تنسيق 2025.. طريقة معرفة الكلية المُرشح لها الطالب بشكل نهائي    بعد انخفاضه.. ماذا حدث لسعر الذهب بحلول التعاملات المسائية السبت؟    كايا كالاس: الأمن الأوروبي ليس مطروحًا للتفاوض    رئيس استخبارات الاحتلال السابق: الفلسطينيون بحاجة إلى "نكبة" ليدفعوا الثمن    رئيس البرلمان العربي يعزي الجزائر في ضحايا سقوط حافلة نقل    هل تأثر بغياب إيزاك؟.. نيوكاسل يستهل موسمه بتعادل مع أستون فيلا    نادي القناة يتصدر بطولة كأس مصر للتجديف بالإسماعيلية    مصدر أمني يوضح أسباب حريق مخزن ببولاق أبو العلا | فيديو وصور    عرض مقتنيات نادرة لكوكب الشرق.. افتتاح معرض "صوت مصر" بمجمع الفنون الاثنين    في 3 أيام.. إيرادات "درويش" تتجاوز 8 ملايين جنيه    بفستان جريء.. أحدث ظهور ل نسرين طافش والجمهور يعلق (صور)    فحص 8 ملايين و336 ألف طفل لعلاج فقدان السمع.. إليك طرق التقديم    وكيل الشباب والرياضة بالقليوبية يتفقد حمامات السباحة والمنشآت الاستثمارية    انطلاق الحملة القومية للتحصين ضد فيروس الحمى القلاعية بكفر الشيخ    إليسا تخطف الأنظار في العلمين الجديدة.. فستان وردي وحضور غير مسبوق    منال عوض: اتخاذ إجراءات تطويرية خاصة بمحمية وادي دجلة لتعزيز حمايتها والحفاظ على مواردها الطبيعية    إنفوجراف| ضوابط تلقي طلبات المستأجرين المنطبق عليهم شروط قانون الإيجار القديم    نائب: البيان العربي الإسلامي حمل ردًا حاسمًا حول مزاعم "إسرائيل الكبرى"    الدنمارك تدرس فرض عقوبات على إسرائيل    نائب وزير الصحة يكشف عن عدة سلبيات داخل منشآت طبية بالمنيا.. ويجازي عددا من الأطباء    إصابة 9 أشخاص باشتباه في تسمم غذائي إثر تناولهم وجبات بمكان ترفيهي بالشرقية    تفاصيل إصابة 6 أشخاص في تصادم دراجات نارية علي طريق في الدقهلية    ضبط 35 شيكارة دقيق مدعم و150 قالب حلاوة طحينية مجهولة المصدر في كفر الشيخ    "حقوق أسيوط" تحتفي بمتفوقيها وتستعد لدعمهم ببرنامج تدريبي بمجلس الدولة    بعد حريق محطة الحصايا.. إعادة تشغيل الكهرباء بكامل طاقتها بمركز إدفو    «شعرت بنفس الشعور».. سلوت يعلق على بكاء صلاح بسبب تأبين جوتا    والدة الفنان صبحي خليل أوصت بدفنها بجوار والدها في الغربية    نجم بيراميدز يتحدى الجميع: سننافس على كل بطولات الموسم.. ويورتشيتش «كلمة السر»    محافظ بورسعيد يناقش آليات الارتقاء بمنظومة الصرف الصحي ومياه الشرب    القاهرة الإخبارية: الاحتلال يوسّع دائرة اعتداءاته جنوب لبنان    وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء    تنفيذ 47 ألف زيارة منزلية لعلاج لكبار السن بالشرقية    5 أطعمة تقلل من مستويات حمض البوليك في الجسم.. تناولها    السيسي يوافق على ربط موازنة الجهاز المصرى للملكية الفكرية لعام 2025-2026    بالتعاون بين الشركة المتحدة والأوقاف.. انطلاق أضخم مسابقة قرآنية تلفزيونية    محافظ بورسعيد يعلن قبول جميع المتقدمين لمرحلة رياض الأطفال بنسبة 100%    بالفيديو: عبيدة تطرح كليب «ضحكتك بالدنيا»    التعليم: كتب وبوكليت مطبوع لتقييم الطلاب بالعام الدراسى 2026    لماذا يُستبعد الموظف من الترقية رغم استحقاقه؟.. 3 حالات يحددها قانون الخدمة المدنية    موقف غير متوقع يختبر صبرك.. حظك اليوم ل مواليد برج الدلو 16 أغسطس    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولتكن البداية بميزان العدل والحق!?    يسري جبر: يوضح حكم زيارة قبور أهل البيت والصحابة والدعاء عندها    إخلاء سبيل الشاب عبد الرحمن خالد، مصمم فيديو الترويج للمتحف المصري الكبير بالذكاء الاصطناعي    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية: تصريحات نتنياهو تمثل استفزازًا صارخًا لمشاعر الشعوب العربية والإسلامية    تنسيق المرحلة الثالثة 2025 علمي علوم.. قائمة كليات تقبل من 50%    في صورة انتقال حر.. بيرسي تاو ينتقل إلى نام دينه الفيتنامي    الصحة: تدريب أطباء الأسنان وتقديم خدمات مجانية ل86 مواطنًا    أمين الفتوى يوضح حكم من تسبب في موت كلاب بغير قصد وحقيقة طهارتها    محاكمة 6 متهمين في خلية «بولاق أبو العلا» الإرهابية| بعد قليل    وزارة الأوقاف تحدد 15 نقطة لاستغلال وقت الفراغ والإجازة الصيفية.. اعرفها    بدائل الثانوية العامة محاصرة بالشكاوى.. أزمات مدارس «ستيم» تثير مخاوف العباقرة    مصرع وإصابة 15 شخصًا في حادث تصادم ميكروباص بسيارة نقل بالوادي الجديد    عمر طاهر عن الأديب الراحل صنع الله إبراهيم: لقاءاتي معه كانت دروسا خصوصية    بوتين يدعو كييف والقادة الأوروبيين إلى عدم عرقلة "التقدم الناشئ"    بالأسماء.. تفاصيل إصابة 10 أشخاص من أسرة واحدة باشتباه تسمم جنوب المنيا    بقيادة صلاح.. ليفربول يفوز بصعوبة على بورنموث برباعية في افتتاح البريميرليج    مفاجآت في قائمة الزمالك لمواجهة المقاولون العرب    وزير الأوقاف السابق: إذا سقطت مصر وقع الاستقرار.. وعلينا الدفاع عنها بأرواحنا (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيام‏...‏ بلا فضيلة‏!‏

كل شئ موجود‏..‏ كل شئ مباح بس انت شاور بإصبعك‏!‏ *‏ أيها السادة‏..‏ الشارع المصري اصبح شارعا بلا ضابط وبلا رابط‏..‏ اصبح شارعا بلا فضيلة‏..‏ واذا لم تصدقوا تعالوا معي لنري ماحدث‏!*‏ من زهقي وقرفي من أفلام الانفلات الأخلاقي المقررة علينا هذه الأيام‏..‏ خرجت لأجلس خلال دقائق الاستراحة في إحدي دور السينما داخل مول كبير آخر فخفخة وآخر شياكة‏..‏ أخلو لنفسي مع فنجان من القهوة المضبوط لكي أهدأ قليلا بعد مشاهد عارية قبيحة مقززة‏..‏ ما أنزل الله بها من سلطان‏..‏ في افلام آخر الزمان‏!‏
كان الضوء خافتا يادوب الواحد شايف الجرسون بالعافية
جاء فنجان القهوة‏..‏ ومعه بدأت البسبسة وهي كلمة مفردها بس‏..‏ أو بسبس وقد تضاف إليها إذا لم تسمع‏:‏ انت‏..‏ يا هس‏!,,‏ بكسر الهاء وسكون السين‏..‏
نظرت حولي فلم أجل إلا شخصي المتواضع‏..‏ ونظرت ودققت أكثر إلي مصدر البسبسة فإذا هي قادمة من فتاة رشيقة تضع ساق فوق ساق‏,‏ وتدخن سيجارة من داخل مبسم طويل‏..‏ لم أتبين ملامحها ساعتها‏..‏
تركتها تبسبس وتدخن وقلت في نفسي ياواد دي بتنده علي واحد زيها من سنها‏..‏ جوزها‏..‏ أخوها‏..‏ صاحبها الجو بتاعها‏..‏ ما افتكرش أكون أنا‏..‏ وقد بلغت من العمر ما بعد سن الشباب والشقاوة وقد ابيض الشعر مني واشتعل الرأس شيبا‏!‏
زادت البسبسة أكثر وأكثر‏..‏ واتبعها الغزال الشارد الذي يجلس في مقابلتي بكلمات‏:‏ انت‏..‏ انت‏..‏ أنا عاوزاك انت‏!‏
قبل ان أنطق أو حتي اتنفس كان الغزال الشارد قد وصل بخطوات رشيقة إلي مكاني وجلس واحتل الكرسي الملاصق لي وهي تقول‏:‏ يا خبر‏..‏ بقي أنا عاوزاك انت من الصبح‏..‏ ولا انت هنا‏!‏
ولأنني قد تعودت علي مثل هذه المواقف الغريبة والمفاجئة‏..‏ فقد قلت لها‏:‏ أهلا وسهلا‏..‏ أنا تحت أمرك‏!‏
قالت بدلال‏:‏ أنا اللي تحت أمرك‏!‏
قلت لها‏:‏ أمري في ايه بقي؟
قالت‏:‏ في اللي انت تأمر بيه‏!‏
قلت‏:‏ ازاي؟
قالت‏:‏ زي الناس الحلوين الطيبين
قلت وقد بدأت الغشاوة تنقشع من فوق عيني ورأسي رويدا رويدا‏:‏ قصدك‏!‏
قالت‏:‏ ايوة هو ده قصدي‏!‏
قلت لها‏:‏ يا ست هانم أنا عديت المرحلة دي من زمان‏..‏ وماليش في حاجات العبط دي‏!‏
قالت موش عاوزاكك تزعل‏..‏ أنا قلت ادردش معاك أفرفشك شوية بدل ما انت قاعد مكلضم كده‏!‏
قلت لها‏:‏ ياست الستات‏..‏ انت لسة حلوة ألف مين يتمناكي عروسه له‏..‏ أما انا تعديت السن واصبح الحال من المحال‏..‏ وتركت شقاوة الشباب من زمان‏.‏ ازاي بس نرجع نحب ونعشق‏..‏ في السن ده ونكتب جوابات ونبعت رسائل بالموبايل‏..‏ ونسهر الليل بطوله ونغير‏..‏ ونتخانق ونهجر بعض‏..‏ علي ايه ده كله‏..‏ الطيب أحسن أنا دلوقتي عندي أولاد وبنات في سنك؟
‏{{{{‏
فاجأتني السبنيورة بقولها‏:‏ ياسيدي ماتزقش أنا عارفة انك رجل كبارة ومقامك عالي وتلاقيك في منصب كبير وعندك رصيد في البنك‏..‏ موش كدة برضه‏..‏؟
قلت لها لأساريرها في ملعوبها‏:‏ موش كدة بالضبط‏..‏ زي كدة‏!‏
قالت‏:‏ أنا هاخشي في الموضوع علي طول‏..‏ أصل مافيش وقت قبل الفيلم ما يبتدي بعد الاستراحة‏..‏
من غير ما اعرف اسم سعادتك‏..‏ ولا انت عرفت اسمي‏..‏ انا ياسيدي خريجة معهد تكنولوجيا بعد الثانوية العامة باربع سنين سميه ليسانس سميه بكالوريوس زي ما تحب‏..‏ وانا عندي دلوقتي قول ثمانية وعشرين سنة بالضبط في يناير اللي الجاي‏..‏ وباشتغل في شركة توزيع لأفلام السينما والمسلسلات‏..‏ وباخد مرتب كويس‏..‏
وأنا علي فكرة كنت متجوزة راجل عربي صرف عليا دم قلبه وسافر مرجعش ثاني‏..‏ وماعنديش أولاد‏..‏ وأمي تعيش انت يجيي من خمس شهور‏..‏ يعني مقطوعة من شجرة‏..‏ وعندي شقة ثلاث مطارح تشرح القلب في الدقي‏..‏ بتاعتي وباسمي‏..‏
قلت لها مقاطعا‏:‏ وأنا مالي ياستي بكل ده ؟
قالت‏:‏ انت باين عليك راجل طيب وأمير الأمراء‏..‏ وأنا واحدة ست غلبانة ومنكسرة وطيبة والله العظيم‏..‏
قلت لها‏:‏ ياستي وانا مالي بالموال ده كله؟
قالت‏:‏ حااقولك ايه بس‏..‏ انا عندي فكرة بس ماتقولش لا‏..‏
قلت لها‏:‏ فكرة ايه بالصلاة علي النبي؟
قالت‏:‏ ما تفكر كدة تفرفشلك سنة ولا سنتين؟
قلت‏:‏ ما انا مفرفش اهو واخر مزاج‏..‏ ومافيش أجمل من كدة‏!‏
قالت‏:‏ لسة ما فهمتنيش ياحضرة‏!‏
قلت‏:‏ فهميني يا غزالة البر؟
قالت‏:‏ أنا وأنت نضرب لنا ورقتين جواز عرفي‏..‏ وتيجي تعيش معايا‏..‏ في الحلال طبعا‏..‏ أصل اللي زيك كده مايحبوش يعيشوا إلا في الحلال‏..‏ لأنهم مايحبوش يغضبوا ربنا‏..‏ زيي كده أحب كل حاجة في الحلال؟
قلت لها‏:‏ كده من الباب للطاق‏..‏ تتجوزيني كده من غير ما تعرفيني‏..‏ يمكن أنا راجل عندي مرض خطير واعديكي‏..‏ أو أكون نصاب وأضحك عليكي‏..‏ أو يمكن زعيم عصابة وشيخ منصر ادخلك في سين وجيم‏..‏ واللا تاجر مخدرات وادخلك معايا في العصابة‏..‏ ويكون مصيرك في الآخر تأبيدة في سجن النساء؟
انتفضت من مكانها كأن عقربا أسود قد لدغها وهي تقول لي‏:‏ بقي لا ده عاجبك ولا ده عاجبك‏..‏ انت مالكش في الطيب نصيب‏..‏ ياراجل فوق وشوف انت عايش في آخر عصر‏..‏ الحق نفسك‏..‏ وبص لي كويس كده قبل القطر ما يفوتك‏!‏
راحت تلف وتدور حول نفسها لكي أشاهد جسمها الغض البض وقوامها الفتان‏.‏
لم أجد علي لساني ما أقوله لها‏..‏ توقف بندول عقلي عن الدوران‏..‏ وتملكتني حيرة ما بعدها حيرة‏..‏ وأصابني عطب مفاجئ في صوتي‏..‏ وهي واقفة حائرة في انتظار ما أقوله‏..‏
ولم ينقذني من الموقف الغريب الذي لم أتوقعه أبدا‏..‏ ولم أرسم له سيناريو في حياتي يوما إلا حفيدتي سالي ذات السبع سنوات التي وجدتها فجأة أمامي‏..‏ فقد تركت مقعدها في السينما مع زوجتي جدتها لكي تبحث عني كما تفعل دائما عندما لاتجدني إلي جوارها‏..‏
احتضنتني بشدة وقالت لي‏:‏ إيه ياعزت‏..‏ إنت سبتنا ورحت فين؟
‏**‏ ملحوظة‏:‏ حفيدتي سالي وحفيدي محمد ينادياني باسمي مباشرة باعتبارنا في مرحلة سنية واحدة‏!‏
نظرت إلي النمرة الصيادة الشرسة بحنق شديد واستدارت تمصمص بشفتيها وهي تشير إلي حفيدتي وتقول‏:‏ حكم‏..‏ حكم بكسر الحاء وفتح الكاف خليها تنفعك‏!‏
ثم ابتلعتها الظلمة‏..‏
سألتني حفيدتي‏:‏ مين دي ياعزت؟
قلت لها‏:‏ هي مين دي‏..‏ أنا ماشوفتش حد‏..‏ دي واحدة ست كانت معدية‏!‏
‏.......................‏
‏.......................‏
ثاني يوم حكيت لصديقي الدكتور أحمد عكاشة كبير أطباء علم النفس في العالم العربي كله‏..‏ حكاية البسبسة وقلت له‏:‏ أخشي ما أخشاه أن تصبح مصر بلد الدين والخلق القويم‏..‏ بلدا بلا فضيلة‏!‏
قال‏:‏ وهي لسه ياعم عزت ما أصبحتشي‏..‏ دي أصبحت وأصبحت وأصبحت‏..‏ وأنا عندي حكايات وروايات تشيب من هولها الولدان‏..‏ ولكن لأنني أمين علي أسرار مرضاي وزواري‏..‏ فلن أحكي لك ما شهدته وما سمعته‏..‏ ولكن أنظر إلي وجوه الناس علي محطة الأتوبيس أو في الشارع أو حتي في الغيط أو في مكاتب الموظفين‏..‏ ستري غضب الله علي الوجوه‏..‏ وجوه كئيبة مسودة من كثرة ما تحمله الاكتاف والصدور من هم وغم‏..‏
هم الأسعار اللي ولعت نار وبتشعلل يوم بعد يوم وما فيش حكومة تطفيها‏..!‏
قلت‏:‏ حكومتنا الالكترونية بتطفي نار الأسعار بالتصريحات الوردية علي لسان الوزراء‏..‏
البداية علي لسان رئيس الوزراء نفسه الذي أعلن‏:‏ الأسعار مزادتش ولا حاجة دي في حدود المعقول والسلع في متناول كل جيب‏!‏
ثم يلقي باللوم كله علي الحر اللعين‏!‏
ووزير التضامن التموين سابقا ومعه وزير المالية الشهير بوزير الجباية ومعهما وزير الاقتصاد‏..‏ كلهم يعلنون في كل يوم وفي كل مساء‏..‏ بشري للمواطنين كيلو اللحم عند الجزارين ب‏60‏ جنيه بس‏..‏ وفي الجمعيات اللحم البرازيلي المستورد اللي قعد في عرض البحر شهورا بلا عدد‏..‏ الكيلو ب‏30‏ جنيه الحق يا جدع خلي العيال ياكلوا ويهيصوا ويشبعوا ويكركعواودوغري تدور محركات السيارات المكيفة بهم في طريقهم إلي فيلاتهم علي الساحل الشمالي لتمضية أجازة آخر الأسبوع‏!‏
أنا هنا أيها السادة لا أفتري علي أحد فهذه هي الحقيقة‏..‏ حتي أصبح الغلابة دفه منا وهم يمثلون أكثر من ثلث المصريين يحسبون مرتباتهم ليس بالجنيه ولكن بكيلو اللحم فلان مرتبه ثلاثة كيلو يعني‏180‏ جنيه في الشهر‏..‏ وبلاش بقي حديث الغم والهم‏..‏ واحنا في عز موسم المدارس والمصاريف واللبس والشنط والدروس الخصوصية‏!‏
قال لي صديقي أكبر عالم علم نفس في نصف الكرة الجنوبي‏:‏ كفاية كدة النهاردة خليني أشوف العيانين اللي عندي‏!‏
‏........‏
‏........‏
نزلت من عند العالم الجنتلمان الدكتور أحمد عكاشه‏..‏ لم أجد عربيتي ولا سائقي كما هي العادة شاورت لتاكسي عجوز‏..‏ من أيام سينما الأبيض والاسود‏..‏ جلست إلي جوار السائق وأنا أرغي وأزيد‏..‏ يعني قرفان آخر قرف وزهقان آخر زهق‏..‏
سألني السائق الظريف‏:‏ مالك؟
قلت‏:‏ ما فيش‏!‏
قال‏:‏ لا في حاجة؟
قلت‏:‏ حاجات‏!‏
قال‏:‏ الحاجات كتير‏..‏
قلت‏:‏ تصور يا أبو خالو‏:‏ بنت زي القمر عاوزاني أنا اللي في سن أبوها‏..‏ أتجوزها بورقة شهرين ثلاثة‏..‏ وبعدها كل واحد يروح لحاله‏.‏
قال‏:‏ دي لعبة وبيلعبوها البنات والستات اليومين دول عشان تمص دمك وتطير منك فلوس المعاش والمكافأة وتأمن لها مستقبلها‏..!!‏
لكن اتجوزتها ولا لا‏!‏
قلت‏:‏ أتجوز مين يابا؟
قال‏:‏ انت أحسن مني‏..‏ أنا أصبحت بين يوم وليلة أب لمولود‏..‏ لا شفت أمه ولا اتجوزت ولا اتنيلت علي عيني‏!‏
أسأله‏:‏ إزاي يا عمنا؟
قبل أن يجيب‏..‏ قلت له‏:‏ ما تيجي يا راجل تاخدلك واحدة شيشة عجمي محترمة علي القهوة اللي علي الناصية‏..‏ ونتكلم كلمتين واهو العداد بيعد؟
قال‏:‏ وحياتك تعبان وخزمان بس موش قادر أقف عشان عاوز أكمل قسط العربية‏!‏
جلسنا نتبادل حديثا كله ود وصفاء‏..‏ ومع أول نفس من الشيشة العجمي‏..‏ فتح لي عم عبد الفتاح قلبه وصدره‏..‏ قال‏:‏ كان الوقت في نحو العاشرة مساء‏..‏ عندما قفز صبي صغير يقترب من العاشرة من عمره عند مدخل شارع الترعة البولاقية في شبرا وقال لي‏:‏ والنبي أختي جالها الطلق وهتولد الليلة دي‏..‏ تعمل فينا معروف وتوصلنا لحد مستشفي التأمين في المؤسسة؟
ووقفت وركنت علي جنب وانتظرت حتي جاءت أخته بحملها تستند علي ذراع أمها‏..‏ ونزلت من مقعدي وساعدتها علي ركوب السيارة هي وأمها‏...‏ والغلام إلي جواري‏..‏ وذهبنا طيران إلي مستشفي التأمين ودخلت قسم الولادة‏..‏ وأنا أنتظر في صالة الزوار‏..‏
مر الوقت بطيئا بطيئا‏..‏ في حوالي الواحدة من منتصف الليل جاءتني أمها لتطلب مني بطاقة الرقم القومي الخاص بي‏..‏
سألتها‏:‏ ليه يا أمي؟‏..‏
قالت‏:‏ أصلهم عاوزين ضامن عشان يضمنا في دفع الرسوم ومصاريف الولادة‏..‏ وفتح غرفة العمليات‏..‏ أصل بهيجة ابنتها ولدوها قيصرية‏!‏
بحسن نية أو من عبطي أعطيتها البطاقة‏.‏ وانتظرت حتي الرابعة فجرا‏..‏
خرجت إلي أمها بالبطاقة وقالت لي‏:‏ احنا سهرناك يا عمنا تقدر تروح دلوقتي وتجيلنا الساعة عشرة الصبح عشان تروحنا بالسلامة‏!‏
أعطتني خمسين جنيها وقالت لي‏:‏ بكره نتحاسب يا راجل يا طيب‏!‏
قلت له‏:‏ ورحت الصبح في الميعاد ما لقيتش حد‏..‏ لا البنت ولا أمها ولا المولود‏!‏
يشد نفسا عميقا من الشيشة العجمي وهو يقول‏:‏ بالضبط‏..‏
قلت‏:‏ وبعدين؟
قال‏:‏ وبعد ست أشهر لقيت محضر من محكمة الأسرة بيخبط علي باب شقتي ويعلنني أنه لابد من دفع نفقة حموده ابني اللي عمره ست شهور‏..‏ واللي كتبوه باسمي‏..‏ ولا أنا شفت أمه ولا عاشرتها ولا حتي أعرف اسمها ايه‏!‏
اسأله‏:‏ ازاي بس كتبوه باسمك يا ناصح؟
قال‏:‏ موش أنا أديتهم أول مادخلنا المستشفي بطاقتي القومية‏!‏
قلت‏:‏ يعني ولد ابن حرام مسكين لقولوا أب‏!‏
قال‏:‏ باسمي‏..‏ من بطاقتي القومية ليلة الولادة‏..!‏
قلت‏:‏ يعني هما كانوا بيدوروا علي أب للمولود‏..‏ وما لقوش غيرك يا عم عبد الفتاح‏!‏
قال‏:‏ هو أنا ناقص عيال دا أنا عندي في الدار خمس عيال في عين العدو وأمهم كمان‏!‏
‏........‏
‏........‏
يا عالم يا هوه يا أولي الألباب منا‏...‏ مصر تعيش الآن أياما بلا فضيلة‏..‏ فهل من منق ؟ذ‏{‏
hram.org.eg‏ Email:asaadany @‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.