أعلن الطاهر الهاشمي القيادي الشيعي، وعضو المجمع العالمي لأهل البيت -عليهم السلام- رفضه الحرب على اليمن، مؤكدًا أن الدول المشاركة في هذه الحرب موالية لأمريكا وللفكر الوهابي -على حد وصفه-. وأضاف الهاشمي، أن إسرئيل وأمريكا يشاركان في الحرب على اليمن، وطائراتهم تقصف الأطفال والشيوخ هناك، منوهًا في لاوقت نفسه أنه يرفض الحرب على الحوثيين، وله أسباب عدة يبرهن بها رفضه.. وإليكم تفاصيل الحوار: بداية.. ما رأيك في خوض الدول العربية الحرب على اليمن؟ أولاً تعبير الدول العربية تعبير غير صحيح؛ لأن واقع الأمر أنهم عدد صغير يمثل المعسكر الموالي لأمريكا، ومعظمهم أو كلهم يمثلون المعسكر الوهابي، ونحن نرفض الحرب، أي حرب على المسلمين وأي إراقة دماء لمسلم أو غير مسلم نحن نرفضها من منطلق الإنسانية التي تعلمناها من أئمتنا أهل البيت عليهم السلام، الذين دعوا دائمًا إلى السلم والحوار واحترام آدمية الإنسان، وفي هذا يقول الإمام الحسن عليه السلام حين توجهه لحرب معاوية "وأنا أنصح خلق الله لخلقه، وما أصبحت محتملًا على مسلم ضغينة ولا مريدًا له بسوء ولا غائلة، ألا وأن ما تكرهون في الجماعة خير لكم مما تحبون في الفرقة." وما رأيك في مشاركة مصر في هذه الحرب؟ نحن شخصيًا نرى أن هذه حربًا بالوكالة، بعدما فشلت أمريكا والسعودية في السيطرة على اليمن، أما عن مصر فإنهم استدرجوها بحجّة خوفها على أمنها القومي فيما يخص مضيق باب المندب، وهذا خطأ تاريخي أن تشارك مصر بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو في الحرب على أي عربي أو مسلم أو أن تحارب بدلًا من أحد. هل تتوقع نجاح "عاصفة الحزم" أم لا؟ ولماذا؟ هذا تكتل محكوم عليه بالفشل، لأسباب كثيرة، أولًا: هذه الدول تطبق المثل القائل "ينامون في فراش واحد، ويحلمون أحلامًا مختلفة" فمسألة الهدف المشترك بالمعنى الدقيق غير متوفرة، وثانيًا سوف يصطدم الجميع بالمطامع الأمريكية والصهيونية في النهاية، إذا قدر لهم أي نوع من النجاح، وطبيعة جغرافية اليمن تجعل من شبه المستحيل احتلاله من قبل أي قوة، وأخيرًا فهذا التحالف مخالف للإرادة الإلهية التي تُحرم سفك الدماء، وخاصة سفك دم المسلم من قبل المسلم. ولماذا ترفض الحرب على الحوثيين؟ أرفض الحرب غير الدفاعية بصورة مطلقة، فأنا ضد أي اعتداء، وما يحدث هو اعتداء سافر وتدخل في شؤون دولة ذات سيادة، والحرب على اليمنيين وليس على الحوثيين، كما يحول البعض لي الحقيقة والترويج لصورة مغلوطة، من هم الحوثيون؟، أوليسوا عربًا يمنيين مسلمين؟ يمثلون نصف الشعب العربي اليمني المسلم، ما معنى أن نشن حربًا على تحالف يضم أغلبية من شعب ما، بحجة أنه يختلف معنا في رؤية معينة؟ هل لابد للعالم أجمع أن يكون نسخًا منا أو على شاكلتنا؟ أوليست هذه هي الرؤية الإمبريالية الأنجوساكسونية؟ لماذا نحارب الناس على هويتهم، ونقتلهم على ذلك؟ والأسوأمن ذلك، لماذا الخطاب الكاذب والشيطنة المتعمدة، أليس هذا كذبًا على الله وتزويرًا للتاريخ؟ بماذا نفسر اشتراك القوات الأمريكية والطيران الإسرائيلي في ضرب أطفال ونساء وشيوخ اليمن؟ هل هذا هو التحالف العربي!؟ ما رأيك في تصريحات البعض أن ولاء شيعة مصر لإيران؟ أنا لا أتحدث باسم شيعة مصر، وما أذكره في بعض الأوقات عن رأي ما، إنما يكون من خلال قراءة التوجه العام، والشيعة في مصر مصريون حتى النخاع، وليس فيهم من يدين بالولاء لوطن آخر، وكفى فرزًا للأمة على أساس المذهب أو الفكر، فهذا في الحقيقة هو اجترار وعادة تقيؤ للخطاب الوهابي الممجوج أيام حكم حسني مبارك، فهو من وضع أساس الفتنة والتفرقة بين أبناء هذا الوطن، ثم من جاء بعده من حكم الإخوان الأسود. أما آن لنا أن نتحرر من مثل هذه السموم التي ترمي إلى إشعال الفتنة بين أبناء شعبنا الطيب الذي لم يكن يعرف هذه التفرقة المقيتة، هل يمكن أن يقال أن الكاثوليك المصريين موالون لإيطاليا أو فرنسا!؟ كفى تمزيقًا للمجتمع المصري، فمصر أولى بالجهد من أجل إعادة بنائها واستقرارها. كيف ترى النفوذ الإيراني داخل منطقة الشرق الأوسط؟ لا أرى أصلًا نفوذًا إيرانيًا داخل المنطقة، ولكن هناك تداخل للمصالح الإيرانية مع كل دول الشرق الأوسط، وهذا أمر طبيعي متعارف عليه بين الدول، فلماذا نصر على أن نخلق بعبعًا من الوهم نخيف به الناس؟ ولماذا يؤول تقاربًا إيرانيًا مع أحد على أنه مؤامرة؟ والمؤامرة الحقيقية موجودة عند قطر وتركيا وإسرائيل والإخوان والسعودية والوهابيين جميعًا بما فيهم داعش والقاعدة وجبهة النصرة وأنصار بيت المقدس. أما تفسير أي تعاون على أنه مؤامرة، فذلك جزء من الخطاب الذي يتعمد الكذب وقلب الحقائق، هذا الخطاب الخبيث هو الذي يمثل إعلام المؤامرة الحقيقية.