هذه الخواطر العبيطة راودتنى وأنا استعرض ما يحدث فى بلدنا الآن.. عملا بقول «ضربنى وبكى وسبقنى واشتكى» فهناك فتاة حامل فى شهرها الثامن.. خرجت مع جمع من فصيلها تحاول منع الناس من الاستفتاء على الدستور.. طبعا هذه الفتاة ذات ال18 ربيعا لا تفهم فى الدستور شيئا ولا قصته ايه.. ولا مواده إيه ولا حاجة فى حاجة.. لكنها مدفوعة للنزول والحماس لمهمتها.. وواضح أنها من شدة إيجابيتها فى الأداء والحركة هذه الحامل فى الشهر «الثامن».. أرشد أهل الشارع عنها وهى مختبئة من الشرطة.. فألقى القبض عليها.. وشأنها شأن كل من شارك معها.. أما حملها فتتحمل هي مسئوليته.. وتم التحقيق معها والتجديد لها فى الميعاد.. المهم وصلنا لموعد وضع مولودها.. وأدخلت غرفة العمليات.. ووضعت.. بدأت الزميلات المنتقبات في زيارتها لزوم عمل الواجب.. الشرطى المكلف بالحراسة وضع فى يدها القيد.. خشية أشياء كثيرة أبسطها الهروب.. هنا قامت الدنيا ولم تقعد.. ما هذه الوحشية؟... جعلوها تلد وفى يدها الكلابشات؟ والله حرام.. حرام..؟ من من؟ وعلى من؟ أليس حراما عليها تبهدل نفسها وهى حامل وتزج بنفسها فى مكان كان أولى بها أن تجلس بدلا عنه فى بيتها مراعاة لظروفها..؟ المهم قامت شاشات التليفزيون بالعزف والتنويعات على كلمة حرام وعدم الإنسانية.. ويا وزير الداخلية هؤلاء هم رجالك.. قساة القلوب.. فداء الاخوات المؤمنات الحوامل.. ويا سيادة النائب العام.. معقول النيابة تحبس هذه المتهمة وهى حامل.. ويجدد لها وهى حامل..؟ فليصدر قرار.. كل سيدة حامل متهمة لا يحقق معها ولا يجدد لها ويطلق سراحها مهما فعلت.. يا سادة.. هيه الحكاية إيه؟ سيدة خرجت من بيتها مع فصيلها لتحرض الناس ضد الدستور والاستفتاء.. ولتثير الشغب فى الشارع.. وأفعالها واضحة للعيان بشهادة الشهود.. ودورها مؤثر بدليل تكالب الاخوات عليها وعلى زيارتها فى المستشفى.. فليأخذ إذن كل ذى حق حقه.. وليأخذ المجتمع حقه منها ومن أمثالها.. وكفانا هذا الصراخ والعويل.. ومندبة الاعلام المرئى على كل الشاشات وعلى صفحات الجرائد وصور تقطع القلب للكلابش يتصدر الصورة والمذيعة تعتذر لها عن الاجهاد الذي سببه لها التسجيل.. وقسوة الموضوع على صحتها وأعصابها.. والله حرام.. ألم يكن الاجدر بنا عرض الموضوع بما أنه على هذه الدرجة من الأهمية على النائب العام.. ليصدر عنه المعلومات الصحيحة.. بدلا من هذه المغالطات وهذه الإثارة..؟ طبعا هذا يذكرنا والشىء بالشىء يذكر.. بموضوعات الحرائر.. حرائر الساعة السابعة اللاتى أثرن الشغب وحطمن المحال التجارية وقطعن الطرق ووقفن فى قفص الاتهام بكل جسارة رافعات لعلامة رابعة ضاحكات فرحات.. فهن موعودات بالبراءة والخروج من قفص الاتهام.. وكان القاضى حاسما باترا.. لم تتهاوى القضية على مهلها.. فأعطى أحكاما باترة قامت من أجلها الدنيا.. والشاشات وصفحات الجرائد انبرت ودخل الجميع فى سباق.. حرام معقول حكم بهذه السرعة؟ لفتيات صغيرات السن؟ كده عمرهن حايروح فى السجن؟ ياسلام.. ألم يعلمن ذلك حينما فعلن ما قمن به؟ وقامت سيدات فضليات بعمل مداخلات برامجية.. وتصريحات صحفية هنا وهناك.. جعلت الجميع يتابع مشدوها.. ما هذا؟ ألم يفعلن ما يستوجب العقاب؟ إذن لماذا هذه النغمة النشار.. واستأنفن الاحكام.. وقبل الاستئناف.. وأفلتن الحرائر.. اللاتى أحرقن الجامعات وبيوت الطلبة.. وخلعن عن بعض أستاذات الجامعة ملابسهن.. ورددن هتافات سيئة ورفعن شعارات أسوأ.. وقطعن الطرق.. وأتلفن المال العام.. والطريق للخروج من أي مأزق أو أي فعلة يفعلنها.. اجرى على شاشة تليفزيون.. ستتخاطفك باقى الشاشات وتغرد لك صفحات الجرائد.. وهات يا شكوى مع شوية مسكنة.. واكشف رأسك على الشرطة الوحشة.. القاسية.. اللى بتعمل شغلها.. إيه يعنى لما الشرطة تموت.. المهم الحرائر تعيش وتضيع الحقائق والبركة في إعلام اختلط عليه الامر.. فبدلا من أن يكون وسيلة تنوير تهدى الناس للحقيقة بكل جوانبها.. التبس عليه الأمر وأصبح أداة اتهام عشوائي يخلط الأمور أمام ناظريك وتضيع الحقيقة. معرض الهوانم فى أواخر القرن الماضى.. وعلى وجه التحديد سنة 1995 بدأت فكرة أسواق الشباب.. يجتمع فيها جمع من شباب المنتجين خريجى الجامعة والحاصل البعض منهم على قروض من الصندوق الاجتماعى للتنمية.. تيسيرا عليهم لتسويق منتجاتهم لدفع ما عليهم من ديون وأيضا لسيولة حركة منتجاتهم واستمرت هذه الاسواق حتى عام 2007 وكان الشباب دائم اللهفة للمشاركة فيها لتفاصيل كثيرة تيسر لهم طرق العرض والإعلان عنهم.. واهتمام الدولة بكل مستوياتها بهم وبمشروعاتهم.. وكذلك كان الجمهور ينظر تلك الاسواق بحفاوة شديدة لأسعارها الزهيدة.. ولسباق الشباب فيما بينهم للابتكار فى المنتجات.. مع الوقت خفت صوت هذه الاسواق.. «أسواق الشباب» لأسباب كثيرة يضيق المكان عن ذكرها.. ولكن هذه الخاطرة سببها ان المعارض اصبحت كالموضة.. مجموعة من سيدات المجتمع المخملى.. أي والله.. مازال فى بلدنا مجتمع مخملى.. تقيم تلك السيدات.. «معرض الهوانم» كما تجمعك الصدفة مع مجموعة من السيدات فتجد فى حوزة البعض منهن مجموعة حقائب، وأول ما تدخل مكانًا تطلب منضدة وتفرش عليها بعض البضائع وتقول أنا بأساعد بعض السيدات المحتاجات.. وهلم جر.. المعارض أصبحت الآن موضة.. وعلى كل لون يا........ والله يرحم أسواق الشباب نشر بعدد 689 بتارخ 24/2/2014