تعددت أقسام الشرطة والتعذيب واحد، ذلك التصرف الذى صار منهجًا راسخًا لدى عديد من الضباط، فمن الإسكندرية إلى أسوان شهدت أقسام الشرطة حالات تعذيب مختلفة، لم ينج منها حتى ذوي الاحتياجات الخاصة، وما حدث فى قسم المطرية من تعذيب معاق ذهنيا ليس عنا ببعيد. تأبى «الداخلية» أن تطوى عام 2015 دون أن تلطخ ثوبها بدماء جديدة، إذ شهد شهر نوفمبر حالات متعددة للتعذيب، أودت بحياة مواطنين ضعفاء فى مقابل قوة صارت متجبرة، ولأنه إنذار خطر فقد قامت الوزارة بخطوات استباقية، فشارك مدير أمن الإسماعيلية فى جنازة ضحية تعذيب، وقامت مديرية أمن الأقصر بتنظيم وقفة بمشاركة الضباط لتقدم واجب العزاء فى وفاة طلعت شبيب ضحية التعذيب أيضًا، بعد أن رفض المواطنون حضور مدير الأمن جنازة الضحية. «طوبى لمن اعترف بأخطائه»، رسالة من «التحرير» إلى «الداخلية»، علها تستيقظ من سباتها، وتنظر إلى أخطائها، بعين تريد الخير لمصر، بدلا من أن تفيق على ما لا يحمد عقباه، وحادثة خالد سعيد التى سجلها التاريخ ليست عنا ببعيد أيضًا، فهل من مستجيب. ننشر في التقرير التالي أبرز وقائع التعذيب داخل أقسام الشرطة بعدد من المحافظات، خلال شهر نوفمبر الحالي: الأقصر «جمعة الصعايدة».. الغضب يحاصر الداخلية شهدت محافظة الأقصر، أمس، جمعة ساخنة، إثر خروج متظاهرين فى مسيرة سلمية، دعا إليها رواد صفحة «كلنا طلعت شبيب» بمواقع التواصل الاجتماعى، رغم رفض أسرة «سجين الأقصر» الذى لقى مصرعه داخل قسم شرطة الأقصر للتظاهر. بدأت الأحداث بنداء أسرة «طلعت شبيب» فى المكبر الصوتى لمسجد العتيق بمدينة العوامية بعدم خروج تظاهرات تخوفًا من دخول عناصر سياسية لها عداءات مع الشرطة، لتكون فخًا ينصب لأهالى مدينة العوامية ودخولهم فى صراع مع الداخلية بوقوع اشتباكات، أدى إلى حالة من الهدوء التام فى المدينة، صاحبها إصرار بعض الشباب بالخروج بعد وصول مجموعات من مدن أخرى متضامنة معهم. الإسماعيلية القصة الكاملة لوفاة طبيب بالإسماعيلية داخل قسم شرطة تسببت قضية وفاة طبيب بيطري بنوبة قلبية داخل قسم شرطة بالإسماعيلية أول، حالة من الفزع لدى الشارع الإسماعيلي الذي تسائل عن الحقيقة في الواقعة التي ألقت بظلالها خلال الأيام الماضية بعد أن أصبحت قضية رأي عام. قالت الدكتورة ريم يوسف، زوجة الطبيب عفيفي حسن عفيفي، إن الخلاف المتراكم بين زوجها وبين مالك العقار الذي تقع به الصيدلية هو السبب في تلك الواقعة بعد أن استغل المالك علاقته بضباط بقسم أول لإخراجهم من الصيدلية.
القاهرة آخر ضحاياه معاق ذهنيًا| قسم المطرية.. الداخل مفقود والخارج مولود محمد عبده معوض، 20 عامًا، يعانى من إعاقة ذهنية، تدهورت حالته الصحية داخل حجز قسم شرطة المطرية، جعلته يتقيأ دمًا من فمه ويفقد وعيه على فترات متقطعة، حتى أجريت له عملية استئصال جزء من معدته وتركيب أنبوبة صدرية.. «التحرير» التقت أهل الضحية، لتقف على الحقيقة التى دائما ما تغيب فى مثل تلك الحالات، أو تتوه عن عمد ما بين السطور.. البداية كما ترويها والدة محمد، الحاجة أم عمرو، كانت طبيعية للغاية كعادة أى قضية ينفذ قسم الشرطة قرار النيابة بشأنها، تقول: «ابنى اتهم ظلمًا فى قضية ضرب عسكرى شرطة فى محطة مترو عزبة النخل»، مشيرة إلى أنها رزقت بخمسة أبناء، أوسطهم محمد، الذى يعانى من إعاقة ذهنية، وله ملف علاج فى مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية، اقتادته قوة من قسم شرطة المطرية لديوان القسم بعد اتهامه فى قضية تعدى بالضرب على مجند شرطة معين خدمة بمحطة مترو عزبة النخل، حتى أمرت النيابة بحبسه أربعة أيام على ذمة القضية، وتم تجديد حبسه أكثر من مرة. الإسكندرية تعذيب مواطن بمقر الأمن الوطنى فى الإسكندرية وآخر بقسم «مينا البصل» شهدت أقسام الشرطة بالإسكندرية حالتى تعذيب خلال شهر نوفمبر، كانت الحالة الأولى بمقر جهاز الأمن الوطنى، الذى سبق وشهد مقتل وإصابة العديد من المتهمين، وأشهرهم الشهيد سيد بلال، أما الحالة الأخرى فكانت بقسم شرطة مينا البصل، غرب المدينة، الذى يطلق عليه المواطنون هناك «سلخانة غرب». قال محمد حافظ، المحامى الحقوقى، إن وقائع التعذيب مستمرة ومتواصلة بأقسام ومؤسسات الشرطة بالإسكندرية، حيث تعرض نادر صابر فتوح، وهو متهم فى قضايا تظاهر، إلى التعذيب الشديد على أيدى ضباط جهاز الأمن الوطنى، وضرب مبرح لإجباره على محضر ملفق له، مما أدى لكسر بالحوض وفقدان القدرة على السير، إضافة إلى وجود دم كثيف بالبول. القليوبية مصرع متهم داخل حجز محكمة شبين القناطر لقى أحد المتهمين المحتجزين على ذمة إحدى القضايا، مصرعه داخل حجز محكمة شبين القناطر. وطالبت النيابة العامة باستعجال تقرير الطب الشرعي والمعمل الكيماوي والجنائي في واقعة مصرع المتهم عمرو أبو شنب، 32 عامًا في حجز محكمة شبين القناطر، الخميس قبل الماضي، بعد اتهام أهليته لضابط شرطة بتعذيبه لمدة يومين داخل مركز الشرطة بعد إلقاء القبض عليه اشتباه في سرقة أحد محلات المحمول. الغربية ضابط شرطة يصفع مسنًا ويطلق النيران على آخرين في كمين بالمحلة صفع أحد ضباط الشرطة في المحلة الكبرى، ويدعى "م.أ"، رجلا مسنا على وجهه، قبل أن يطلق النيران على اثنين آخرين معه، في كمين العلو بمدخل المحلة، مما أدى إلى تعرضهم لإصابات خطيرة، ونقلهم إلى مستشفى المحلة العام. قال مصدر أمني إن الضابط الذي اعتدى على مسنة ونجار، وصفع مسن على وجهه أثناء قيامه بضبط خارج عن القانون، بحوزته مواد مخدرة، وقام بسبّ أهالي منطقة "العلو" على أحد المقاهي، أُخلي سبيله على ذمة التحقيقات، ويُباشر عمله. وذكر كمال محمد، نجار، 40 سنة، مصاب بطلق ناري بالفخذ، أنه كان يجلس على المقهى، وأثناء قيامه بدفع الحساب والمغادرة، قام الضابط محمود النجار، معاون مباحث بقسم ثان المحلة، بدخول القرية ب "توك توك" وسألهم "أنتوا بتعملوا إيه هنا"، رد قائلًا: "إحنا لسه جايين من الشغل يا محمود بيه وبنحاسب ومروحين".