يثير اختيار مشايخ القبائل في سيناء عن طريق الأجهزة الأمنية جدلا واسعا في شمال سيناء، وبات منصب «الشيخ» مصحوبا بعدد من التحفظات يأخذها عليه أبناء القبائل منها أنه أصبح منصبا وظيفيا يخضع للإملاءات والتوجيهات الأمنية مقابل راتب يجعل الشيخ مجرد «مخبر» علي ابناء قبيلته وهو ما يتنافي مع العرف القبلي وما يربط بين أبناء قبائل سيناء من عادات وتقاليد. ولأنه في السابق كان شيوخ سيناء يتم اختيارهم بالتوافق بين العشائر المختلفة داخل القبيلة الواحدة فيما يتعلق بشيوخ العشائر داخل كل قبيلة ومن ثم بالتوافق لاختيار شيوخ القبائل في سيناء بموجب السمعة الحسنة والفطنة والخبرة بالقضاء العرفي الذي هو شريعة البادية فإن ما يثار حاليا حول المشايخ ووصفهم بأنهم «حكوميون» بات أمرا ملحا نحو طرح خيار اختيار المشايخ بالانتخاب من ابناء القبائل وليس بالتعيين من قبل الأجهزة الأمنية. وحول هذه القضية يقول خليل السواركة- منسق اللجنة الشعبية لحقوق المواطن في وسط سيناء ورفح والشيخ زويد إن شيوخ الحكومة ليست تقليعة خاصة بالنظام المصري الحالي بل مستوحاة منذ فترة قديمة عندما بدأت الدولة تنظيم علاقتها بالقبيلة ولكن النظام الحالي اساء أكبر اساءة لشيخ القبيلة وجرده من المفهوم الطبيعي لمكانته بين أفراد عشيرته والمعروف عن النظام الحالي أنه شمولي يسعي لاحتكار السلطة بكل وسيلة ممكنة وما ينطوي علي باقي شرائح المجتمع ينطوي علي ابناء القبائل. ويشير السواركة إلي أن النظام حاول تجنيد الشيوخ والوجهاء لخدمة استمراره في الحكم مما أدي لفقدان الشيخ لمكانته بين أفراد عشيرته واصبح الشيخ لا يحل ولا يربط مما أدي لظهور زعامات بديلة يتلف حولها، والجدير بالذكر أن هذه الزعامات حققت ما لايحققه شيوخ النظام حينما وقفت بحزم أمام النظام مما أدي لمحاولة النظام استيعاب البعض منهم لفترة معينة ولكن سرعان ما انفضت الشراكة وعاد الاحتقان بين النظام ورموز البدو الجدد الذين يعتبرهم النظام خارجين عن القانون ويهددهم بالاعتقالات وأحيانا التصفية وفي نفس الوقت يصر النظام علي التمسك بشيوخ لا حول ولاقوة لهم بخلاف ما كان سائدا من أن الدولة تسخر إمكانيات الشيخ لخدمتها وليس خدمة نظام سياسي معين. وعلي النظام أن يفصل بين أطماعه السياسية ومصلحة الدولة في علاقته مع شيوخ القبائل ويؤكد النائب سلامة الرقيعي عضو مجلس الشعب الذي ينتمي إلي قبيلة «الدواغرة» بمركز بئر العبد: أن غياب دور المشايخ والعقلاء من ابناء سيناء سيخلق فراغا أمنيا لأن هؤلاء يتم اختيارهم من العشائر لتأدية دور أساسي ولذلك تكون لديه القدرة علي لفظ أي جسم غريب كما أن لهم صلاحية لأن يشارك في تأمين السياج الأمني إذا اتيحت له الفرصة وذلك السبيل الوحيدة لامتصاص الأزمة.