يوم مميز بين أيام الأسبوع.. تميزه صلاة الجمعة ولقاءات الإيمان فى هذا اليوم الكريم حيث الآباء والأولاد والأجداد والجيران تجمعهم صلاة الجمعة.. وسلامات وتحيات وحوارات حول المعانى الجميلة التى جاءت فى خطبة الجمعة.. أو حول تجاوزات الخطيب فى كذا أو كذا.. كما يحفل يوم الجمعة باللقاءات العائلية وغالبا ما تكون فى البيت الكبير حيث الأولاد ومعهم الأحفاد على ما لذ وطاب من صنع الجدات ويظهر التراحم والتواصل الذى أوصانا به الخالق سبحانه وتعالى فى أجلى صوره.. من السؤال عن عزيز غائب أو جار مريض أو إنسان يستحق التعاطف معه لظروفه.. إنه يوم كما قلت للراحة من عناء عمل ومسئوليات الأسبوع.. ولكن شاء إخواننا البعدا أن يجعلوه مميزا بروئيتهم هم.. رؤيتهم التى خاصموا بها الدنيا ونشروا بها الغل الأسود الذى امتلأت به قلوبهم.. حيث تقوم مسيرات وقوامها لايتعدى العشرات ومعهم أعلام القاعدة السوداء كقلوبهم ورابعة الصفراء كوجوههم وميكرفون يدعون فيه على أهل مصر.. اللهم خرب بيوتهم.. اللهم يتم أولادهم.. اللهم رمل نساءهم.. اللهم أحرمهم ولا تطعهم.. وكلام كثير أقل ما يوصف به أنه غل وحقد من بشر فقدوا إنسانيتهم وعقولهم هم ومن معهم يرددون يارب.. آمين.. هكذا حولوا يوم الجمعة .. حولوه ليوم السباب والدعاء على أهل مصر.. فمصر لا تعنيهم فى شىء.. ألم يقل مرشدهم السابق.. طظ فى مصر؟ يا سادة.. امنعوا التظاهرات والمسيرات فلقد تحولت إلى كل شىء.. عنف وخراب وسباب وكل شىء.. إلا أن تكون سلمية أو أن تكون فى صالح مصر. أطفال الشوارع محمد على زمان وضع تجربة أطفال الشوارع فى مصر. على أول قائمة انجازاته وبالطبع لم تكن المسألة قد وصلت إلى ما هى عليه الآن من أعداد مهولة.. ومن تكدس فى الشوارع وبين السيارات وتحت الكبارى. جمعهم «محمد على» وأقام لهم أماكن للإيواء بعيدا عن المدينة حيث يجرى إعدادهم إنسانيا .. وتعليميا ومهنيا حيث أهل الحرف الدقيقة والنادرة والتى من المهم ألا تنقرض.. دفع بهم لتعليم هذه الحرف.. ومن ينبغ منهم بعث به فى بعثات للخارج لمزيد من التعليم وللعودة لنفع مصر «محمد على» حافظ على تراث مصر وغسل وجه مصر من قبح الجهل والفقر والمرض.. من زمن فعل هذا.. فماذا نحن فاعلون أنشأنا مجلس للأمومة والطفولة وللسكان.. وقيل وقت إنشائه إن أطفال الشوارع على رأس أولوياته وجاءت المسئولة تلو الأخرى.. والموضوع داخل فى نشاطهم ولا حياة لمن تنادى.. لماذا؟ لأنه لا توجد محاسبة.. ولا كشف حساب .. ماذا فعلنا..؟ وهل نحن جادون فى علاج أى مشكلة؟ الإجابة بالتأكيد.. لا أحد يدرى.. فقط نحن أحسن من يقول ولا نفعل.. ونشاهد المشكلة ونتحسر ونقول «كلام خايب» ما تيجوا تشتغلوا أحسن من الجرى فى الشارع.. هل هذا هو الحل؟ تأخد بنت أو ولد.. صغيرا أو كبيرا ويشتغل فى البيت..؟ ويصبح كائنا بلا مستقبل ولا أهداف.. يملأ الخوف والذعر والحقد قلبه.. من أنت بالنسبة له؟ استبدل سلطة من قذفوا به إلى الشارع بسلطة أخرى هو أصلا رافض لها. الكلام يتوالى فى البرامج على الشاشات وفى الصحافة وفى كل وسائل الإعلام.. وناس بتلمع وهات يا صور بجوار هذه الوجوه البائسة وكام وجبة على كام هدية ونجوم هذه الاحتفاليات جمع من الرياضيين والفنانين وبالذات الفنانات.. وجمعيات الهوانم أيضا تكثر فيها الصور.. والجرائد وخاصة صفحات الاجتماعيات تتيح الفرصة لنشر هذه الصور.. آخرها وأطرفها معرض «أو سوق الهوانم» للأعمال الخيرية.. يا ناس.. الحسنة المستورة أبلغ وأقوى عند الله سبحانه وتعالى.. بعشرة أمثالها. جربوا وانتم ستكسبون. ونعود لأطفال الشوارع فهو موضوع حارق للقلوب. البنت أو الولد بجوار السيارة أو التاكسى فى إشارات المرور.. يوجعوا القلب.. ليه كدة؟ ليه نسيبهم كدة.. لماذا لا يكون هناك مشروع قومى يشارك فيه الجميع.. كل حسب موقعه وقدرته.. لماذا.. ؟ لماذا لا تقوم بحملة للعلاج ولنبدأ بسد المصدر الرئيسى لأطفال الشوارع والعشوائيات التى كثرت وملأت مصر بشكل يحتاج لتحرك سريع.. ويا خبراء علوم الاجتماع والاقتصاد والإسكان وكل من يستطيع أن يساهم بفكره فى العلاج.. قولوا كلمتكم .. ويا حكومة .. دعينا بوجودك وافعلى شيئا بسرعة.. فقد آن وقت دق ناقوس الخطر.. زحام الشوارع الذى ضاق به الناس ذرعا وليس له سبب فى العشرة أيام الأخيرة تلك .. هذا الزحام أبرز ظاهرة أطفال الشوارع بشكل خطير. أعلنوا موضوع «أطفال الشوارع» مشروعا قوميا من فضلكم. الإعلانات النهم والشره و«الفجعة» صفات مرذولة فى أى إنسان.. فما بالنا بأطفالنا ونحن من خلال الإعلانات التليفزيونية نربيهم على هذا السلوك؟ فمثلا الإعلان عن حلوى معينة أو شيكولاتة أو زبادى أو شبسى.. العيون تجحظ والأصوات تلهث من الرغبة فى الالتهام لتلك السلعة أو ذلك وطفل يدب أصابعه فى علبة الزبادى ويلعق منها.. شىء مقزز وطفل آخر منكوش الشعر بشكل منفر وفى يده قالب كامل من اللحم يقضم منه وهو أيضا من فرط اللذة جاحظ العينين وناهيكم عن الخبط والتكسير والانفجار من جراء تذوق الرجل لشريحة شيبسى.. هو ده كلام؟. هى الحياة التى نعيشها هذه الأيام ينقصها إثارة وتدمير وتكسير...؟ الرحمة يا أهل الإعلانات .. وبعض الرقابة يا أهل الشاشات نشر بالعدد 677 بتاريخ 2/12/2013