أعلن بين روديس، نائب مستشارة الرئيس الأمريكي لشئون الأمن القومي، أن الرئيس باراك أوباما ناقش خلال الجلسة الأولى في قمة "كامب ديفيد" مع دول مجلس التعاون الخليجي عدة قضايا، أبرزها الملف النووي الإيراني والأزمة في سوريا واليمن. وأضاف روديس، في مؤتمر صحفي مساء اليوم الخميس، أن أوباما أطلع الحضور على آخر مستجدات المفاوضات المتعلقة بالملف النووي الإيراني، والمفاوضات المستمرة للتوصل إلى اتفاق نهائي، كما كانت هناك نقاشات حول المخاوف المرتبطة بأعمال إيران التي تزعزع الاستقرار. وأشار إلى أن النقاشات تناولت أيضًا الاستراتيجيات التي سيتم اللجوء إليها، والقدرات اللازمة التي تحتاج إليها دول مجلس التعاون الخليجي؛ مثل "الدفاعات الصاروخية"، و"مكافحة الإرهاب"، و"تعزيز أمن الحدود"، وذلك من أجل مواجهة كافة التهديدات، ليس فقط من قبل إيران، بل والجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش. وقال نائب مستشارة الرئيس الأمريكي لشئون الأمن القومي إن إيران لديها برنامج نووي منذ ما يقرب من عقدين تقريبًا، وكانت تقوم بهذه النشاطات دون أي تدخل أو مراقبة، وفي إطار هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه سوف تخضع إيران إلى الكثير من القيود، وستتمكن واشنطن من التحقق من أن طهران لا تستخدم برنامجها النووي إلا في أغراض سلمية. وأضاف أنه لن يكون هناك سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن "دول الخليج لم يسبق أن أبدت رغبتها في امتلاك أسلحة نووية، وواشنطن بإمكانها تقديم ضمانات لحلفائها في الخليج العربي بشأن الملف النووي الإيراني"، مشددا على أن واشنطن تدعم أمن واستقرار المنطقة. وأشار إلى أن الاتفاق النووي هو اتفاق محدد ، وليست هناك عملية تغيير واسعة في العلاقات الأمريكية - الإيرانية، لافتا إلى أنه في حال التوصل إلى اتفاق على كافة الأمور سيتم رفع العقوبات المفروضة على طهران. وأضاف المسئول الأمريكي أن هناك دعما دوليا كبيرا للاتفاق النووي مع إيران، وأن دول الخليج هي أقرب الحلفاء للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط ، معتبرا أن أي اتفاق نووي مع إيران سيقوي الأمن الإقليمي ولن يهدده. وأوضح روديس أن "العقوبات المفروضة على إيران أجبرتها على القدوم لطاولة المفاوضات، لكن مواجهة سياسة إيران في زعزعة استقرار المنطقة يستلزم خيارات أكثر من العقوبات". وأشار إلى وجود تعاون عسكري مكثف بين الولاياتالمتحدة ودول الخليج يشمل مناورات عسكرية وتسليحا وتدريبا للجيوش المشاركة في المؤتمر، لافتا إلى أن هناك بعض الخلافات بين دول مجلس التعاون الخليجي ومع واشنطن، إلا أن المصالح الاستراتيجية أكبر من الخلافات، مشددا على أنه ليس مطلوبا من الحلفاء أن يتفقوا على كافة الملفات. وحول حادث إطلاق النار من قبل إيران تجاه سفينة تحمل علم سنغافورة قرب مضيق هرمز، قال روديس إن السفن الأمريكية لم تكن جزءا مما وقع، إلا أن مثل هذا الحادث يقلق دول الخليج وواشنطن. وحول الأزمة السورية، قال بين روديس إن الملف السوري سيطرح على طاولة المفاوضات في وقت لاحق اليوم، مشيرا إلى أن بلاده تنسق مع دول الخليج في تقديم المساعدات للمعارضة السورية المعتدلة، ولفت إلى وجود تعاون ناجح بين دول الخليج والولاياتالمتحدة في مواجهة تنظيم داعش "الإرهابي" عسكريا وماليا. وفيما يتعلق بالأزمة في اليمن، قال رودس إن هناك قناعة مشتركة بين أمريكا ودول الخليج حول ضرورة وقف إطلاق النار لتقديم المساعدات الإنسانية.