حل أزمة لاعب بوكا جونيورز قبل انطلاق بطولة كأس العالم للأندية    وسائل إعلام إيرانية: الصواريخ أصابت أهدافا في الجليل الأعلى وحيفا بإسرائيل    "بحضور لبيب لأول مرة منذ وعكته".. اجتماع لإدارة الزمالك لحسم ملفات هامة    رومانو يكشف النادي الذي يرغب جيوكيريس للانتقال له    قطاع المعاهد الأزهرية يفتح باب التظلمات على نتائج "الابتدائية والإعدادية" غدًا    أهم الأخبار الفنية على مدار الساعة.. تكريم أحمد حلمى فى مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربى بحضور شيرى عادل.. وفاة شقيق لطيفة.. فيلم المشروع X لكريم عبد العزيز يقترب من حصد 105 ملايين جنيه إيرادات    وسائل إعلام إيرانية: الضربة الجديدة على إسرائيل تمت ب100 صاروخ    وزير قطاع الأعمال: نستهدف رفع الكفاءة التشغيلية بشركات الأدوية التابعة    منتخب كرة اليد الشاطئية يحرز برونزية الجولة العالمية بالفوز على تونس    وزير الشباب والرياضة ومحافظ الإسكندرية يفتتحان ملاعب البادل بنادي سبورتنج    "الأوقاف": بدء إجراءات التعاقد مع مستوفي شروط مسابقتي 2023 للأئمة وللعمال    "التعليم" تكشف تفاصيل الاستعدادات ل امتحانات الثانوية العامة غدًا    رئيس بعثة الحج السياحي المصرية: موسم الحج هذا العام من أنجح المواسم على الإطلاق    النيابة الإدارية تؤكد استمرار جهودها لمكافحة ختان الإناث ومحاسبة مرتكبيه    الرقابة النووية: مصرآمنة    وزير التموين: الاحتياطى الاستراتيجى من السلع آمن لأكثر من 6 أشهر    فات الميعاد الحلقة الحلقة 2.. أسماء أبو اليزيد تخبر زوجها بأنها حامل    نارين بيوتي تخطف الأنظار رفقة زوجها في حفل زفاف شقيقتها    أدعية مستجابة في شهر ذي الحجة    الهلال الأحمر المصرى: تنظيم حملات توعوية لحث المواطنين على التبرع بالدم    على البحر.. ميرنا نور الدين تخطف الأنظار بأحدث إطلالاتها    رئيس مجلس الشيوخ: الشباب المصري العمود الفقري للدولة الحديثة ووعيهم السلاح الأقوى لمواجهة التحديات    خبير: إسرائيل تحاول استفزاز حزب الله لجره لساحة الحرب    قائد بوتافوجو: مستعدون لمواجهة أتليتكو مدريد وسان جيرمان.. ونسعى لتحقيق اللقب    بيعملوا كل حاجة على أكمل وجه.. تعرف على أكثر 5 أبراج مثالية    محافظ المنيا يُسلم 328 عقد تقنين لأراضي أملاك الدولة    روبرت باتيلو: إسرائيل تستخدم الاتفاقات التجارية لحشد الدعم الدولى    مصدر ليلا كورة: الزمالك يرحب بعودة طارق حامد.. واللاعب ينتظر عرضًا رسميًا    نور الشربيني من الإسكندرية تؤازر الأهلي في كأس العالم للأندية    تعليمات لرؤساء لجان امتحانات الثانوية العامة بالفيوم    "الإصلاح المؤسسي وتحسين كفاءة الخدمات الحكومية".. جلسة تثقيفية بجامعة أسيوط    بأغاني رومانسية واستعراضات مبهرة.. حمادة هلال يشعل أجواء الصيف في حفل «بتروسبورت»    ديمبيلي يكشف عن الهدف الأهم فى مسيرته    شركة سكاى أبو ظبي تسدد 10 ملايين دولار دفعة مقدمة لتطوير 430 فدانا فى الساحل الشمالي    والدة طفلة البحيرة بعد قرار رئيس الوزراء علاجها من العمي: «نفسي بسمة ترجع تشوف»    تعاون بين «إيتيدا» وجامعة العريش لبناء القدرات الرقمية لأبناء شمال سيناء    رئيس الوزراء يتفقد مركز تنمية الأسرة والطفل بزاوية صقر    كأس العالم للأندية.. باريس الباحث عن موسم استثنائي يتحدى طموحات أتلتيكو    الأكاديمية العسكرية تحتفل بتخرج الدورة التدريبية الرابعة لأعضاء هيئة الرقابة الإدارية    امتحانات الثانوية العامة.. الصحة تعتمد خطة تأمين أكثر من 800 ألف طالب    محافظ كفر الشيخ يُدشن حملة «من بدري أمان» للكشف المبكر عن الأورام    لطلاب الثانوية العامة.. نصائح لتعزيز القدرة على المذاكرة دون إرهاق    السجن المؤبد ل5 متهمين بقضية داعش سوهاج وإدراجهم بقوائم الإرهاب    تخفيف عقوبة السجن المشدد ل متهم بالشروع في القتل ب المنيا    خبير اقتصادي: الدولة المصرية تتعامل بمرونة واستباقية مع أي تطورات جيوسياسية    أهم أخبار الكويت اليوم السبت 14 يونيو 2025    غدا.. بدء التقديم "لمسابقة الأزهر للسنة النبوية"    بريطانيا تنفي تقديم الدعم لإسرائيل في الهجوم على إيران    غدا .. انطلاق فعاليات مؤتمر التمويل التنموي لتمكين القطاع الخاص    "القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" ومؤسسة "شجرة التوت" يطلقان فعاليات منصة "القدرة على الفن - Artability HUB"    مصرع شاب سقط من الطابق الرابع بكرداسة    إيران تؤكد وقوع أضرار في موقع فوردو النووي    طلب إحاطة يحذر من غش مواد البناء: تهديد لحياة المواطنين والمنشآت    مدبولي: الحكومة تبذل قصارى جهدها لتحقيق نقلة نوعية في حياة المواطنين    الصحة: قافلة متخصصة في جراحات الجهاز الهضمي للأطفال ب«طنطا العام» بمشاركة الخبير العالمي الدكتور كريم أبوالمجد    حجاج مصر يودّعون النبي بقلوب عامرة بالدعاء.. سلامات على الحبيب ودموع أمام الروضة.. نهاية رحلة روحانية في المدينة المنورة يوثقوها بالصور.. سيلفي القبة الخضراء وساحات الحرم وحمام الحمى    «الإفتاء» توضح كيفية الطهارة عند وقوع نجاسة ولم يُعرَف موضعها؟    ما حكم أداء النافلة بين الصلاتين عند جمع التقديم؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إنه عالم كلاب وقطط‏!‏

ولأنني أصبت في آخر الزمان الذي نعيشه تعبا وألما ووجعا ومعاناة‏..‏ بداء غريب لا يصيب إلا أمثالي من الذين يحبكونها حبتين ويريدون الدنيا شمعة مضيئة‏..‏ لا كلوبا مطفيا في حارة عتماء‏. اسمه داء القرف والزهق والطهقان‏..‏ وأعراضه أن يصبح الواحد منا مضروبا علي قلبه‏..‏ لأن من لم يتعبوا في جمع القرش‏..‏ أصبحوا يصرفون في بلد يعيش فيه أكثر من‏32%‏ من سكانه تحت خط الفقر‏..‏ نحو أربعة مليارات جنيه أكرر لمن لم يسمع ومن لم يقرأ جيدا 4‏ آلاف مليون جنيه‏..‏ علي صنف الكلاب والقطط‏..‏ لكي تعيش منعمة مرفهة تأكل أكلا مستوردا بالطائرات من بلاد الغرب والكرب‏..‏ وتنام علي سندس أخضر‏..‏ وتلبس حريرا وملابس آخر موضة من الماركات العالمية‏,‏ بل أحذية من باريس مع لزوم الشياكة من بارفانات قططية وروائح كلابية من سان لوران‏..‏ ونحن الذين شقينا العمر كله وعندما تزوجنا وفي ليلة زفافنا الميمون أنعموا علينا بكلولونيا ثلاث خمسات من باب الفشخرة ليس إلا‏!‏
وأصبحت الكلاب والقطط الذواتي تذهب للكوافير الخاص بها مرة في الأسبوع‏..‏ بل إنني اكتشفت أن لدينا في عاصمة الخمسة وعشرين مليونا‏,‏ نأكل مائة مليون رغيف صباحي طبيبا نفسيا في ميدان الكربة في مصر الجديدة‏..‏ عندما يتكدر مزاج بوبي بيه أو تغضب وتتقمص بوسي هانم‏..‏ والفوزيته عند السيكولوجي الإيطالي الجنسية‏200‏ جنيه عدا ونقدا‏..‏ وبالحجز وبالطوابير حتي ما بعد منتصف الليل‏..‏ واللي اختشوا ماتوا‏!‏
‏...............‏
ولأنني قرفان وزهقان ومضروب علي قلبه بعد إصابتي بالفيروس إياه‏..‏ وأنا أشاهد طوابير الشباب الغلابة وقوفا في عز الزحام علي باب وظيفة ممرض‏..‏ ولما سألت نفرا منهم اكتشفت أنهم يحملون شهادة معتمدة من الدولة الذكية بأنهم دكاترة معهم بكالوريوس طب‏..‏ يا دين النبي‏..!‏
ولأنني قرفان وزهقان وحالتي حال‏..‏ وأنا أشاهد زحاما آخر لشباب في عمر الزهور في شارع البحر الأعظم أمام مركز الإسعاف الطائر‏..‏ وثلاثة أرباعهم من حملة الليسانسات والبكالوريوسات يتسابقون للفوز بوظيفة سائق عربة إسعاف‏..‏ أو حتيعزت السعدني مسعف وهو ذلك الرجل الذي يحمل كرسي الإسعاف حتي الدور العاشر لإحضار مريض في آخر الرمق طلب سيارة إسعاف تنقله علي عجل إلي أقرب مستشفي‏!‏
أقول لأنني قرفان وزهقان وبوزي شبرين من حالات التحرش الجماعي لبنات بلدنا من أمثال سناء طالبة الآداب في شارع جامعة الدول العربية‏..‏ ذلك القطيع البشري الذي سقط علينا من الدويقة وحوش بردق وساقية مكي وعزبة القرود‏..‏ ولا أحد يلمهم أو حتي يلملم آمالهم وآلامهم‏!‏
ولأنني قرفان وزهقان وغلب غلبي من هذا السعار الذي أصاب كل شيء ورفع سعر كل شيء‏..‏ وبلاش نكشف أوراقنا ونكتب قائمة بأسعار هذه الأيام‏..‏ وخللي التجار والكسيبة ينهبونا ويجوعونا أكثر مما جعنا واتعرينا‏..‏ والتعبير ليس لي ولكن لأم تعمل وتعول خمسة أبناء كلهم في المدارس والجامعات‏!‏
كل هذا يجري أمام كل الأعين وتحت سمع وأبصار السادة المسئولين العظام الذين يعيشون في قماقم مكيفة ثابتة ومتحركة‏..‏ ما بين عربة ومكتب ودار‏..‏ ولا حياة لمن تنادي‏..‏
في الوقت الذي تذهب فيه قطط بلادي للكوافيرات‏..‏ ويبيت السعيد بوبي في فندق خمس نجوم خاص بالكلاب الأثرياء‏..‏ والليلة بالترويقة علي رأي اخوانا اللبنانيين لا تقل عن مائة وخمسين جنيها غير الخدمة وضريبة المبيعات‏!‏
‏.................‏
ولأنني علي هذه الحالة من القرف والزهق وانفلات الأعصاب‏..‏ فقد أرسلت الزميلة الصحفية هبة عبدالخالق إلي تجمع القطط والكلاب الراقية‏..‏ لكي تري وتشاهد وتسمع وتسجل ماذا يجري في هذا العالم الغريب العجيب الذي لو عرف به أو سمع عنه فقراء بلدنا من المطحونين الشقيانين دنيا وآخرة لقاموا بحملة في كل القري والنجوع بالهراوات والطوب وسم الفئران لإبادة صنف القطط والكلاب من علي وجه الأرض كلها‏!‏
ولقد اخترت هذه الصحفية بالذات‏..‏ لأنها من شريحة من لديهم قطط وكلاب تذهب إلي الدكاترة والكوافيرات وتلبس من عند بيير كاردان‏!‏
‏......................‏
ذهبت معها لاتفرج‏..‏
نحن الآن داخل محل كوافير بوسي‏..‏ وهو مخصص للقطط والكلاب بتاع الناس إياها‏..‏ صاحب المحل اشترط ألا أذكر اسمه ولا اسم المحل حتي يتكلم‏..‏
سألته‏:‏ يا عمنا هل يأتي إليك نفر من المصريين إياهم؟
قال‏:‏ كثيرون وكل يوم‏.‏
قلت‏:‏ بيعملوا عندك إيه؟
قال‏:‏ للاعتناء بشعر وأظافر القطط والكلاب الخاصة بهم‏..‏ وللاستحمام والسيشوار وقص الشعر والأظافر وتلوينها علي أحدث موضة‏,‏ وكثير منهم لهم مواعيد منتظمة أسبوعيا حتي تصبح كلابهم وقططهم علي أحدث موضة‏!‏
أسأله بدهشة‏:‏ الموضة للكلاب والقطط؟
قال‏:‏ أيوه في قصة الشعر والفورمة وقص الأظافر وشكلها وتلوينها‏..‏ كل ده له موضة تتغير كل موسم زي موضة البني آدميين تمايد‏!‏
وبصراحة كده‏..‏ أصحاب الكلاب والقطط من النوعيات الراقية وبيدفعوا اللي نطلبه‏!‏
أتركه لزبائنه وأنا أري أمامي طابورا ممن ملابسهم‏..‏ منكوشة شعورهم‏..‏ متسخة وجوههم يملأون الطرقات وإشارات المرور‏!‏
‏................‏
وعبر شبكة الإنترنت اكتشفت عالما غريبا‏..‏ وعرفت أن معظم الدول العربية أصبحت تعيش الظاهرة نفسها وربما أكثر‏..!‏
واكتشفت عالما غريبا عجيبا‏..‏ اكتشفت أن للقطط والكلاب أندية خاصة بها‏..‏ وعيادات ومستشفيات بل وفنادق أيضا‏..‏
والعيادات تتراوح أسعار الكشف بها من خمسين جنيها إلي مائة وخمسين جنيها‏..‏ بخلاف ثمن التطعيمات والعلاج طبعا‏..‏
أما الزيارات المنزلية التي يفضلها البعض حرصا علي سلامة بوبي وبوسي كات فهي ضعف ثمن الكشف‏,‏ أي تصل إلي نحو ثلاثمائة جنيه في الزيارة الواحدة‏!‏
وبرغم أن هناك مستشفي عاما للحيوانات بوسط البلد هو مستشفي الشعب‏,‏ فإن أصحاب هذه القطط والكلاب الذواتي يفضلون الذهاب للعيادات الخاصة ولا يذهبون إلي شفخانات الحكومة‏,‏ برغم أنه توجد وحدة بيطرية بإمبابة‏,‏ وهناك أيضا المستشفي البيطري المصري‏,‏ وكان في السابق مستشفي إنجليزيا‏!‏
أكثر من هذا‏,‏ فقد دخلت القطط والكلاب في بلدنا إلي عالم التجميل‏!‏
بل إنه في بعض المستشفيات الخاصة والعيادات هناك عمليات تجميل تجري للقطط والكلاب لتحسين شكل الأنف‏,‏ أو تقصير الأذن أو الذيل‏,‏ وتتكلف هذه العمليات آلاف الجنيهات وما تسألوش ليه لأن مفيش عندي إجابة‏..‏ الإجابة أكيد عند أصحاب هذه القطط وهذه الكلاب المدللة‏!‏
ومع انتشار هذا الهوس الجنوني لدي البعض‏..‏ امتلأت مواقع الإنترنت والمجلات والمحال الكبري بإعلانات عجيبة وغريبة مثل هذا الإعلان الذي يقول بالحرف الواحد‏:‏
‏**‏ نقدم كل شيء في عالم الكلاب ودنيا القطط نقدم أقوي السلالات المستوردة ونشحنها لكم أينما كنتم في مصر أو خارجها‏.‏
‏**‏ نقدم جميع الخدمات الطبية الخاصة‏:‏ كشف طبي علاج تأمين صحي مستلزمات قطط وكلاب جميع تدريبات السلوكيات القويمة خدمات كاملة لشحن القطط والكلاب برا وبحرا وجوا‏.‏
‏**‏ نقدم كل ما يسعد تلك المخلوقات ويبهجها وكل الخدمات المتطورة‏.‏
‏**‏ مركزنا كائن بين ربوع جنة بين مسطحات النجيل وغابات النخيل‏,‏ وبين القصور والمنتجعات وحقول الورد وأشجار الفل‏.‏
‏**‏ نقدم تصميمات عصرية رائعة من بيوت الكلاب والقطط الثابتة والمتحركة‏,‏ كما نقدم كل مستلزماتها وكل ملابسها وكل أدويتها وأغذيتها‏.‏
هذا هو نص الإعلان الكلابي القططي‏..‏ ما رأيكم دام فضلكم؟
وعندما سألت عن فنادق القطط والكلاب؟
قيل لي إن بها كل وسائل الراحة والترفيه للحيوانات وغرف فندقية وطعام فاخر وكل الوجبات‏..‏ طعاما مستوردا‏..‏ ومتخصصين للتعامل معها‏..‏ وسعر الغرفة في الليلة مائة وخمسون جنيها حسب نوع الطعام والخدمات المقدمة‏.‏
وبالبحث وجدت عددا من الجمعيات والمنظمات الخاصة بالحيوانات في مصر ومنها‏:‏
الجمعية المصرية لحماية حقوق الحيوان‏,‏ ويقول المسئولون بها‏:‏ إن شعارهم هو إنقاذ حياة الحيوانات ومنع القسوة كليا عنها في مصر‏,‏ وإنقاذ الكلاب والقطط المعذبة الجائعة وعلاجها ورعايتها ويعتمدون علي التبرعات‏,‏ ومقرهم بالزمالك‏.‏
كما أن هناك أيضا جمعية أصدقاء الحيوان بمصر التي قامت بإنشاء ملجأ لإيواء أيتام القطط والكلاب‏..‏
ويقول المسئولون بها إن نزلاء الملجأ من القطط والكلاب الصغيرة التي تصاب في حوادث أو يعثر عليها المواطنون بالشارع يتم تقديم رعاية طبية لهذه الحيوانات وأماكن للإقامة‏.‏
ويا عيني علي البشر تحت الكباري وفي السكك والحواري‏!‏
‏.................‏
قد يسأل خبيث أو خبيثة‏:‏
ماهي أسعار شراء هذه القطط الراقية؟
والجواب‏:‏ يجب أن تعلموا أن الكلاب الجيدة تبدأ أسعارهات من ألف جنيه وحتي خمسين ألفا للكلب الواحد‏!‏
والقطط تبدأ النوعيات النقية من ثلاثمائة إلي أكثر من خمسة آلاف من الجنيهات‏.‏
هذا ما ذكره لي أحد مستوردي هذه النوعيات وصاحب أحد مراكز البيع‏!‏
‏.............‏
ولكن‏..‏ ماذا يجري داخل العيادات والمستشفيات والفنادق الخاصة بالكلاب والقطط إياها‏..‏ عند الناس إياها‏..‏
ولكن ذلك حديث آخر‏.‏ ليس هذا وقته وليس هذا أوانه‏!{‏
لا وألف لا
‏!!{{‏ مهما تكن المرارة التي تحس بها في قرارة نفسك‏..‏ ومهما تكن المهانة التي تغمر حناياك‏..‏ وكأنك تتحرر من الإجابة علي السؤال الذي جاء في امتحان طلبة شعبة الإعلام في كلية الآداب جامعة الإسكندرية عن الفرق بين جيل القاهرة كما هو في فيلم القاهرة‏30‏ لنجيب محفوظ‏,‏ الذي قام ببطولته القدير حمدي أحمد وسعاد حسني وأحمد مظهر وشفيق نور الدين وأحمد توفيق‏,‏ الذي تتلخص أحداثه في الأزمة التي حدثت بمصر في تلك الفترة‏,‏ التي ترتب عليها وقف تعيين الخريجين من المدارس والجامعات في الوظائف الحكومية‏,‏ مثلما يحدث الآن‏..‏ وظل حمدي أحمد يبحث عن وظيفة‏,‏ إلي أن وجدها له بلدياته أحمد توفيق‏,‏ وكانت الوظيفة مرتبطة بزواج المرشح لها من سعاد حسني‏,‏ عشيقة وكيل وزارة المعارف‏,‏ علي أن يترك له السكن كل يوم سبت ليخلو إلي عشيقته‏.‏
وقبل حمدي احمد هذه الوظيفة لحاجته الي المرتب‏!‏
هذا هو ملخص الفيلم أذكره لمن لم يشاهده أو يقرأ تحقيقك ليجيب قراؤك علي السؤال المطروح عليهم عن الفرق بين الجيل الحالي وبين جيل القاهرة‏30‏
ولكنهم ليسوا مثلهم أو امتدادا لهم في السلوك والأخلاق‏,‏ وكأنهم نسوا ما كتبته الجرائد عن جمعية تبادل الزوجات بحجة كسر الملل وتغيير الروتين المنزلي‏.‏
وعفوا سيدي الفاضل‏..‏ فأنت كنت أشد إيلاما لنا حينما كتبت عن الأقارب عقارب‏..‏ الذي يتضمن زنا المحارم ويخص أحقر وأبشع ما يصدر عن إنسان يحاول أن يغتصب ابنته فلذة كبده‏..‏ زنا الآباء ببناتهم‏!‏
ولكن يا سيدي لا وألف لا‏..‏ فنحن المصريون نري مصر كنانة الله في أرضه‏,‏ ألم تكتب أنت العام الماضي‏2009‏ عن أن مصر هي أول دولة في هذا العالم عرفت أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له‏..‏ وأن أول رسول أرسله الله سبحانه وتعالي إلي قوم في الكرة الأرضية كان إلي قوم مصر‏,‏ وكان الرسول هو سيدنا ادريس عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام‏,‏ الذي ولد في جنوب مصر وأرسله الله سبحانه وتعالي إلي قومه في مصر؟
هل كان ذلك لأن شعب مصر أسس حضارة مازال العالم منبهرا بها برغم مرور آلاف السنين عليها‏..‏ أم هل لأنها اكتشفت علوما لم يتوصل إلي معرفتها علماء اليوم رغم أنهم وضعوا أرجلهم علي سطح القمر؟
لا هذا ولا ذاك‏..‏ لأن ذلك كان في علم الله سبحانه وتعالي‏..‏ ولعل هذا يفسر لنا لماذا أوصي رسول الله صلي الله عليه وسلم صحابته بشعب مصر‏..‏ فقال صلي الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوي :‏ إنكم ستفتحون مصر فإذا فتحتموها فأحسنوا إلي أهلها‏,‏ فإن لهم ذمة ورحما‏..‏ أو قال فإن لهم ذمة وصهرا‏..‏ وهكذا فإن شعب مصر هو الشعب الذي أوصي رسول الله صلي الله عليه وسلم‏,‏ بمعاملته بالحسني واللين وليس بالسيف والقتل‏!.‏
ولما جاء جيش عمرو بن العاص لفتح مصر وكانت تحت حكم الرومان الذين عاملوا المصريين بغلظة وقسوة مما جعل المصريون يسهلون لجيش المسلمين فتح مصر‏,‏ حتي تم فتح مصر وعاش المصريون مع المسلمين تحت راية العدل والإحسان بعد مقولة ابن الخطاب لعمرو بن العاص قائد جيش المسلمين‏:‏ متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟‏.‏
يقول بعض الغربيين إن المصريون أسلموا خوفا من القتل والذبح بحد السيف‏..‏ وهذا محض افتراء فالثابت تاريخيا أن المصريين لم يسلموا جماعات‏,‏ ولكنهم أسلموا فرادي علي مدي سبعة قرون حتي تمكن من غالبيتهم بعد طول مقارنة وإعمال العقل بالتفكير كما حدث في جنوب وجنوب شرق آسيا‏,‏ وكما يحدث الآن في أمريكا وأوروبا والدليل علي ذلك مشاركة قبط مصر في صد الصليبيين عندما هاجموا مصر وشاركوا في أسر ملكهم في المنصورة‏,‏ كما شاركوا في حرب الصليبيين في الشام عندما طردهم المصريون من القدس الشريف‏,‏ وقد أثبت ذلك عاشق السينما الراحل يوسف شاهين عندما عرض في فيلمه الناصر صلاح الدين أن قائدا من قواد جيش صلاح الدين كان مسيحيا هو عيسي العوام‏!‏
وعندما جاءت هجمة التتار الشرسة حتي وصلت إلي مشارف الشام تصدي لها المصريون ومزقوهم شر ممزق وردوهم علي أعقابهم يجرون أذيال الخيبة والانكسار ولم تقم لهم قائمة بعد ذلك‏..‏ ثم أن المصريين هم الذين حفظوا الإسلام كما هو بتعاليمه وعقيدته وروحه ومفاهيمه التي أرادها الله لعباده قرآنا هو كلام الله وسنة رسوله هي أقوال وأفعال رسول الله دصلي الله عليه وسلم‏,‏ حفظ ذلك بوجود الأزهر الشريف الذي لم يكن مجرد مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم‏..‏ ولم يكن مجرد مكتبة تضم مؤلفات كبار الصحابة والأئمة ولكنه كان منارة تشع بنور الإسلام الصحيح‏.‏
ولم ينس المصريون أن السيدة مريم أم المسيح سيدنا عيسي بن مريم عندما أرادت الأمان لوليدها خوفا من بطش اليهود‏..‏ لجأت إلي مصر الأمن والأمان‏.‏
‏{‏ تاج الدين مسعود
موجه أول بمنطقة قنا الأزهرية سابقا

[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.