محافظ جنوب سيناء: افتتاح منشآت جديدة يعزز تنافسية شرم الشيخ وثقة الشركات العالمية في الاقتصاد المصري    ڤاليو تنجح في إتمام الإصدار التاسع عشر لسندات توريق بقيمة 735 مليون جنيه    حماس: تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي تؤكد النزعة التوسيعية للاحتلال وعمله على إبقاء حالة الصراع    وزير الخارجية الإسرائيلي: لن نوافق على إقامة دولة فلسطينية على مسافة شبه صفرية من سكاننا    مسؤول أممي: الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في الفاشر وصمة عار    تقارير: زين الدين زيدان يقود منتخب فرنسا بعد انتهاء كأس العالم 2026    أبوريدة يجتمع مع منتخب مصر المشارك في كأس العرب    موعد مباراة إيطاليا والنرويج.. والقنوات الناقلة في تصفيات كأس العالم 2026    طقس قد يتسبب في نزلات برد.. الأرصاد تصدر تحذيرا    تعليم الإسماعيلية: يعلن جداول امتحانات شهر نوفمبر للعام الدراسي 2025/2026    قوافل الأحوال المدنية تستخرج 9079 بطاقة رقم قومي.. وتلبي 1065 طلبًا منزليًا في أسبوع    خلاف على أولوية المرور يتحول لمنشور متداول    وزير الثقافة يزور طلاب أسوان المصابين في حادث طريق إسنا    الإفتاء تواصل مجالسها الإفتائية الأسبوعية وتجيب عن أسئلة الجمهور الشرعية    حينما تتحول رؤية الدولة للصحة الرقمية إلى التزام فعلي.. إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة الرقمية خطوة واسعة فى طريق صعب    الأوقاف تعلن مواعيد المقابلات الشفوية للراغبين في استخراج تصريح خطابة    مصر ترحب باتفاق الدوحة الإطاري للسلام بين جمهورية الكونجو الديموقراطية وحركة M23    كيف نظم قانون الإجراءات الجنائية الجديد تفتيش المنازل والأشخاص؟    حبس طرفي مشاجرة نشبت بينهما بسبب معاكسة فتاة في المطرية    ما هي عقوبة مروجي الشائعات عبر السوشيال ميديا؟.. «خبير» يجيب    فيديو.. عمرو أديب يحتفي بتلال الفسطاط: من أعظم المشروعات في السنوات الأخيرة    السلم والثعبان 2 يتربع على عرش إيرادات ليلة أمس    الرياضية: أهلي جدة يفتح ملف تجديد عقد حارس الفريق إدوارد ميندي    سؤال برلمانى بشأن ظاهرة العجز الصارخ فى المعلمين    طريقة عمل صدور الفراخ، بصوص الليمون والثوم    فيروس ماربورغ.. القاتل الخفي الذي يعيد ذكريات الإيبولا    بنين تعتمد تعديلات دستورية تشمل إنشاء مجلس الشيوخ وتمديد الولاية الرئاسية    مصر وتشاد تبحثان خارطة طريق لتعزيز الاستثمار المشترك في الثروة الحيوانية    الري: التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء أحد أدوات التعامل مستقبلا مع محدودية المياه وتحقيق الأمن الغذائي    كبير الأثريين يكشف تفاصيل تطوير المتحف المصري بالتحرير    مركز التجارة الدولي: 195 مليون دولار صادرات مصر من الشيكولاته في 2024    فرنسا يلتقي أذربيجان في مواجهة تحصيل حاصل بتصفيات مونديال 2026    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى الهرم دون إصابات    وزارة الداخلية تقرر إبعاد 3 أجانب خارج مصر    أمام كاب فيردي .. عمر مرموش يحل أزمة الجبهة اليسرى فى منتخب مصر    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025    وزير الخارجية يجري اتصالات مكثفة بشأن الملف النووي الإيراني    اليوم .. بدء القيد بالنقابة العامة لأطباء الأسنان لخريجى الكليات دفعة 2024    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية للمشروع التكتيكي بالذخيرة الحية في المنطقة الغربية    أسعار الدواجن والبيض اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025    سعر الدولار الأمريكي اليوم الأحد 16نوفمبر 2025    متي ينضم محمد صلاح لمعسكر الفراعنة قبل أمم أفريقيا ؟ ليفربول يحدد الموعد    إصابة العشرات بعد اندلاع اشتباكات في المكسيك وسط احتجاجات الجيل زد    «حماة الوطن» يعقد مؤتمرًا حاشدًا بالإسماعيلية لدعم مرشحيه    اليوم.. وزيرالثقافة ومحافظ الإسكندرية ورئيس أكاديمية الفنون يفتتحون فرع ألاكاديمية بالإسكندرية    مائل للبروده....تعرف على حالة الطقس المتوقعه اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025 فى المنيا    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 16نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا..... اعرف مواقيت صلاتك    فيلم شكوى 713317 معالجة درامية هادئة حول تعقيدات العلاقات الإنسانية    بريطانيا تجرى أكبر تغيير فى سياستها المتعلقة بطالبى اللجوء فى العصر الحديث    "دولة التلاوة".. برنامج قرآني يتصدر الترند ويُحيي أصالة الصوت المصري    أدم محمد صبري: والدي رفض دخولنا نادي الزمالك ب "الواسطة".. وهذه وصيته لنا    خالد عبد الغفار: مصر تحقق نجاحات كبيرة جدًا على المستوى الدولي    وزير الصحة: متوسط عمر المصريين زاد 20 عاما منذ الستينيات.. وكل دولار ننفقه على الوقاية يوفر من 3 ل 7 دولارات    محمود حسن تريزيجيه: الانضباط والاحترام أساس تكوين شخصية لاعب الأهلي    عمرو أديب بعد حادث أحمد سعد: واخد عين.. حوادثنا قاتلة رغم الطفرة غير الطبيعية في الطرق    هل تشفي سورة الفاتحة من الأمراض؟.. داعية توضح| فيديو    مواقيت الصلاه اليوم السبت 15نوفمبر 2025 فى المنيا    الإفتاء: لا يجوز العدول عن الوعد بالبيع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من كان منكم بلا خطيئة؟

نحن لانحل ولانربط ابدا في انتظار توجيهات الرئيس او تدخل الرئيس شخصيا‏!.‏ مسئولية فاروق حسني في حادث سرقة لوحة زهرة الخشخاش مسئولية أدبية وسياسية لا أكثر‏. ليس هذا دفاعا عن فاروق حسني‏..‏ وليس هذا ضربا بالدف في زفة من راقصي التنورة مع كل خطوة يخطوها أو اطلالة حضارية يقدمها لمصر‏..‏
وليس هذا تبخيرا بالمباخر من حوله ومن فوقه ومن تحته عبقا زكيا نديا‏..‏ مباركا تعبيرا عن عرفان وتقدير واحترام‏.‏
ولسنا أبدا فريق حراسة بودي جارد من حوله‏.‏ ودرعا واقيا من رصاصات الهجوم الكاسح الذي تعرض له الرجل من ساعة اعلان سرقة لوحة زهرة الخشخاش‏..‏ كأنه وحش كاسر اقتحم ستر الظلام ومزق الشرف وقتل الضمير وقطع شجرة الحب وداس بقدميه علي مزامير الفن وناموس الابداع وحطم معبد الحضارة المصرية كله فوق رؤوسنا وكأنه شمشون الجبار الذي صاح صيحته الشهيرة‏:‏ علي وعلي أعدائي يارب‏!‏
لقد آمنت الآن وبصمت بالعشرة بعد هذه الحملة الشرسة ضد فاروق حسني الذي طالب البعض فيها برأسه قبل استقالته‏..‏ إن فريقا منا يريد جنازة يشبع فيها لطما وعويلا أكثر مما يريد فرحا نشبع فيه رقصا وشدوا وغناء وتنطيطا‏.‏
واننا أصبحنا نعشق دخول سرادقات العزاء‏..‏ بدلا من زيطة الأفراح وبهجة الليالي الملاح‏!‏
لقد عرفت ورافقت وعشت مع فاروق حسني عشرون سنة بحالها‏...‏ عرفته فنانا صادقا كل الصدق‏..‏ وعشت معه أحلامه التي حلمت بها معه وفي مقدمتها شارع المعز لدين الله الذي ولدت فيه القاهرة قبل ألف عام ويزيد‏..‏ وأصبح الآن شارعا للمشاه والسياح والذين يريدون أن يتعرفوا ويلمسوا ويعيشوا قصة القاهرة قبل ألف عام‏.‏
ولم أعرف في حياتي وزيرا حظي بحب الناس أكثر من فاروق حسني‏..‏ واذهبوا معه مرة وهو يتجول في شارع المعز لدين الله ليلا‏..‏ وكيف يلتف حوله قلوب الناس‏..‏ حتي أنه قال لي مرة‏:‏ هذا هو الوسام الحقيقي في حياتك‏..‏ حب الناس‏!‏
وقد تتساءلون‏:‏ من هو المسئول إذن عن سرقة لوحة زهرة الخشخاش لفان جوخ‏..‏ إذا لم يكن الوزير هو المسئول؟
وجوابي‏:‏ الوزير مسئول سياسي وتخطيطي عن سياسة وزارته واختيار الرجال الذين يقومون بهذه المهمة في كل مجالات عمل وزارته‏..‏
فالوزير لن يحمل معولا ويشارك د‏.‏ زاهي حواس لإكتشاف مقبرة كليوباترا في قلب الرمال المشتعلة‏..‏
وهو لن يمسك بندقية ويقف زنهار في متحف محمود خليل لحراسة لوحات الفنانين العظام أمثال فان جوخ وجوجان ورامبرانت‏..‏
وهو لن يمر بنفسه علي أجراس خطر كل المتاحف واحدا بعد الآخر ولا علي كاميرات المراقبة‏..‏
ولكن تلك مسئولية المدير التنفيذي المسئول عن حماية المتاحف‏!‏
وهو لن يتخفي في زي حوذي حنطور أو كمساري ترماي‏..‏ لكي يتصيد أي خطأ للصديق محمد غنيم وهو يدير دفة العمل في أعظم متحف مصري اسمه المتحف الكبير‏..‏
ولن يرتدي بدلة مدرس في مدرسة أبو طشت الاعدادية لكي يضبط من يمسك بيديه أو حتي ينظر بعين رضية لقناع توت عنخ آمون في متحف الآثار في التحرير‏..‏ أو يفقش بيضة عندا وجهلا في عجينة ترميم رأس تمثال الملكة تي في متحف الحضارة في مصر عتيقة‏!‏
رب الدار هنا أيها السادة كما تعلمنا مسئول حقا ويقينا عن رعيته وأهل داره‏..‏ ولكنه لن يمنع أبدا أحدا منهم من الإنحراف والتردي والسقوط في بئر الجريمة‏..‏
لقد قال لي فاروق حسني أنه وفر كل شيء لرجاله المال والخطط وبقي أن يعملوا ويؤدوا واجبهم علي أكمل وجه‏..‏
مسئولية فاروق حسني في حادث سرقة لوحة زهرة الخشخاش مسئولية أدبية وإشرافية وتخطيطية وسياسية بالدرجة الأولي‏..‏
قد نلومه علي اختيار رجاله أو تدبير أموال لازمة‏..‏ ولكن لن نتهمه أبدا بأنه الذي تسبب في سرقة لوحة زهرة الخشخاش ؟
لقد أمضيت مع وزير الثقافة أربع ساعات كاملة ونحن نطوف بأغلي ما تملكه مصر من آثار اسلامية في الشارع الذي خرجت فيه القاهرة إلي الدنيا قبل ما يزيد علي الف عام‏..‏ بعد صدمة سرقة اللوحة اللغز‏..‏
أيها السادة وكعادتنا‏..‏ نحن لانحل ولانربط ابدا في انتظار توجيهات الرئيس او تدخل الرئيس شخصيا‏!‏
أيها السادة لو اننا طالبنا برؤوس وزرائنا بعد أي خطأ أو اهمال يحدث في وزاراتهم‏..‏ونحن كلنا نركب قطار الفساد وغيبة الضمير والطناش الجماعي‏.‏ لاصبح نصف مجلس وزرائنا الموقر بعد سنة واحدة لا أكثر‏..‏ بلا رؤوس‏..‏
وآسف لهذا التعبير‏.‏
‏...............‏
‏...............‏
قبل تسعة عشر عاما بالضبط نزلت مع الفنان فاروق حسني وكان وقتها يمضي أولي سنواته علي كرسي وزير الثقافة‏..‏ ومشينا في الشارع الذي ولدت فيه القاهرة قبل نحو ألف عام والذي اسمه شارع المعز لدين الله‏..‏ وكان مزدحما فوق طاقته بالبشر والتراب والعرق‏..‏ والعربات والمحلات والمتاجر والناس والسواح‏..‏ كأنه سوق في شارع أو شارع في سوق‏..‏ يدفعنا المارة وندفعهم وتحتك بنا عربات الكارو‏..‏
مولد وصاحبه غايب‏..‏
ونظر فاروق حسني إلي الأفق البعيد بعينين فيهما الحنين والإصرار معا وقال لي‏:‏
شوف يا عم عزت‏..‏ حلمي الأول الآن أن يتحول هذا الشارع الذي يحكي تاريخ القاهرة في ألف عام‏-‏ إلي شارع للمارة فقط‏..‏ نمشي فيه ونتفرج ومعنا الدنيا كلها عل يالجوامع والمدارس المذهبية والبيمارستانات والأسبلة والحمامات والبيوت الأثرية والأسواق والمقاهي والمحلات والمطاعم ومعنا السياح من جميع أنحاء العالم‏..‏
بعد تسعة عشر عاما من الجلوس علي كرسي وزير الثقافة تحقق الحلم الفنان فاروق حسني‏.‏
نحن الآن في شارع المعز‏..‏ الشارع الحلم‏..‏
ركبنا عربة كهربائية‏..‏ انطلقت بنا ذات غروب تتمخطر ببطء عاشق لم تظهر عيني معشوقته من خصاص شباكها الأرابيسك بعد‏..‏
قلت للوزير الحالم‏:‏ ها هو حلمك قد تحقق‏..‏ وها أنت تمشي في شارع بلا عربات بلا ضجيج بلا تلوث‏!‏
قال‏:‏ هذا صحيح‏..‏ ولكن في البداية كانت هناك عقبات ضخمة جدا جدا قابلتني وكانت تقف حائلا بيني وبين تحقيق أحلامي بالنسبة لهذا الشارع‏..‏
قلت‏:‏ يعني لسه فاضل حاجة؟
قال‏:‏ ما زال حلمي الكبير في الشارع لم يكتمل بعد‏..‏ الحلم الذي في خيالي لم يتحقق كله‏.‏
لقد تم تنفيذ حوالي‏70%‏ وتبقي‏30%‏ أنا أعتبرها أهم بكثير جدا جدا مما تم تنفيذه‏.‏
قلت‏:‏ هل تقصد الجانب الآخر الممتد للشارع؟
قال‏:‏ لا أبدا‏..‏ أعني بالنسبة لهذا الشارع نفسه‏..‏ المحلات الموجودة هنا والتي يعيش فيها أصحاب الحرف المختلفة‏..‏ أريد أن أطور منهم ومن واقعهم‏..‏ أريد أن أنشط الشارع وأنميه‏..‏ أتمني أن يتم اكتشاف الشارع من جديد‏..‏ أن يصبح مكانا سياحيا يستطيع هؤلاء الناس أن يكسبوا فيه ويربحوا‏..‏ وأن يتمتع السياح بالمجيء إلي هنا‏..‏ يجلسون تحت الشماسي في الكافيتريات والمقاهي والمطاعم‏..‏ فهذا الشارع حقا غني وثري ويمكن أن يحقق لمصر وللناس هنا مكاسب أكبر بكثير‏..‏
يعلق فاروق حسني قائلا‏:‏ هذه هي عظمة مصر‏..‏ لمسة الإبداع وتوقد العبقرية‏.‏
هذه هي مصر‏..‏ عظيمة في كل زمان‏..‏ عظمتها في مصر الفرعونية‏..‏ وفي مصر الإسلامية‏..‏ فهنا عمارة عمرها ما يقرب من الألف عام‏..‏ لكل أثر جماله فأنت حينما تقف هنا تجد نفسك في حضرة جمال من نوع آخر‏..‏ القبطي أيضا جمال من نوع خاص‏..‏ وهكذا‏..‏
فهي كلها امتداد لتاريخ مصر وعظمة مصر‏.‏
قلت لوزير الثقافة‏:‏ الدنيا كلها تتحدث عن سرقة لوحة زهرة الخشخاش‏..‏ ازاي بس لوحة لا تقدر بثمن يسرقونها من متحف محمود خليل‏..‏ واتضح أن كل كاميرات المراقبة معطلة وبدون أجراس إنذار‏.‏؟
قال‏:‏ هذا عمل مشين ويدل علي إهمال فظيع‏..‏ وقد دخل المتهمون بهذا التسيب وهذا الإهمال الحبس رهن التحقيق‏!‏
قلت‏:‏ لقد قالوا إن كاميرات المراقبة كانت معطلة وكذلك أجراس الإنذار‏..‏
قال‏:‏ ولماذا لم يبلغوا عنها؟
قلت‏:‏ لقد قالوا في التحقيق إنهم بلغوا ولم يستمع إليهم أحد‏!‏
قال‏:‏ يجوا علي مكتبي من غير ميعاد ويزقوا الباب برجليهم ويبلغوني بالأمر كله‏!‏
قلت‏:‏ يعني هناك تقصير وهناك عقاب‏..‏ ولكن لابد أن تعود اللوحة بأي ثمن وبأي طريقة‏!‏
قال‏:‏ اللوحة لم تخرج من مصر‏!‏
قلت‏:‏ إزاي؟
قال‏:‏ في تصوري أن من سرقها سوف يخفيها لفترة قد تطول وقد تقصر حتي تهدأ الأمور وتنام العيون وتتوقف العاصفة‏,‏ ثم يتصرفون فيها بتهريبها بطريقة أو بأخري إلي الخارج‏.‏
قلت‏:‏ هل يمكن أن يشتريها أي متحف محترم أو أن تعرض في أي من المزادات العالمية للوحات؟
قال‏:‏ لا يمكن وإذا عرضت فسوف نحصل عليها فورا بعد أن أبلغنا الإنتربول الدولي الذي سوف يعيدها إلي مكانها في متحف محمود خليل‏.‏
قلت‏:‏ وبعد ذلك‏.‏
قال‏:‏ الآن نحن بسبيل إنشاء غرفة تحكم مركزي للمراقبة تجمع كل متاحف مصر‏..‏ وأعد كل مصري أنه لن يتكرر بعد اليوم سرقة لوحة فنية أو تمثال من متاحفنا في مصر‏!‏
‏.................‏
‏.................‏
قلت لوزير ثقافة البلد الذي أهدي العالم كله كتابه في الفن والأدب والتنوير قبل الزمان بزمان‏:‏ أين ذهب جيل العمالقة طه حسين والحكيم وعبد الوهاب وأم كلثوم وسيف وانلي وأحمد شوقثي ويوسف وهبي وسيد درويش؟
يقول فاروق حسني‏:‏ كل فترة في الحياة لها ظروفها وطبيعتها وهي تأخذ سمات العصر الذي توجد فيه‏..‏ فلا تقل لي أنني أحاكي الماضي‏..‏ الناس الذين لا يملكون رؤية للمستقبل‏..‏ ولا يملكون أحلاما للغد‏..‏ هم الذين يكونون ضد كل ما هو موجود في الحاضر وهم أنفسهم الذين ينادون بالعودة للوراء‏.‏
قلت‏:‏ إنني أنظر حولي لا أري إلا غثاء السيل؟
قال‏:‏ أريد من الناس أن تطمئن فهناك شباب كثير جدا في كل مناحي الثقافة سواء في الأدب أو الشعر أو الفن التشكيلي أو الموسيقي أو المسرح أو السينما‏..‏ الشباب منطلق انطلاقة كبيرة وهائلة ومبشرة‏..‏ هذه الأسماء التي ستصبح غدا كبيرة جدا‏..‏ فنحن في مفصل زمني وننتظر ولادة هذا الجيل الجديد‏.‏
قلت‏:‏ ولكن هناك فجوة كبيرة جدا ما بين جيل أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد وعبد الحليم ثم فجأة تأتي فترة ركود كبيرة جدا ولم يخرج إلينا حتي الآن من يمكنه أن يكون مثلهم أو حتي من الممكن أن يكون قريبا منهم‏..‏ مصر ولادة نعم‏..‏ ولكن لماذا لا تجد مثلهم أو حتي قريبا منهم بيننا الآن؟
بعد لحظات تفكير أجاب فاروق حسني قائلا‏:‏ منذ أيام رفاعة الطهطاوي والمقريزي والجبرتي وابن سينا بين هؤلاء الناس وبين طه حسين وتوفيق الحكيم كم من الزمان قد مر؟
رددت عليه قائلا‏:‏ فارق كبير طبعا‏!‏
قال الوزير‏:‏ إذن الطفرات تأتي من الزمان وليس من حق أحد أن يطالب بها‏.‏
وإنني أري أن القمم تظل قمما في حد ذاتها‏..‏ يعني لا تقل لي أريد أم كلثوم ثانية‏..‏ أو أريد طه حسين ثاني‏..‏ القمم لا تتكرر‏..‏ بل يضاف إليها‏..‏
وإذا لم يأتي فسوف تجد إبداعا من نوع جديد‏..‏ هذا النوع الجديد ينبغي أن يكون مختلفا ومتميزا وإلا سيكون تكرارا لما سبقه‏..‏ وبهذا لن نجد بين أيدينا إبداعا أبدا‏.‏
كل شيء يا عزيزي يتغير حتي الفلسفة تتغير‏..‏ ففي كل فترة لها الفلاسفة الذين يقودون المجتمع مثل سارتر وفرانسوا ساجان وسيمون دي بوفوار وغيرهم‏..‏ فكل فترة من الفترات لها طفرة جديدة‏..‏ فمثلا حينما نتحدث عن سارتر نتحدث عن الفلسفة الوجودية التي لم تكن موجودة من قبل‏.‏
حينما تجد شيئا جديدا فأنت تتحدث عن طفرة‏..‏ ألم يغير بيكاسو‏..‏ سترافنسكي‏..‏ كل واحد كان يأتي بشيء جديد‏..‏ الآن ستجد الموسيقي المودرن جدا مثل بيتراسي لها طابع خاص طابع تجريدي‏..‏ إذن يجب احترام إبداعات كل عصر علي حدة‏!‏
قلت‏:‏ إذن أنت تنتظر طفرة؟
قال‏:‏ بالفعل هناك طفرات والشباب الموجود الآن ستخرج منه طفرات قادمة‏..‏ فالشباب الآن لديه أفكار جديدة‏..‏ وأنا مستبشر خيرا لأن هناك جيش من شباب المبدعين في كل المجالات‏.‏
أسأل‏:‏ هل هناك حقا دور للمثقفين‏..‏ أم أن دورهم قد تضاءل الآن؟ أم أنه موجود ونحن لا نشعر به؟
قال‏:‏ أولا دور المثقف هو أن ينتج ثقافة‏..‏ إذا أردت منه أن يكون له دور سياسي فهذا شيء آخر‏..‏ ولكن كل مثقف ينتج ثقافة فهو محرك للمجتمع فكريا وإنسانيا‏..‏ فهو يكتب ويبدع ويؤثر في المجتمع بوجوده حتي ولو بدون كلام‏.‏
نعود نسأل‏:‏ من الذي يمكن أن يحل يا تري محل الذين رحلوا من العمالقة؟
قال‏:‏ جيل الشباب الآن‏..‏ تماما مثلما كان جيل العمالقة وهم صغار‏..‏ مثلما كان عبد القادر القط وهو صغير‏..‏ مثلما كان طه حسين وهو صغير‏..‏ مثلما كان العقاد وهو صغير‏..‏
‏..............‏
‏.............‏
نسأل‏:‏ إذا وضعنا في حسابنا ما يجري من تهويد للقدس الآن هل كان الوضع سيختلف لو كنت في مقعد رئيس اليونسكو الآن؟
قال‏:‏ طبعا كان من اللازم أن يكون لي موقف‏..‏ وبالطبع هذا الموقف كان سيكون غير مرغوب فيه‏..‏
قلت‏:‏ هل كان هذا الموقف سيكون لصالح العرب أم كنت ستلتزم بدبلوماسية الموقع الذي أنت فيه؟ بعد لحظات من التفكير العميق قال‏:‏ دعني أقول لك شيئا مهما مدير المنظمة لا يجب أن يكون مطلق الرأي‏..‏ بل هو من الممكن أن يوجه الآراء الموجودة ويحفزها بشكل يدعو للقلق الفعلي‏..‏ ليس مجرد كلام‏..‏ بل والمطالبة الأكيدة بإحداث تغيير في الأمر‏..‏ فهناك منطق ولابد أن يظهر منطقك في هذه الساعة‏..‏ أقصد في هذه الأزمة وإن لم يستمع إليك أحد‏..‏ فلابد أن يظهر صوتك‏..‏ لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس‏..‏ عليك أن تتحدث عن الحقائق التاريخية‏..‏ وهي وحدها التي يجب أن تقول للجميع مالنا وما علينا‏..‏ ماذا لدينا وماذا لديهم‏..‏ اليهود والعرب‏..‏ ماذا لهم وماذا عليهم؟
قلت‏:‏ وأنا أضغط علي مخارج الكلمات‏:‏ هل كان الوضع حقا سيكون مختلفا؟
قال‏:‏ لكوني عربي ومسلم كان بالضرورة سيكون لي إلتزام أخلاقي وإنساني تجاه الحق‏..‏ فالحق وحده والتاريخ هو الذي يحدد ما لكل طرف‏..‏ هناك تاريخ للمنطقة والتاريخ يجب احترامه‏..‏ ما للمسلمين‏..‏ وما لليهود وما للعرب‏..‏ وهذا التاريخ لا ينبغي أن يجور جزء منه علي جزء آخر‏..‏ لا ينبغي الجور علي أحد‏..‏ التاريخ يحترم بحذافيره‏..‏ واضح ولاموش واضح؟
قلت‏:‏ من غير زعيق واضح ولكن دعني أسألك سؤلا يتردد الكثيرون في طرحه هل اختفي الدور الريادي لمصر حقا في المنطقة؟
قال بنبرة أسي‏:‏ لماذا نشعر دائما أن الآخرين ينظرون لمصر نظرة دونية‏..‏ إنني أري أن هذا الكلام غير صحيح علي الإطلاق‏..‏ فأنا أري الجميع يحترمون مصر‏..‏ طبعا هناك تنافس ولكن وهذا التنافس شيء جيد في حد ذاته‏..‏ أن يكون هناك شيء كويس يريد الإنسان أن ينافسه‏..‏ الناس كلها تريد أن تمسك الشمس‏..‏ تريد أن تصل إليها ولكن لا أحد يصل إليها‏..‏ وهذا شيء رائع أن تكون أنت الشمس التي يريد الجميع أن يصلوا إليها وأنت الشمس التي تنير وتضيء‏..‏ الكل يريد أن يدانيها ولكن هذا لا يضايقني أبدا‏..‏ يا عزيزي أن ثقافة مصر حسبة كبيرة جدا‏..‏ مصر لا تقارن بالمنطقة‏..‏
مصر تقارن بالدول العظمي ثقافيا وحضاريا‏..‏ مصر كحضارة لدينا عشرات المتاحف والمكتبات ودار الكتب والأهرامات والمعابد وأوبرا القاهرة والتراث المتنوع الفرعوني والقبطي والإسلامي‏..‏حرام حقا أن ننظر حولنا لنقول أن هؤلاء الناس يريدون أخذ دورنا‏..‏ لماذا نتضايق إن جروا نحونا‏..‏ من المفروض أن هذا يسعدك لأن الناس تريد أن تصل إليك أنت الشمعة‏..‏ أنت المصباح فلماذا تحرم الآخرين من نورك؟
قلت طيب هذا شيء جميل ولكن‏:‏ لماذا لم يعد الناس يهتمون بالثقافة هذه الأيام‏..‏ مفيش حد بيقرأ‏..‏ محدش بيشتري كتب‏..‏ علي أيامنا كان الواحد منا يقرأ كتابا علي الأقل في الأسبوع أين هذا الآن؟
قال‏:‏ أنت تري معي أن حرم الرئيس قامت بعمل مشروع حضاري رائع هو الثقافة للجميع ومكتبة الأسرة وكل هذا من أجل مساعدة المبدعين في المجتمع أن يجدوا أنفسهم أمام مصادر المعرفة‏..‏ فحينما يكون عندك مكتبات وكتب سيكون الأمر أسهل‏..‏ وأنا حينما أنظر إلي هذه التلال من الكتب أتساءل أين دور الأسرة ودور المجتمع ودور الأم ودور الأب ودور المدرسة هنا؟
قلت‏:‏ يا سيدي الفاضل المدرسة الآن‏..‏ لم يعد لدينا مدرسة بالمعني الحقيقي للمدرسة أيامنا كان المدرس محترما كرسول‏..‏ كأنه إله‏..‏ لقد تحول الآن إلي قزم أو ملقن أو كمالة عدد؟
قال‏:‏ الكثرة تغلب الشجاعة‏..‏ طوفان المجتمع‏..‏ إنه حقا طوفان علي المدرس وعلي المدارس‏..‏ وأنت تخنق المدرس‏..‏ ولم يعد هناك تميز‏..‏ كان هناك تنافس بين التلاميذ وبين المدرسين وبين المدارس‏..‏ التنافس هو الذي يخلق التميز بين الأساتذة والطلبة والمدارس عليك أن تقوم بعمل مشروع تنافسي وتقوم بعمعل دراسة لهذا المشروع‏.‏
عندك ملايين التلاميذ‏:‏ اعمل زي الفراعنة مدرسة الحياة‏..‏ ما هي مدرسة الحياة؟
يرد علي نفسه‏:‏ مدرسة الحياة هي مدرسة علي مساحة أربعة أو خمسة أفدنة وتختار فيها التلميذ الذي ستحتاجه ليدير شيئا ما بعد خمسة وعشرين سنة‏.‏ فأنت تحسب العدد الذي ستحتاجه الدولة بعد ذلك‏..‏ وتفكر في المدارس التخصصية‏..‏ عليك أن تجد متخصصين علي مستوي عالي وتعده‏.‏ وهكذا كان أجدادنا يفكرون ويصنعون أجيالا للمستقبل‏..‏ أما نحن
فقلت مقاطعا‏:‏ عليه العوض ومنه العوض‏!‏
قلت له متسائلا‏:‏ هل تعتقد أن الظروف الاقتصادية هي السبب الذي يجعل الناس غير قادرة علي القراءة وأن تشعر بالفن وأن تتذوقه إلي جانب رغيف العيش؟
قال بحزم‏:‏ لا ليس لها علاقة‏..‏
قلت‏:‏ كيف أسمع موسيقي وأنا جائع؟
كيف أقرأ كتابا وأنا بلا وظيفة؟
قال‏:‏ الفقر ليس له علاقة بالإبداع‏..‏ ولعل الكثير من العلماء والمبدعين كانوا فقراء وفي غاية الفقر ومع ذلك أبدعوا وقدموا أشياء عظيمة للإنسانية‏..‏ الفن طاقة بداخل الإنسان‏..‏ إيقاع بداخله لابد أن يخرج؟
أسأله‏:‏ هل حقا ستقوم بنقل السيرك القومي إلي مدينة‏6‏ أكتوبر؟
قال‏:‏ نعم‏..‏ هو قرار وحلم‏.‏
سألته‏:‏ وحديقة الحيوان هل هي الأخري ستنتقل إلي‏6‏ أكتوبر؟
قال‏:‏ لا وقد سجلناها أثر‏.‏
أسأل الوزير‏:‏ هل تعتقد أن هناك أمل في عودة رأس نفرتاري؟
قال‏:‏ إنني أتمني أن تأتي ولكن في اعتقادي ليس هناك أدني فرصة في أن تأتي‏..‏
قلت له‏:‏ ولكنهم سرقوها؟
قال‏:‏ سرقوها قبل سنة‏1972‏ أي قبل المعاهدة‏..‏
‏..............‏
‏.............‏
قلت له‏:‏ هذه التكنولوجيا التي اسمها تكنولوجيا المتاحف نحن نعرفها؟
أجاب‏:‏ طبعا‏..‏ كل ما هو متصل بالتقدم والتكنولوجيا لابد أن تفكر فيه‏..‏ لا تفكر في شيء أنت تعيشه الآن‏..‏ فعليك أن تعبر الزمن‏..‏ الأمر بحاجة إلي شخص يثب علي الزمن يجب أن تتمرن أن تثب علي الزمن‏..‏ هل تمرنت أنت أن تثب علي الزمن؟
قلت‏:‏ أنا أثب بخيالي علي الزمن عندما أركب مركبة الزمن وأعود بها إلي عصر الأجداد العظام‏!..‏
يسرح الوزير بعيون الفنان إلي الأفق البعيد وكأنه يعيش حلما عظيما وهو يقول‏:‏
إذا أتممت متحف الحضارة والمتحف الكبير‏..‏ ساعتها سوف أشعر بقدر من الراحة وأعرف وقتها بأن الحلم يتحقق‏..‏ ولست أضمن هل سأبقي أم لا ولكن أتمني أن أحقق أثناء وجودي أكبر قدر ممكن من الحلم‏.‏
قلت‏:‏ حدثنا إذن عن واحد من أحلامك اسمه متحف الحضارة؟
قال‏:‏ متحف الحضارة هذا‏..‏ أنا كنت معزوم علي إفطار من وزير الداخلية في منطقة الفسطاط‏..‏ وأنا سكندري أصلا‏..‏ وأنا أتناول الإفطار رأيت بحيرة وبجوارها شوية حاجات كده‏..‏ قمامة يعني فسألتهم‏:‏ ما هذه البحيرة؟
فقالوا لي‏:‏ إنها بحيرة عين الصيرة‏.‏
بعد الإفطار نزلت من السيارة وتجولت حول البحيرة‏..‏ وهناك قفز إلي ذهني أول تصور لمتحف الحضارة وكان المفروض أن مكانه كان في مكان دار الأوبرا‏,‏ ولكن أقيمت الأوبرا‏..‏ فقالوا ننقله خلف الأوبرا فقلت لا يمكن إطلاقا‏.‏
وظل في ذهني هذا التصور حتي وجدت هذه الأرض‏..‏ اتصلت بالمحافظ وقلت له أنني أريد هذه الأرض الخربة التي تحولت إلي مقلب القمامة؟
فقال لي‏:‏ أهلا وسهلا
وطلبت عمل دراسة أولية للمشروع ليكون علي مساحة‏25‏ فدانا‏..‏ وعيني علي البحيرة لأن هذه البحيرة مهمة جدا بالنسبة لي‏..‏ ثم إن هذا المتحف قريب من الكنيسة المعلقة وجامع عمرو والمتحف القبطي‏..‏ كل هذه الشموع المضيئة كانت في ذهني ومع اليونسكو استعدنا بعض الرسوم ومع كل بيروقراطية الحكومة إلا أننا لم نكن نتوقع أن هذا المكان سيتحول إلي كل هذا البهاء والعمارة الضخمة وأحلم أن تتحول هذه المنطقة كلها إلي رئة تنفس داخل القاهرة‏..‏ وأنا أعتقد أن مشروعا اقتصاديا يدر ربحا كي أستطيع أن أنفذ الباقي‏..‏ وأتمني أن يكون هذا المكان هو المركز الثقافي التجاري الجديد للقاهرة‏..‏ ويكون هناك ساحة انتظار ضخمة للقاهرة‏..‏ ويكون هناك أماكن للترويح والمطاعم‏..‏ فالمركز التجاري سيحمي الحديقة والبحيرة والمتحف حتي لا يكون سلوك الناس من رنجة وفسيخ وخلافه‏.‏
قلت له‏:‏ إذن حلمك هو المتحف الكبير ومتحف الحضارة؟
قال‏:‏ بجوارهم حلم صغير هو المتحف الموجود في ميدان التحرير أن يصبح متحفا لروائع الفن‏.‏
سألناه‏:‏ لو جئنا برأس نفرتيتي أين سنضعها؟
أجاب‏:‏ المتحف الكبير به مكان لأي رأس في يكون كله ولاسيما رءوس كل الملكات العظيمات‏.‏
يضحك الوزير وأضحك أنا وكل من يسمع الحوار داخل صحن مجموعة السلطان قلاوون‏.‏
سألناه‏:‏ بعدما خسرت معركتك في اليونسكو‏..‏ ما الذي كان يدور في ذهنك؟
رد قائلا‏:‏ كانت الفترة التي قضيتها في دراسة هذه المنظمة وعمل برنامج قوي غير مسبوق‏..‏ طبعا لم يكن في رأسي أنجح أم لا أنجح‏..‏ أرجع أم لا أرجع‏..‏ لأن الأمر ليس مسألة شخص باحث عن وظيفة وإنما شخص لديه هدف وحلم‏..‏
ودعني أقول لك شيئا قد تستغربه‏..‏ إنني أنظر إلي نفسي كشخص انتصر‏..‏ حالو بجد وبإيمان والمحاولة في حد ذاتها انتصار من نوع خاص فأنا حقا لم أحصل علي المنصب لكنني انتصرت علي الصهيونية العالمية‏..‏ فقد هددتهم تهديدا عظيما جدا هز عرشهم‏!‏
‏...................‏
‏..................‏
قبل أن امضي شد علي يدي قائلا‏:‏ تأكد ان لوحة فان جوخ سوف تعود‏..‏ متي ؟‏..‏ لا احد يعرف‏..‏ ولكنها ستعود كما عادت من قبل عندما سرقت في السبعينات من القرن الماضي‏.‏
ايها السادة‏..‏ لا احد معصوم من الخطأ والذي يعمل هو الذي يخطئ‏.‏
وفي يقيني ان فاروق حسني لا يتحمل المسئولية المباشرة لضياع زهرة الخشخاش‏..‏ التي لم تخرج من مصر بعد‏..‏ واذا خرجت فانها ستعود حتما‏.‏
أيها الساذة من كان منكم بلا خطيئة‏..‏ فليرمي فاروق حسني بحجر؟‏{‏

[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.