين والآخر أنها صاحبة الرأي الأول والأخير في كل مايخص حياة ابنها، في غيابه أو حضوره». وفي ختام دعواها، قالت الزوجة، 26 سنة : «مللت من كثرة شكوتي لزوجي كي ينصفني أمام ظلم أمه لي، لكن دون فائدة، فدائما ما كان يتعمد تجاهل الحديث عن مشاكلي مع أمه، ويؤكد لي أنها «عصبية»، وحينما تنفعل، لا أحد يجرؤ على معاتبتها أو حتى الجدال معها، ورغم معاملتي الطيبة له، إلا أنني فقدت الأمل في تغيير أسلوبه في التعامل مع والدته ومعي، ومللت معاشرته، لذلك قررت اللجؤ لمحكمة الأسرة وتقدمت بدعوى الخلع، بعدما رفض زوجي تطليقي».