«الجيش لن يترك السلطة»، المقولة الجديدة التى يرددها الرافضون الفرحة بالثورة الآن، بعد أن ظلوا يرددون لأشهر، وبكل ثقة، أن الانتخابات البرلمانية لن تحدث، ثم حدثت، لتثبت أن مؤشرات المندل، الذى يعتمدون عليه ليست مضبوطة، وعقب فتح باب الترشيح لرئاسة الجمهورية، ستبدأ مقولة جديدة عن أن الانتخابات الرئاسية لن تتم، وعندما يصبح هناك رئيس جمهورية منتخب، ستظهر مقولة ثالثة، ورابعة، وخامسة، المهم أن لا نفرح، وأن نظل خائفين، متوترين، متشككين، حائرين.. فالواقع أن الشعب قام بثورة، وأن الثورة قد حققت كثيرا من المكاسب، أهمها الانتخابات البرلمانية، التى ربما لم تأت بما كان الثوار ينتظرونه، لكنها أتت ببرلمان اختارته الغالبية العظمى من الشعب، بغض النظر عن اتفاقك أو اختلافك مع الإرادة الشعبية، ومع ما جاءت به، لكن هذه هى الديمقراطية، التى نادت بها الثورة، التى حققتها، بكل محاسنها، وكل عيوبها، ومن المفترض أن نفرح بهذا، لا أن نبحث عن لمحات الشك، فى قلب النجاح، ولا أن نحاول انتزاع الهزيمة، من بين فكى النصر، ومن المفترض أن نفرح، ولو مرة، ثم لماذا اختيار يوم الفرحة للغضب؟ ألم يكن من الممكن أن نترك الشعب يفرح مرة من نفسه، ثم نشن عليه موجة الغضب، بعدها بيوم أو يومين، أم أن الثورة والحرية لا يكمنان إلا فى الغضب المستمر، والوطنية هى أن نقيم حفلات السمر والغناء فى الميدان طوال الوقت، ثم نقلبها غضبا، عندما يحين دور الشعب كله ليفرح! لماذا هذا العداء المستمر للفرحة؟! ولماذا لا نشن موجة الأمل والتفاؤل فى النفوس، فى يوم واحد فى العام، بعد أن أصيبت الغالبية العظمى من الشعب بالضيق (المادى والمعنوى)، وخاصمت التفاؤل، وعاشت عاما كاملا من الخوف والشك والقلق والتوتر؟! لماذا؟! لماذا؟! أخبرونى بالله عليكم لماذا؟! هل قامت الثورة لتنتزع الفرحة والسعادة من النفوس، بحجة أن الوقت لم يحن بعد للاحتفال؟! ومتى يحين هذا الوقت؟! ألديكم توقيت واضح لهذا، أم أن الغضب قد صار هدفا لا وسيلة؟! ولماذا الإصرار على مقولة ضرورة تذكير المجلس العسكرى بالثورة، كما لو أنه قد أصيب بحالة الزهايمر، ونسى الثورة، والشعب الذى قام بالثورة؟! ولماذا يختار الشعب ممثليه بإرادته، ثم يرفض أن يمثلوه، ويصر على أن يظل يمثل نفسه بنفسه، وكأن ممثليه غير قادرين على توصيل مطالبه، والإصرار عليها؟! حقيقة لم أعد أفهم لماذا لا يهدأ الغضب أبدا... يا عالم يا هوه ما تيجى نفرح مرة... بثورتنا.