كتب- كارم الديسطي كابوس حقيقى تعيشه قرية البجلات التابعة لمركز منية النصر، بمحافظة الدقهلية، فلا يمكن لأحد أن يتخيل حجم معاناة أهالى القرية التى تعانى من نقص الخدمات التى يعد غيابها يمثل تهديدًا مباشرًا لحياتهم، فلا كهرباء، ولا صرف صحى، ولا مياه شرب نظيفة، ولا طرق، ولا حياة. أهالى القرية فاض بهم الكيل، واضطروا إلى أن يرسلوا خطابا إلى الرئيس، يستصرخونه فيه ويطالبونه بضم قريتهم إلى محافظة دمياط، لانعدام الخدمات وتعمد الإهمال المباشر من المسؤولين، إلى درجة أن مشروع الصرف الصحى بدأ تنفيذه منذ 10 سنوات، وإلى الآن لم يتم تسليمه، مما أدى إلى انتشار أمراض كثيرة بالقرية، أخطرها مرض المصريين الشهير فيروس «سى». مشكلات القرية لم تتوقف عند هذا الحد، فالمستشفى العام بلا إخصائى، وأقرب مستشفى لهم يقع على بعد 60 كم، مما يؤدى إلى وقوع حالات وفاة كثيرة، والمواصلات عبارة عن نعوش طائرة لا تصلح لنقل البهائم، فضلا عن الإنسان، والقمامة تملأ جميع أركان القرية، ولا يوجد مركز شباب بالقرية التى أصبحت مدينة من الأموات تنتظر إعلان وفاتها. أحمد الغالى، أحد أبناء القرية أكد أن تجاهل المسؤولين بالمحافظة لمطالبهم المشروعة وحقهم فى الحياة والحياة المعدمة التى يعيشونها بلا مرافق وخدمات أساسية، وراء مطالبتهم بالانفصال عن الدقهلية، لعلهم يجدون آدميتهم فى مكان آخر، وهو ما عبّر به أيضا مجدى أبو المعاطى، أحد أهالى القرية، الذى اشتكى من تردى وسوء الأحوال بها، قائلا: «نجلتى توفيت بسبب عجز الوحدة الصحية عن تقديم العلاج لها، بعد تعرضها لحادثة سير، لتظل تنزف وتلفظ أنفاسها الأخيرة فور وصولها إلى المستشفى». إبراهيم على خريبة، أحد أبناء القرية، قال عندما بدأت الدولة فى تنفيذ مشروع للقرية فى عام 2000، لم ينفَّذ إلا فى نصف القرية فقط، وتُرك النصف الآخر على حاله، مما اضطر الأهالى إلى أن يلقوا بالصرف فى خزانات تحت الأرض، أو فى مياه المصارف والترع، وهو ما يسبب مشكلة صحية كبيرة، أدت إلى إصابة عدد كبير من أفراد القرية بفيروس «سى»، وأضاف أن مشروع الصرف الصحى الذى تم تنفيذه فى نصف القرية، به مشكلات فنية كثيرة، إلى درجة أنه لا يكاد يمر يوم إلا وتصاب البالوعات بالانسداد وإغراق شوارع القرية بالمياه التى يتجمع حولها الذباب والناموس، وتتسبب فى انتشار الأمراض بين الأهالى. مجاهد أحمد الطنطاوى، أحد أهالى القرية، أكد أن الوحدة المحلية عاجزة تماما عن حل مشكلة القمامة المتراكمة فى كل الشوارع، ولا يظهر مسؤولو الوحدة الصحية إلا عند تحصيل رسوم جمع القمامة، مطالبا بضم القرية إلى محافظة دمياط التى لا يفصلها عنها سوى 2 كم. إبراهيم أحمد، أحد الأهالى، تطرق إلى مشكلة حرمان القرية من مدرسة تعليم الثانوى، على الرغم من تبرع أحد الأهالى ب30 قيراطا، لإقامة المدرسة منذ 15 عاما، لاستيعاب المئات من أبناء القرية الذين يتحركون يوميا إلى منية النصر من السابعة صباحا ويظلون فى المدينة إلى ساعات متأخرة من الليل بسبب الدروس الخصوصية، وهو ما يشكل خطورة بالغة عليهم، خصوصا البنات، مشيرًا إلى أن الأرض موجودة منذ 15 عاما، إلا أن هيئة الأبنية التعليمية تتقاعس عن أداء دورها لبناء المدرسة، وهو ما جعل الأرض نهبًا للتعديات. أهالى القرية أكدوا أنهم بدؤوا فى تدشين حملة تحمل عنوان «انقلونا»، للمطالبة بالموافقة على انضمامهم إلى محافظة دمياط.