تسونامي يضرب جزر الكوريل الروسية وهوكايدو اليابانية بعد زلزال قوته 8ر8 درجة    سعر الذهب في مصر اليوم الأربعاء 30-7-2025 مع بداية التعاملات    ترامب: يتم إرسال العديد من الأموال إلى قطاع غزة وحماس تقوم بسرقتها    وزير الثقافة: جوائز الدولة هذا العام ضمت نخبة عظيمة.. ونقدم برنامجا متكاملا بمهرجان العلمين    تنسيق الثانوية 2025.. ماذا تعرف عن دراسة "الأوتوترونكس" بجامعة حلوان التكنولوجية؟    تنسيق الجامعات 2025| كل ما تريد معرفته عن بكالوريوس إدارة وتشغيل الفنادق "ماريوت"    4 أرغفة ب دينار.. تسعيرة الخبز الجديدة تغضب أصحاب المخابز في ليبيا    إبراهيم ربيع: «مرتزقة الإخوان» يفبركون الفيديوهات لنشر الفوضى    عمر فاروق: وعي الشعب المصري خط الدفاع الأول ضد مؤامرات «الإرهابية»    الغمري: «الإخوان الإرهابية» تزور التاريخ.. وتحاول تشويه موقف مصر الداعم لفلسطين    الحكومة تواصل إنقاذ نهر النيل: إزالة 87 ألف حالة تعدٍ منذ 2015 وحتى الآن    مدير أمن سوهاج يتفقد الشوارع الرئيسية لمتابعة الحالة الأمنية والمرورية    غرق طفل بترعة في مركز سوهاج.. والإنقاذ النهري ينتشل الجثة    وفاة طالب أثناء أداء امتحانات الدور الثاني بكلية التجارة بجامعة الفيوم    القانون يحدد شروط لوضع الإعلانات.. تعرف عليها    متابعة تطورات حركة جماعة الإخوان الإرهابية مع الإعلامية آلاء شتا.. فيديو    الإعلامى حسام الغمرى: جماعة الإخوان تحاول تشويه موقف مصر الشريف تجاه فلسطين.. فيديو    محمد محسن يحتفل بعيد ميلاد زوجته هبة مجدي برسالة رومانسية (صور)    لهذا السبب... لطفي لبيب يتصدر تريند جوجل    الدقيقة بتفرق في إنقاذ حياة .. أعراض السكتة الدماغية    إخماد حريق في محول كهرباء في «أبو النمرس» بالجيزة    ترامب يهدد بفرض عقوبات ثانوية ويمنح روسيا 10 أيام للتوصل لاتفاق مع أوكرانيا    القنوات الناقلة مباشر لمباراة ليفربول ضد يوكوهاما والموعد والمعلق.. موقف محمد صلاح    تنسيق الجامعات 2025 .. تفاصيل برامج كلية التجارة جامعة عين شمس (مصروفات)    «التموين»: لا صحة لعدم صرف الخبز المدعم لأصحاب معاش تكافل وكرامة    بكابلات جديدة.. قرب الانتهاء من تغذية محطة جزيرة الذهب أسفل كوبري العمرانية    من المهم توخي الحذر في مكان العمل.. حظ برج الدلو اليوم 30 يوليو    منافسة غنائية مثيرة في استاد الإسكندرية بين ريهام عبد الحكيم ونجوم الموسيقى العربية.. صور    يسمح ب«تقسيط المصروفات».. حكاية معهد السياحة والفنادق بعد قضية تزوير رمضان صبحي    إنجاز غير مسبوق.. إجراء 52 عملية جراحية في يوم واحد بمستشفى نجع حمادي    مطران دشنا يترأس صلوات رفع بخور عشية بكنيسة الشهيد العظيم أبو سيفين (صور)    وكيله ل في الجول: أحمد ربيع لم يفقد الأمل بانتقاله للزمالك.. وجون إدوارد أصر عليه منذ يومه الأول    الخارجية الأردنية ترحب بعزم بريطانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية    وزير الخارجية يتوجه إلى واشنطن في زيارة ثنائية    رئيس مدينة الحسنة يعقد اجتماعا تنسيقيا تمهيدا للاستعداد لانتخابات الشيوخ 2025    أسامة نبيه يضم 33 لاعبا فى معسكر منتخب الشباب تحت 20 سنة    الجنايني يتحدث عن مفاوضات عبد القادر.. وعرض نيوم "الكوبري" وصدمة الجفالي    أحمد فؤاد سليم: عشت مواجهة الخطر في الاستنزاف وأكتوبر.. وفخور بتجربتي ب "المستقبل المشرق"    مصرع عامل اختل توازنه وسقط من أعلى سطح المنزل في شبين القناطر    استعدادًا للموسم الجديد.. نجاح 37 حكمًا و51 مساعدًا في اختبارات اللياقة البدنية    سبب غياب كريم فؤاد عن ودية الأهلي وإنبي وموعد عودته    عمرو الجناينى: تفاجأت باعتزال شيكابالا.. ولم أتفاوض مع أحمد عبد القادر    عاصم الجزار: لا مكان للمال السياسي في اختيار مرشحينا    تنسيق المرحلة الثانية 2025.. موعد الانطلاق والمؤشرات الأولية المتوقعة للقبول    رسميًا بعد الانخفاض الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025    محمد السادس: المغرب مستعد لحوار صريح ومسؤول مع الجزائر    ترامب: الهند ستواجه تعريفة جمركية تتراوح بين 20% و25% على الأرجح    الجنايني عن شروط عبدالله السعيد للتجديد مع الزمالك: "سيب اللي يفتي يفتي"    جدول امتحانات الثانوية العامة دور ثاني 2025 (اعرف التفاصيل)    «الجو هيقلب» .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم : أمطار وانخفاض «مفاجئ»    معلقة داخل الشقة.. جثة لمسن مشنوق تثير الذعر بين الجيران ببورسعيد    بدأت بصداع وتحولت إلى شلل كامل.. سكتة دماغية تصيب رجلًا ب«متلازمة الحبس»    طريقة عمل سلطة الطحينة للمشاوي، وصفة سريعة ولذيذة في دقائق    هل يُحاسب الطفل على الحسنات والسيئات قبل البلوغ؟.. واعظة تجيب    أمين الفتوى: الشبكة جزء من المهر يرد في هذه الحالة    ما الذي يُفِيدُه حديث النبي: (أفضل الأعمال الصلاة على وقتها)؟.. الإفتاء توضح    حكم الرضاعة من الخالة وما يترتب عليه من أحكام؟.. محمد علي يوضح    أمين الفتوى: مخالفات المرور الجسيمة إثم شرعي وليست مجرد تجاوز قانوني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جيرلوند شتاد: القائمون على نوبل ليسوا سحرة ولا يملكون أدوات سحرية تمنحهم تحقيق السلام في العالم.
نشر في التحرير يوم 29 - 12 - 2012


حوار/ طارق أحمد شوقي
أكد البروفيسور "جير لوند شتاد" الأمين العام لجائزة نوبل للسلام، أن الجائزة تحظى باهتمام بالغ وجدل كبير في مختلف الأوساط العالمية، وأنها ساعدت بعض المناضلين السياسيين والناشطين الحقوقيين الذين ينتهجون "سياسة اللاعنف" في استقلال بلادهم على حد قول الفائزين بالجائزة.مشيراً أنه ولجنة الجائزة أخطئوا أخطاء فادحة عن غير عمدٍ في حق شخصيات عالمية كانت تستحق الجائزة لكنهم لم يحصلوا عليها، وأن الجائزة أزعجت بعض حكومات الدول العظمى مثل(أمريكا والصين وروسيا) وغيرهم من الدول عندما مُنحت للمعارضين لتلك الحكومات.
وقال "شتاد" بأنه والعاملين معه في جائزة "نوبل للسلام" لا يخضعون لأي ضغوط مهما كانت، سواء من البرلمان النرويجي أو الحكومة السويدية أو أي جهة أخرى، فهدف الجائزة أولاً وأخيراً نشر السلام العالمي كما أوضح في وصيته "ألفريد نوبل"مبيناً أننا نأمل أن تكون الجائزة عامل حماية لكثير من الذين يعملون من أجل السلام في ظل ظروف إنسانية صعبة.وعندما يعترف مسئول كبير مثل هذا في الجائزة بأخطائه الفادحة يتجلى لنا الفرق الكبير بين(العقلية الغربية والعقلية العربية) في طريقة التفكير وعبء تحمل المسؤولية، فالرجل أعترف بأخطاءٍ وسقطات جسيمة، أما نحن العرب نلقي باللوم والتبعات على الآخرين ونلجأ لسلسلة لا تنتهي من التبرير المستمر فإلى نص الحوار.
حصل الإتحاد الأوروبي هذا العام على"جائزة نوبل للسلام" فما هي أسباب حصوله عليها؟
لا ينكر أحد الدور الكبير الذي قام ويقوم به الإتحاد الأوربي في إحلال ونشر السلام في العالم، ومن ثم فتكريمه يشدّ على ساعديه للعمل أكثر وأكثر من أجل تحقيق السلام العالمي، وقد تسلم الجائزة هذا العام تتويجاً لدوره في تحويل "قارة كانت في حالة حرب وصراعات مسلحة إلى قارة سلام". وذلك بحضور قرابة 20 رئيس دولة وحكومة من مختلف أنحاء العالم، ومن بينهم الرئيس الفرنسي (فرنسوا أولاند) والمستشارة الألمانية (انجيلا ميركل).
وفي أثناء التكريم دعا رئيس لجنة نوبل النرويجية (ثوربيورن ياغلاند) رئيس اللجنة المختصة بمنح جوائز نوبل للسلام، الإتحاد الأوروبي إلى المضي قدماً لمواجهة أخطر أزمة مالية تمر بها (منطقة اليورو) والتي تهدد تضامن الدول الأعضاء داخل الإتحاد الأوربي. وقد سلّم "ياغلاند" الجائزة إلى ممثلي المؤسسات الثلاث الأبرز في الاتحاد وهم رئيس المجلس(هرمان فان رومبوي) رئيس المفوضية(جوزيه مانويل باروسو) ورئيس البرلمان (مارتن شولتز).
لكن البعض انتقد حصول "الاتحاد الأوروبي"على جائزة نوبل للسلام في ظل ما يواجهه من تحديات اقتصادية كبرى فما تعليقكم؟
جائزة نوبل للسلام دائماً تثير الجدل حولها نظراً لأهميتها وتأثيرها في العالم، ومنحها للإتحاد الأوروبي هذا العام في ظل ما يواجهه من مشاكل وتحديات اقتصادية وجه بانتقادات حادة، سواء من أوساط المعارضين في أوروبا أو خارجها حسب رأي المنتقدين، وذلك لتفاقم أزمة منطقة اليورو وما سببته "الديون السيادية" التي وضعت تضامن الدول الأعضاء على المحك، وتسببت باضطرابات اجتماعية عديدة اتسمت بالعنف أحياناً ونزعات متطرفة في دول مثل اليونان.لكن هذا كله لا ينكر دور الاتحاد في محاولة نشر السلام في العالم، أضف إلى ذلك تصريحات المسئولين الأوروبيين بأنهم يبذلون أقصى ما لديهم جاهدين للخروج من أزمة( اليورو) ووضع خطط للتقشف وغيرها من الخطط البديلة لحل الأزمة.
وماذا عن الأزمة السورية وتداعياتها ودور الاتحاد الأوروبي في محاولة حلها كونه مهتماً بالسلام العالمي؟
يحضرني هنا ما قاله رئيس المفوضة الأوربية أثناء التكريم (مانويل باروسو)، حيث طالب بكل صراحة ووضوح المجتمع الدولي والأسرة الأوربية بالتدخل السريع لإنهاء النزاع الذي وصفه على حد قوله ب"وصمة عار على الضمير العالمي"، لأن المجتمع الدولي ملتزم أخلاقياً بمعالجة تلك الأزمة الإنسانية التي يدفع ثمنها الشعب السوري وحده.
بماذا تفسرون رفض بعض الشخصيات العالمية البارزة لجائزة نوبل؟
رفض تلك الشخصيات للجائزة يرجع لقناعات شخصية لهم، ونحن لسنا مسئولين عن قناعاتهم الشخصية وآرائهم فهم أحرار يقبلون الجائزة أو يرفضونها هم وشأنهم، نحن نحترم تلك الشخصيات ونجلهم والدليل أننا منحناهم الجائزة تقديراً لأعمالهم المميزة، فإذا رفضوا الجائزة ماذا بوسعنا أن نعمل؟ كما أن رفضهم هذا لا يقلل من قيمة الجائزة أو مكانتها الرفيعة.
هل تخضعون لأوامر أو ضغوطاً من قبل الحكومة النرويجية أو السويدية في اختيار الأشخاص؟
من المؤكد أننا لا نقبل أوامراً من البرلمان النرويجي أو الحكومة السويدية، لكننا نسعد بالفعل عندما يوافقون على قراراتنا التي نرسلها لهم، ولكننا لا نقبل بأي حال من الأحوال أي ضغوط أو أوامر مهما كانت،لأننا نعمل بشكل مستقل عن أي جهة فيما يسمى ب(عائلة نوبل) ولدينا أعراف وتقاليد صارت عليها الجائزة منذ زمن بعيد، وهي الاستقلالية التامة عن أية جهة بحيث تخرج قراراتنا معبرة عن وجهة نظرنا وقناعتنا التامة.
هناك شخصيات تستحق جائزة نوبل للسلام عن جدارة ولكنها ماتت ولم تحصل عليها لماذا برأيك؟
نحن لا نمنح الجائزة إلا للأحياء فقط، سبق وأن منحناها مرة واحدة لشخص توفي، ففي العام الماضي قررت الجائزة منحها لأحد الأشخاص، ولم تكن تعلم لجنة الجائزة أن هذا الرجل المرشح للفوز بنوبل قد توفي، فالرجل توفي بعد الإعلان عن الجائزة مباشرة، وقد منحوه الجائزة ظناً منهم أنه على قيد الحياة، وبالرغم من أنه توفي لم نغير قرارنا أو نحيد عنه.
هل أخطئتم في منح جائزة "نوبل للسلام" لأشخاص لا يستحقونها؟
لا نزعم أننا لا نخطئ بالفعل نخطئ وقد نخطئ أخطاء فادحة في منح الجائزة، مثل عدم فوز(غاندي) الأب الروحي للهند بالجائزة وغيره من الشخصيات المحبة للسلام، كما أننا نتلقى انتقادات حادة عندما نمنح الجائزة لأشخاصٍ يقيناً منا أنهم يستحقونها ويرى البعض أنهم لايستحقونها، وليس معنى ذلك أننا لا نخطئ فمن الطبيعي أن نقع في أخطاء.
عدم فوز الزعيم الهندي"غاندي" ألا يعد بحق سقطة كبرى في تاريخ الجائزة؟
أعترف أن عدم فوز "المهاتاما غاندي" بالجائزة رغم أنه كان يدعو للسلام واتباع سياسة اللاعنف، يعد سقطة كبرى في تاريخ الجائزة، لأنه كان يستحقها بجدارة ولم يحصل عليها، وقد تكلمت مع جماعات هندية عديدة، وعندما يسمعون مني هذا الكلام يقولون لي إذا كنتم قد اعترفتم بذلك، فلماذا لا تصححون هذا الخطأ وتعلنون فوز غاندي بالجائزة طالما أنه يستحقها؟ لكنني أقول لهم أننا لا نمنح الجائزة لأشخاص (وافتهم المنية) حتى ولو كان غاندي، فهو أكبر شخصية كان يفترض أن يمنح الجائزة ولكنه لم يحصل عليها.
لقد فاز بالجائزة منذ إنشائها أكثر من ( 125 ) شخصية حتى الآن، وهناك شخصيات أخرى كانت تستحق الجائزة ولكنهم لم يحصلوا عليها، وهذا دليل كبير على أنه من الصعب جداً تحديد من يفوز بجائزة نوبل للسلام حيث تحظى هذه الجائزة دون غيرها بجدلٍ كبير في الأوساط العالمية.
واللجنة تعترف أنها أخطأت بعض المرات ولكن إذا نظرنا في تاريخ الجائزة بشكل عام، نجد أن لها انجازات كبيرة تستحق الإشادة والاحترام، ففي عام 1960م حصل أحد الناشطين الحقوقيين على جائزة نوبل للسلام من جنوب أفريقيا.وقد لاقى هذا الاختيار بالطبع غضب حكومة جنوب أفريقيا، فلم يرضها هذا الاختيار على الإطلاق،لكننا لا نبالي بغضب تلك الجهات في سبيل ما نؤمن به.
يندد البعض بفوز الرئيس الأمريكي "بارك أوباما" بجائزة نوبل للسلام ويشكك في معايير اختياره؟
الرجل قام بجهد كبير من أجل السلام العالمي، وتعزيز الصداقة والأخوة بين الشعوب، فقد كان داخل البيت الأبيض حربين أوقفهما وسحب الجيوش الأمريكية من العراق وأفغانستان، وجنّب أمريكا والعالم حدوث ويلات حروب جديدة تخلف الكثير من الضحايا والاضطرابات والكوارث الإنسانية في العالم.
أضف إلى ذلك أن الرجل يدعم الحوار بين الحضارات والتعايش السلمي للشعوب، كما قام بالحد من التسلح بين أمريكا وروسيا، وحاول حل القضية الفلسطينية ومشكلة إيران وبرنامجها النووي المزمع استخدامه في التسليح الحربي ولكنه لم يفلح، لكننا نحتاج أن نفسر وصية (ألفريد نوبل) لنفهم ما يصبو إليه، وهو الإسهام في نشر وتحقيق السلام العالمي وهذا ما قام به أوباما، فالرجل بذل الوقت والجهد وتحرك على الأرض لحل هذه الصراعات لكنه لم يوفق في القضية الفلسطينية ومشكلة إيران.
لماذا نجد عدد النساء الحاصلات على جائزة نوبل للسلام قليل مقارنة بالرجال؟
ظللنا فترات طويلة لم نمنح الجائزة لسيدات وقد فازت بها سيدات من قبل، ولكننا منذ سنوات عديدة لم نمنح الجائزة للسيدات، والسبب في ذلك عدم وجود شخصيات نسائية تستحق الجائزة من وجهة نظر لجنة التحكيم، أما الآن صرنا نمنحها للسيدات، فحصلت عليها(15) سيدة منذ إنشائها منهن الإيرانية شرين عبادي ومؤخراً اليمنية توكل كرمان.
والمدهش في الأمر أن الأكاديمية السويدية منحت (جائزة نوبل للسلام) لعام 2011م، لثلاث نساء وهن داعية السلام الليبيرية "ليما غبوي" التي عبأت ونظمت النساء لإنهاء الحرب الأهلية الطويلة في ليبيريا وضمان مشاركة المرأة في الانتخابات، والناشطة الحقوقية اليمنية "توكل كرمان" التي أصبحت أول سيدة عربية تفوز بجائزة نوبل للسلام، والرئيسة الليبيرية "إلين جونسون سيرليف"وهي أول رئيسة منتخبة في إفريقيا، ومنذ وصولها إلى الرئاسة في عام 2006 أسهمت في إحلال السلام في ليبيريا ودعم التطور الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز وضع النساء ومشاركتها في المجتمع، لقد نلنا الجائزة على نضالهن السلمي من أجل سلامة النساء في دولهنَّ، وانخراط المرأة في الحياة العامة والمساهمة الفاعلة في بناء السلام وإرساء قواعد الحرية والعدالة الاجتماعية.
كيف تنظرون إلى منح جائزة نوبل لأول امرأة عربية وهي توكل كرمان؟
بالتأكيد هذا الحدث يضيف لها الكثير وهي تستحق ذلك حقيقة، من خلال نشاطها الحقوقي فهي ناشطة بارزة في الثورة اليمنية، قامت بدور بارز من أجل ترسيخ قواعد الديمقراطية في اليمن، وعرف عن كرمان شجاعتها في مقاومة الفساد المالي والإداري ومطالبتها الدؤوبة في الإصلاح السياسي وتجديد الخطاب الديني، كما أنها أول من رفعت صوتها عالياً منذ وقت مبكر ضد إسقاط النظام الاستبدادي للرئيس اليمني على عبد الله صالح في اليمن عام 2007م.
أنا سعيد لأنني قابلت هذه السيدة على مدار ثلاثة أيام تحدثت معها في موضوعات مختلفة، ولاحظت أنها سيدة حسنت التصرف والسلوك جمة الخلق ومرهفة الحس وبالغة الاهتمام بالمرأة وقضاياها.
هل يمكن أن تلعب جائزة (نوبل للسلام) دوراً مهماً في الحفاظ على السلام العالمي والأمن الدوليين؟
لا يمكن لنا نحن السويديون أو النرويجيون أن نقرّر ما يجري في العالم بشأن الحرب والسلام، فإذا كانت سلطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما سلطة محدودة رغم أنه رئيس أكبر دولة في العالم، فما بالكم بنا نحن السويديون القائمين على الجائزة فسلطتنا محدودة أيضاً.
سبق أن أعطينا الجائزة لشخصيات معروفة مثل الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" والرئيس السابق للاتحاد السوفيتي سابقاً "جورباتشوف" كما منحنا الجائزة لشخصيات تكاد تكون غير معروفة لكون هذه الشخصيات خاضت حروباً خاصة من أجل مبادئها، ففي عام 1995 منحنا الجائزة ل(جوزيف روتبلت) عالم بريطاني بولندي اشتغل على مشروع القنبلة النووية حيث قادته الأبحاث لصنع القنبلة النووية، وهو العالم الوحيد الذي انسحب من الفريق العلمي احتجاجاً منه على استخدام نتيجة أبحاثه في ضرب هيروشيما وناجازاكي باليابان.
نأمل أن تكون جائزة نوبل للسلام عامل حماية لكثير من الذين يعملون من أجل السلام في ظروف إنسانية صعبة مثل الناشطة الحقوقية (أون سان سوتشي) من "بورما" ظلت محبوسة في بيتها في ظل ظروف صعبة جداً، لكننا نشعر أن حصولها على الجائزة جعلها تعيش في أمان، من أي ضرر رغم كل المصاعب التي كانت تعيشها حتى أنها عام 1991 لم تستطع أن تخرج من بلدها للحصول على الجائزة فتسلمها زوجها نيابة عنها، وكذلك (شرين عبادي) تعيش ظروفاً وأوضاعاً صعبة جداً فزوجها يعيش في إيران، ولكنها لا تستطيع أن تذهب إلى زوجها لأنها تلقت تهديدات كثيرة بالقتل، كما أن الإيرانيين يفرضوا على الجائزة ضرائب كبيرة.
لكن الجائزة أعطت قوة لمن حصلوا عليها واستطاعوا بالفعل عمل الكثير من أجل السلام كيف تنظرون إلى ذلك؟
جائزة نوبل والقائمون عليها ليسوا سحرة ولا يملكون أدوات سحرية تمنحهم هذه القوة، حيث يقول أحد المناضلين البولنديين الفائزين بنوبل أنه استمد منها القوة واستطاع في نصف عام فقط من يونيو 1998 وحتى ديسمبر 1998 أن يحقق معجزة كبرى وهي سقوط كل الأنظمة الشيوعية في وسط أوروبا وشرقها. موضحاً أنه بدون جائزة نوبل ما كان يستطيع تحقيق ما حققه وهذا الكلام شهادة لمكانة الجائزة وتأثيرها.
وفي عام 1996م منحنا الجائزة لسيدين من تيمور الشرقية وهما( كارلوس فيليبب بيلو، خوزيه راموس هورتا) وقد لا يعرف البعض أين توجد تيمور الشرقية، وهي لمن لا يعرفون كانت مستعمرة برتغالية غادرها البرتغاليون بعد الثورة في البرتغال عام (1974 1975 ) م من القرن الماضي، حيث دخلت قوات الأمم المتحدة كما دخلت قوات الجيش الاندونيسي، مما جعل الجزيرة تفقد (200)ألف نسمة من سكان الجزيرة التي يصل عدد سكانها إلى (800) ألف نسمة، أي أن ربع سكان الجزيرة فقدوا حياتهم ولم يهتم أحد لما يجري في تيمور الشرقية.
بعد ذلك أتي الفائزان من جزيرة تيمور الشرقية إلى "أوسلو"وحصلوا على الجائزة،وقالا لي أننا سننتصر ونحصل على استقلالنا، فقلت لهما لا ترفعا سقف توقعاتكما إلى هذا الحد فالأمر صعب جداً، ولكن في عام (2002)م حصلت تيمور الشرقية بالفعل على استقلالها، صحيح حصلت مشاكل بعد الاستقلال لكنهم حصلوا على استقلالهم في نهاية المطاف، ويرى الفائزان أن الجائزة كان لها دور فاعل في حصول بلادهم على استقلالها وهذا الأمر يسرنا.
تكاد تكون القارة الأفريقية غائبة عن المشهد ونصيبها شحيح في جائزة نوبل للسلام فما قولكم؟
اختلف معك فقد منحنا الجائزة ل 4 ناشطين ضد التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، وأنا كأستاذ في التاريخ ذهبت هناك وقابلت جماعات كثيرة من جنوب أفريقيا، وتحدثت معهم وشرحت لهم دور الجائزة ودعمها للمناضلين الحقوقيين ضد التمييز العنصري، ففي عام 1960 م منحت الجائزة ل (ألبرت جون لوتولي) وكانت هي الجائزة الأولى التي منحت لناشط حقوقي ضد العنصرية في العالم. وبالطبع هذه الجائزة أغضبت الأنظمة العنصرية الحاكمة في جنوب أفريقيا، لكننا لم نوليهم أي اهتمامٍ لإيماننا بما نعمل من أجله وهو نشر السلام في العالم، وقد دعم فوز هذا المناضل سائر المنظمات المناهضة للعنصرية في العالم.
عندما فاز المعارض الصيني (ليوشياوبو) عام 2010م ماذا كان رد فعل الصين؟
بالفعل في عام 2010م منحت الجائزة للناشط والمعارض الصيني (ليوشياوبو) وكما هو معروف أن الصين دولة ذات نفوذ عالمي كبير، ارتفع نفوذها وتوسع بفضل أدائها الاقتصادي المميز فالملايين من السكان خرجوا من مستوى خط الفقر.وأصبحت الصين الدولة العظمى الاقتصادية الثانية في العالم بعد أمريكا، وقد تتجاوز الولايات المتحدة في بضع سنوات لتصبح القوة الاقتصادية الأولى في العالم.
والسؤال هنا هل يمكن أن نتخيل قوى عظمى مثل الصين،لا تهتم بما يمكن أن تقرره لجنة جائزة نوبل المكونة من خمسة أشخاص؟ الإجابة أننا عندما منحنا المعارض الصيني الجائزة أدانت الصين ذلك بعبارات قاسية جداً، وحاولت التأثير على الكثير من البلدان لكي لا يرسلوا أشخاصاً وممثلين عنهم لحضور حفل توزيع الجائزة، وبالفعل استجاب لهم عدد من الدول والبعض الأخر رفض تماماً ضغوط الصين وحضروا الحفل، لكن للأسف أن من منح الجائزة رفضها ولم يبرر رفضه فمنحت لشخص آخر.
برأيكم هل واجهت لجنة(جائزة نوبل للسلام) تحديات أو صعوبات ما..نتيجة منحها لمعارضين ضد الحكومات المستبدة؟
هذا صحيح لكننا لا نبالي بذلك لإيماننا الشديد بعملنا، انظر مثلاً كيف تشعر دولة عظمى مثل الصين أن قرار (خمسة أشخاص) يمثل إزعاجاً لها، وإن دلّ هذا يدلّ على أهمية جائزة نوبل للسلام، فحين أعلنت لجنة جائزة نوبل للسلام منح الجائزة لأحد المعارضين ل( هتلر) انزعج هتلر جداً وقرر ألا يقبل أي ألماني جائزة نوبل بعد فوز هذا المعارض.
كما انزعجت حكومة الكرملين السوفيتية من منح الجائزة ل (ساخاروف) الروسي، وعندما منحت الجائزة في عام 1997م ل( الدالاى لاما) انزعج النظام الصيني جداً من هذا الحدث، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية انزعجت هي الأخرى رغم أنها دولة ديمقراطية لكنها كغيرها من الدول لها حساباتها الخاصة، فكثير من رجالها حصلوا على الجائزة حيث حصل أحد رجالها عام 1962م على الجائزة، وكان معارضا ضد استخدام الأسلحة النووية في الحرب مما أزعج أمريكا، كما منحت الجائزة ل(مارتن لوثر كينج)عام 1964 م مما أثار حفيظة أمريكا جداً وترك جدلاً كبيراً وقتها، ومنحت أيضاً ل (جودي ويليامز) عام 1997 م وكانت معارضة لحكومة (بيل كلينتون) ونلاحظ في كل ما سبق لم يحضر أي مسئول من الحكومة الأمريكية حفل تسليم الجوائز، وهنا يجب القول أنه ليس هدف الجائزة إزعاج السياسيين، بقدر ما تؤمن لجنة الجائزة بقوة لتطبيق مبادئها ولا تخشى أحداً ولا تتنازل عن تلك المبادئ في تحقيق ونشر السلام العالمي، ويجب ألا تحيد الجائزة عن أهدافها لمجرد انزعاج السياسيين فكثير من قراراتنا أثارت جدلاً لكن لا يعني هذا أن كل قراراتنا كانت صائبة دائماً.
ما هو دور البرلمان النرويجي في اختيار أعضاء الجائزة أو حتى ترشيحهم وهل للاتفاقية التي وقعت بين النرويج والسويد دور في ذلك؟
كتب ألفريد نوبل في وصيته أن الجائزة يجب أن تقررها لجنة مكونة من خمسة أشخاص يحددهم البرلمان النرويجي، ولم يحدد من هم الخمسة أشخاص أو معايير اختيارهم، لذلك نجد البرلمان النرويجي في كثير من الأحيان كان يختار "الأعضاء الخمسة" من ضمن أعضاءه أو من الحكومة، لكن بعد عام 1976 مباشرة اتخذ البرلمان النرويجي قراراً أن يستبعد كل أعضاء الحكومة والبرلمان في اختيار الفائزين، ومن الممكن أن يشارك بعض السياسيين السابقين أو أحد الفائزين السابقين بالجائزة في ترشيح بعض الأسماء.
فالأشخاص الموكل لهم العمل في لجنة جائزة نوبل للسلام (خمسة) وأنا معهم نعمل عن كثب مع خبراء ومراكز بحثية من مختلف أنحاء العالم، لكننا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نسأل الحكومة أو نستشيرها ولا أعضاء البرلمان من يفوز أو لا يفوز لأننا لدينا قواعد مهنية. فالمعارض الصيني (الدالاى لاما) عند فوزه عام 2010م على سبيل المثال لم يسعد الحكومة النرويجية اختياره، ورغم ذلك لم نغيره بأي حال من الأحوال، لأننا نعمل بشكل مستقل تماماً بعيداً عن أي تأثيرات أو ضغوط.
هناك تقارب ما بين عدد فروع وآلية العمل في (جائزة الملك فيصل العالمية) و(جائزة نوبل) فما تعليقكم؟
بالفعل هذا صحيح فجائزة نوبل بشكل عام تمنح في خمسة فروع، وكذلك جائزة الملك فيصل العالمية تمنح في خمسة فروع أيضاً، كما أن كل لجنة تعمل بمفردها على حدا دون غيرها من اللجان ولا تتأثر بعمل اللجان الأخرى وهذه نقطة تشابه أيضا.إلا أن جائزة نوبل للسلام تحظى بشهرة واسعة عالمية أما جائزة الملك فيصل العالمية فتحظى بسمعة طيبة، ولعل ما يعطي جائزة الملك فيصل سمعة طيبة حين فاز بها )15)شخصية ثم فازوا بعد ذلك ب(جائزة نوبل) وهذا يعطي دلالة واضحة على مكانة جائزة الملك فيصل العالمية.
تمنحون الجائزة أحيانا للناشطين في حماية البيئة مما جعل البعض يتساءل ما علاقة ذلك بالسلام العالمي؟
قد يندهش البعض عندما يعلم أنه في 1901م منحت الجائزة لخدمة المناضلين في حماية البيئة، حيث يوجد علاقة وطيدة بين البيئة والسلام العالمي، فهناك أناس يقومون بجهد كبير عندما تغرق بنجلاديش مثلاً إثر الفيضانات وأعاصير البحر وتستحيل الحياة هناك إلا عبر سلسلة من الجهود الإنسانية المضنية لنجاة البشر.كما تمنح لأشخاص يقدمون حلولاً علمية لخفض حرارة الأرض أو معالجة ظاهرة "الاحتباس الحراري" أو مشاكل التصحر في العالم على سبيل المثال مشكلة التصحر"بدار فور" في السودان أو غيرها من قضايا البيئة التي تخدم أمن الأرض والسلام العالمي.
هناك شخصيات سياسية عربية قامت بدور ملموس في الحفاظ على السلام في منطقة الشرق الأوسط ولم تنل جائزة نوبل للسلام فلماذا برأيك؟
قد تكون هناك شخصيات تستحقها ولم تحصل عليها تقصيراً منا، ولكن عندما نتأمل التاريخ العربي المعاصر نجد أن هناك شخصيات سياسية عربية حصلت على الجائزة مثل الرئيس الفلسطيني "ياسر عرفات"عام 1994م بعد توقيع اتفاقية "أوسلو" لإيمانه بالحوار بين الفلسطينيين والاسرائليين لحل القضية الفلسطينية، و(محمد البرادعي) الرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية2005م كما حصل عليها الرئيس المصري"أنور السادات"عقب توقيعه على اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978م. ولا يجب أن تحمَّل هذه الاتفاقيات فشلاً كاملاً، فقد كانت جزءاً من الحل لوقف الصراع في المنطقة آنذاك، ولا ننسى أن القضية الفلسطينية من أكثر مشاكل العالم تعقيداً. وأنا على ثقة مطلقة أن لجان جائزة نوبل، سوف تنظر ملياً للشخصيات العربية ذات الطابع السياسي بعين الاعتبار والتأكد من استحقاقها للجائزة إذا كانت هناك بعض الأسماء والشخصيات المرشحة للجائزة.
متى أصبحت (جائزة نوبل) جائزة عالمية ذائعة الصيت؟
منذ عام 1960م قلنا لأنفسنا إذا أردنا أن نصنع مستقبلاً مشرقاً ومكانة كبيرة للجائزة لابد أن نراعي القارات التي بها أكبر عدد لسكان العالم، وأن نتأمل القارات الكبرى ونمعن النظر جيداً في من يستحق الجائزة، وبما أن "أسيا" بوصفها القارة الأكثر عددا للسكان في العالم فقد حصل منها وحدها على الجائزة (6) أشخاص من المسلمين اثنان من المصريين، بالإضافة إلى الرئيس عرفات، وغيرهم من قارة أسيا، كما منحت الجائزة ل الناشطة الحقوقية "شرين عبادي" من إيران ولشخصيات من بنجلادش، وفي العام الماضي حصلت عليها الناشطة اليمنية (توكل كرمان).
يرجع البعض أهمية جائزة نوبل إلى قيمتها المالية فقط فما تعليقكم؟
لا تكمن قيمة جائزة نوبل للسلام البالغة(مليون دولار) حقيقة في قيمتها المالية، ولكن في مدى مصداقيتها وشهرتها وتأثيرها على الأشخاص الذين يحصلون عليها وتأثيرها في العالم أجمع، فهي جائزة استطاعت أن تصنع الثقة، وأن تعطي بريقاً خاصاً لمن يحصلون عليها، هناك جوائز أخرى تفوق جائزة نوبل من حيث "القيمة المادية" فقط ولم يسمع عنها أحد شيء، لأنها لم تصنع القيمة والثقة التي صنعتها جائزة نوبل للسلام.
برأيكم ما الذي تضيفه الجائزة للأشخاص الذين حصلوا عليها؟
الجائزة شرف كبير لمن يحصل عليها، فهي تتمتع بمكانة عالمية كبيرة وسمعة ذائعة الصيت في مختلف الأوساط، فتوكل كرمان مثلاً خرجت في جولة كبيرة وحظيت باستقبال شخصيات عالمية عديدة قابلتها المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" وشخصيات أخرى في مختلف أنحاء العالم، وأذكر أن رجلاً أراد أن يقابل الرئيس الأمريكي(رونالد ريجان) ولكن ريجان لم يكن لدية رغبة في مقابلته، لكن عندما حصل هذا الرجل على جائزة نوبل للسلام استدعاه البيت الأبيض لمقابلة الرئيس ريجان بالإضافة إلى شخصيات رفيعة المستوى في السياسية الخارجية الأمريكية.
هل من الممكن الحصول على الجائزة أكثر من مرة للأشخاص والمنظمات المختلفة؟
نعم حدث ذلك مع منظمة "الصليب الأحمر الروسي" فقد حصلت على الجائزة في الحرب العالمية الأولي والثانية في وقت انهار فيه السلام تماماً، وكانت منظمة الصليب الأحمر المنظمة الإنسانية الوحيدة التي تنشط من أجل مساعدة الناس حيث حصلت على الجائزة في عام 1963م.هذا فيما يخص المنظمات الإنسانية.أما فيما يخص الأفراد فنادراً ما يحدث ذلك حيث حصل عليها الكيميائي(هولي) مرتين، والقاعدة أنها تمنح للمنظمات الإنسانية أكثر من مرة حسب جهودهم، أما الأفراد فالقاعدة تمنح مرة واحدة فقط ونادرا جداً ما يحدث أن تمنح لشخص مرتين.
هل كان ألفريد نوبل يكره الرياضيات لذلك لم ينشأ لها فرعاً بالجائزة؟
لا لم يكن ألفريد نوبل يكره الرياضيات ولكنه لم يكن مهتماً بها فقط، ففروع جائزة نوبل (خمسة فروع) وليس من ضمنها الرياضيات، وليس معنى ذلك أن الرياضيات ليست مهمة بالعكس هي مهمة جداً، وهناك الكثير من الجوائز العالمية الأخرى غير نوبل تمنح في الرياضيات، أما جائزة نوبل كما حددها نوبل نفسه في وصيته تمنح في (خمسة فروع) وقد منحت جائزة نوبل لأول مرة في عام 1901م.
قال الكاتب الانجليزي الشهير"جورج برنارد شو"(قد أغفر لنوبل اختراعه "الديناميت" لكنني لا أغفر له اختراعه لجائزة نوبل) فما تعليقكم؟
"ابتسم ابتسامة هادئة ولم يجب بأي كلمة، لكنني كنت ملحاً في سؤالي، فنظر إليَّ صامتا وعلى وجهه نفس الابتسامة ولم يتفوه بكلمة واحدة، فقد ألزم نفسه بصمتٍ رهيب أثناء تكرار السؤال والإلحاح عليه بالإجابة".
من هم أكبر الحاصلين على جائزة نوبل للسلام سناً و أصغر الحاصلين عليها ؟
حتى الآن هو"ريموند جونيور" الأكبر سناً فقد حصل عليها وعمره يناهز 88 عاماً وذلك في عام 2002 م، أما أصغر الحاصلين على نوبل من الرجال هو"وليم لورنس براغ" والذي حصل عليها في عام 1915م في الفيزياء وهو في سن 25 عاماً.أما أصغر السيدات الحاصلات على جائزة نوبل للسلام هي السيدة اليمنية "توكل كرمان"عام 2011م وهي في سن 32عاماً بالمشاركة مع سيدتين من ليبيريا وهي المرأة العربية الأولى التي تحصل على جائزة نوبل، نظراً لجهودها في الثورة اليمنية وحقوق الإنسان والحريات العامة.
ما هي المعايير والشروط المعمول بها لاختيار الفائزين بالجائزة؟
حدد ألفريد نوبل ثلاثة معايير لنيل جائزة السلام وهي (أشخاص يكون لهم إسهامات مميزة في تعزيز الصداقة والأخوة بين الشعوب، وأشخاص أو هيئات يساعدون في وضع حدٍ لتدخلات الجيوش في مناطق النزاعات المسلحة،وأخير الأشخاص والمنظمات التي تهتم بحقوق الإنسان والتي تدعو إلى حماية البيئة والحفاظ عليها) وكل أعضاء اللجنة يدركون ذلك جيدا.
كيف يجري العمل داخل مقر جائزة نوبل للسلام ولماذا يهتم العالم بهذه الجائزة دون غيرها؟
بحكم كوني الأمين العام لجائزة نوبل للسلام أعرف الكثير عن الفروع الأخرى للجائزة وما يجري فيها، ولكن لا صلة لي بتلك الجوائز ولجان تحكيمها وتوزيعها أو تقرير شأنها، لقد وزِّعَت الكثير من جوائز نوبل للسلام ويسألني الكثيرون من الفائزين بالجائزة في الفروع الأخرى، لماذا يعرف الناس الفائزين بجائزة نوبل للسلام ولا يعرفون عنَّا شئياً، ودفعني هذا أن أتساءل كثيراً لماذا يهتم العالم بجائزة نوبل للسلام بشكل خاص عن الجوائز الأخرى.
صحيح أن بعض الناس ينتقدون قراراتنا في منح الجوائز وهذا الأمر طبيعي، ولكن ما يجب أن نفهمه حقيقة لماذا يهتم العالم أجمع بجائزة نوبل للسلام تحديداً، وعندما قرأت في قاموس (أكسفورد) وجدت في التاريخ المعاصر أن جائزة نوبل للسلام هي الأكثر صيتاً وشهرة في العالم، حيث يعلق المسئولون الدوليون والرؤساء على (جائزة نوبل للسلام) بينما لا يعلق أحد على سائر الجوائز، كما يعلقون على جائزة نوبل للسلام وهذا يدل على مكانتها الخاصة وأهميتها في العالم.
ما هي أجواء الاحتفالات ومفارقات الجائزة؟
في أكتوبر من كل عام يحضر الصحفيون من كل أنحاء العالم وينشرون الأخبار عن الفائزين بالجائزة، ويحضر رؤساء الوزراء والحكومات ويعلقون على الاختيارات التي قام بها هؤلاء النرويجيون المجنونون العاملون في الخفاء حسب اعتقادهم.فأنا أعمل في الجائزة منذ 22 عاماً، وعندما يعمل شخص طيلة هذه المدة في مجال بعينه يصبح لديه خبرة عالية في المجال الذي يعمل فيه.
وكثير ما نتصل بالفائزين بالجوائز أو دعوتهم قبل الإعلان عن الجائزة بحوالي نصف ساعة بعيداً عن وسائل الإعلام ليحضروا إلينا ويسمعوا بأنفسهم الخبر، والغريب في الأمر أننا عندما نتصل بالفائزين ونخبرهم بأنهم فازوا لا يصدقوننا ونضطر أن نؤكد لهم أن الجائزة من نصيبهم، وسيتأكدون من ذلك عندما يحضرون وتعلن الأسماء في وسائل الإعلام العالمية.
هل تشعر بالفخر لكونك تعمل في الجائز لأكثر من 22 عاماً؟
نعم أشعر أني وظيفتي لها أهمية كبيرة فأنا أحصل على راتب جيد، وأنا المسئول عن كل التوصيات وعمليات التقييم التي تقوم به لجان الجائزة في "أوسلو"، كما أنني أستطيع أن أسافر في أي مكان في العالم بسهولة ويسر بسبب عملي، وأزعم أني محظوظ جدا في ذلك، فأنا أمارس عملي بحب ولا أشعر بالتعب، ولدي وقت كافٍ لممارسة القراءة الحرة والكتابة.وقد عرضت علىَّ وظائف مختلفة من كبار رجال المال والأعمال في العالم لكنني اعتذرت بسبب حبي لعملي، الذي يدفعني إلى كل ما هو جديد ومشوق ومفيد للإنسانية.كما أنني أحصل على فرصة مقابلة كل هؤلاء الفائزون.فجائزة نوبل تسير على قدم وساق منذ 111 عاماً في إطار ما يسمى ب(عائلة جائزة نوبل) وخلال هذه الفترة الزمنية وضعنا لأنفسنا تقاليداً وأعرافاً خاصة للجائزة نعتز بها جدا.
نود التعرف على ألفريد نوبل في عجالة سريعة؟
هو كيميائي سويدي ومخترع عاش في عدد من البلدان منها روسيا حيث استقر وعاش هناك، وتوفي في ايطاليا وكان ناجحاً جداً، ومن ثمَّ أصبح ثرياً ولم يكن لديه أطفال لأنه لم يتزوج، وكان مهتماً بالسلام العالمي، وحين توفي أوصى أن تخصص كامل ثروته لجوائز تخدم البشرية في( الكيمياء،الفيزياء،الطب، الآداب، السلام العالمي) وأضيفت جائزة أخرى في عام 1969م وهي جائزة في الاقتصاد وإن كانت هذه الجائزة لم تكن ضمن وصية ألفريد نوبل.
إذ تعد هذه المجالات من أهم المجالات المعرفية التي كان يراها نوبل، فقد كان قارئاً نهماً للعلوم والآداب وقد ألف رواية عرضت مرة واحدة فقط، وكانت له صديقة تعمل معه سكرتيره، كان يطمح أن يتزوجها لكنها تزوجت غيره.
وجه إليه نقد شديد من بقية أفراد عائلته عندما توفي 1969 تاركاً وراءه ثروة هائلة خصصها لجائزته فقط، كانوا مصدومين عندما عرفوا أنه خصص كل أمواله للجائزة التي تحمل اسمه ولم يترك لهم شيئاً.وحتى ملك السويد كان منزعجاً حين رأى أن (جائزة السلام) تمنح من قبل لجنة نرويجية بدلاً أن تكون لجنة سويدية، وكانت تقف وراء ذلك كله سيدة تعرف باسم "برتا فون سوتنر" حيث حصلت عام 1905 م على جائرة نوبل للسلام. وبرغم ثروة نوبل الطائلة لم يكن شخصاً سعيداً فقد كان لديه صور كثيرة ولم يظهر مبتسماً قط إلا في صورة واحدة، لكنه كان يشعر بالسعادة أثناء عمله في المختبرات، وحظي نوبل بشهرة كبيرة جداً لاختراعه "الديناميت" أو المتفجرات على الرغم من أنه لديه اختراعات أخرى كثيرة. وقد استغرق الأمر(5) سنوات قبل أن تنفذ وصيته بعد وفاته لإنشاء الجائزة، والذي يثير الانتباه أن نوبل كتب وصيته بنفسه وحدد المجالات التي تمنح فيها الجائرة لأنه لم يكن يثق بالمحامين مطلقاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.