صباح الخير ابتسموا من فضلكم، لا تقلقوا من أى شىء. الأباتشى وصلت، والحرب ضد الإرهاب ستدخل فى الجد، والمستقبل الزاهر جاى جاى. لا تتصوروا أنى أسخر من حالنا، ولا تصدقوا كلامى تماما، لأننى فى الحقيقة لم أعد أعرف الفرق بين الجد والهزل، كل شىء فى المرحلة ملخبط. يقول فلاسفة ما بعد الحداثة إن هذه اللخبطة «عادى جدا»، فهى سمة من سمات فترات التحول، والمراحل الانتقالية، حتى إن فيلسوفًا ظريفًا يصف مرحلة الهيولة التى يعيشها العالم الآن بأنها «المرحلة التى نسى فيها آدم الأسماء»، لذلك تتكاثر الأسئلة حتى عن البديهيات، ويمكننى أن أستظرف وأقول لك إن «البتاعة» التى نمر بها الآن هى مرحلة «البتاع»، فأحمد موسى مثلا لا يعرف هل هو إعلامى أم بتاع؟ لذلك لا تؤاخذوه عندما يظهر فى البتاع، ويحرض المواطن أن يضرب أخاه المواطن بالقفا، لا أحب أن أتحدث عن مشكلة القفا بالنسبة إلى البتاع، الذى أصبح المذيع الأول فى زمن السؤال السرمدى: 25 يناير ثورة ولّا بتاعة؟ الغريب أن محرر «الداخلية» يعترف بسهولة أن 30 يونيو بتاعة مش بتاع، مع أنها تطور طبيعى للبتاعة الأولانية، لكنه لا يحب الأولانية، لأنها لم تكن سلمية، لكن البتاعة التانية سلمية «آه والنعمة سلمية». هذا البتاع، الذى أصبح بتاعا فى البتاع، ينصح البتوع، قائلا: لو حد قال لك إن بتاعة يناير دى مستمرة، قل له: مستمرة عند خالتك. يا سيدى على الدور الإعلامى، التوجيهى، الأخلاقى، المنضبط على مقاس البتاع! لقد كبر البتاع، وتجرأ، وشاهده البتوع على الشاشة، وهو يقول لسيادة اللواء: كنت فين؟ دا حضرة الشاويش سأل عليك كذا مرة، وشكله هيطلع عينك. البتاع مستجد فى النقد، لذلك يعاتب فخامة اللواء، لأنه لا يتصرف حسب التعليمات، التى يتلقاها هو من حضرة الشاويش، فالباشا الكبير غير حريص على مصلحة البتاع، ويلم حوله بتوعا مشبوهين من الذين تورطوا فى مؤامرة 25 يناير، وما زالوا يعتبرونها «بتاعة»، والمصيبة أنها «بتاعة مستمرة» مش مجرد بتاعة وخلاص! العيب ليس على هذا البتاع، الذى صار فى غفلة من الزمن موجها تنويريا لآدم المسكين، بعد أن جار عليه الزمن ونسى الأسماء، العيب على من «لبسوا البتاعة بدلة ومسكوها طبلة». فى زمن الهيولة ومراحل الانتقال ينتشر الضباب ويكثر الخلط، فلا يعرف آدم ولا أولاده أين الحقيقة: ■ هل قالت ناسا إن الشمس خلاص عزمت أمرها، وقررت أن تسير فى الاتجاه المعاكس، وتشرق من المغرب استجابة للانقلاب المغناطيسى؟ ■ هل ارتدى أحمد دومة خوذة الأمن المركزى على بنطلون جينز وكوتشى، وذهب إلى مجلس الوزراء ليرفس صاحبة «العباية أم كباسين» ويدبس قوات الأمن فى التهمة؟ ■ هل قالت الأرصاد إن الشتاء القادم «زمهرير» لم تشهده مصر من قبل؟ ومن صاحب المصلحة فى الافتراء على الأرصاد؟ ■ ولماذا رمت «الأهرام» مصيبتها على وكالة أنباء الشرق الأوسط فى فضيحة ترجمة افتتاحية «نيويورك تايمز»؟ ألم تكن أعرق صحيفة مصرية تعرف أن القاعدة فى الصحافة «ناقل الكفر كافر»، فتتثبت وتتحقق وترجع إلى المصدر؟ ■ من هو هشام الطيب الذى أصدرت الحكومة قرارا بإسقاط جنسيته؟ وأين الحيثيات؟ ولماذا لم تتم محاكمة هذا الغامض غيابيا، وإسقاط جنسيته بحكم قضائى، أو إعداد عريضة اتهام، وطلبه عن طريق الإنتربول، أو اصطياده بعملية مخابراتية، إذا كان الأمر يستدعى، لنؤكد هيبة الدولة، وساعتها يمكن أن تسقط جثته فى «طبلية المشنقة»، وليس جنسيته فقط؟ ■ ما علينا.. «جالاكسى» ممكن تخلينا نعدى كل ده، لكن اللى مش ممكن يعدى، إزاى «صدى البلد» تنشر قرار رئيس الوزراء بإسقاط جنسية مواطن قبل أن يصدره بشهرين: كتب: (مافيش اسم، فقد نسى آدم الأسماء). الثلاثاء 19 أغسطس 2014 علمت «صدى البلد»، و«ذكرت مصادر..............» وآدى البتاع: http://www.el-balad.com/1107726 فأين الحقيقة؟ لا تحاول الإجابة.. البتاعة عند خالتك.