يسعى مشايخ وعواقل البدو بشمال سيناء لاحتواء توتر قبلي بين قبيلتين ومنع تصاعده بعد مقتل سيدة بدوية في تبادل لإطلاق الرصاص بين أفراد من القبيلتين أمام مستشفى بالشيخ زويد حيث كانت تتردد عليها السيدة القتيلة لمتابعة حملها . وقالت مصادر أمنية وقبائلية أن هناك هدوءا حذر يسود المنطقة الآن بعد أن فرضت قوات الشرطة سيطرتها على المكان. وقال موسى الدلح أحد كبار عواقل قبيلة الترابين أن عدد من مشايخ سيناء يسعون الآن لإنهاء هذه الأزمة من خلال القضاء العرفي ، حيث يتم العمل على تحديد شخصية مطلقي الرصاص من القبيلة الأخرى.وأضاف أن المشاركين في القتل سيحاكمون عرفيا بقتل السيدة وطفلها.وتابع أن هناك مخاوف من عودة التوتر القبلي من جديد بشمال سيناء في أعقاب مقتل السيدة البدوية. وكان اشتباكا بالأسلحة الآلية قد وقع بين أفراد من القبلتين بسبب خلافات قديمة بينهما وتصادف مرور القتيلة بجوار المستشفى حيث أصيبت بطلق ناري في البطن من الجانب الأيسر ولقيت حتفها على الفور. وأضافت المصادر أن السيدة تدعى سليمة ح . ل . ( 30 عاما ) ، وهى من منطقة المنبطح مركز الحسنة بوسط سيناء وتنتمي إلى قبيلة الترابين.وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى العريش العام . ويوجد توتر مستمر تقريبا في شمال سيناء حيث يعيش حوالي 200 ألف بدوي بسبب ارتفاع معدل البطالة بين البدو. ويشكو السكان من حرمانهم من العمل في قطاعات السياحة والنفط الموجودة في شبه جزيرة سيناء التي تقع في الشمال الشرقي لمصر. ووضعت قبائل سيناء العام الماضي وثيقة يتم العمل بها في حالة وجود خلافات بين القبائل تضمنت أن يتم التعامل بالعرف والقواعد الثابتة ، ومن خلال الأطر المشروعة في القضايا الفرعية بين أبناء القبيلة أو القبائل الأخرى أو بين القبائل البدوية وعائلات الحضر وخاصة تلك القضايا التي لا تمس سيادة الدولة وتزيح العبء عن كاهل القضاء وتحتاج إلى حلول عاجلة . وأن يتم اختيار لجنة من عواقل ومشايخ القبيلة وأهل الأمانة والثقة للسعي بكافة الطرق القانونية والشرعية لحل كافة المشاكل العالقة والموجودة بشكل يرضى كافة الأطراف . وقال أن هذه الوثيقة تتضمن أيضا المحافظة على العلاقات الطيبة وحسن المعاملة والنقاش وحقوق الدولة في بسط نفوذها وفرض الأمن وسيادة القانون على الجميع وتجنب كل ما من شأنه إثارة النزاعات والخلافات القائمة في القبيلة أو التي فيما بينها وبين القبائل الأخرى دون أن يتخلى أحد عن مسئوليته أو الكبير عن دوره ووضع كافة الشروط والآليات التي تكفل تحقيق ذلك . وتسعى قبائل سيناء إلى إحياء دور شيخ القبيلة والقضاء العرفي من جديد في حل كافة المشكلات التي تحدث بين القبائل خاصة مع تزايد حدة الخلافات بين القبائل والتي تستخدم فيها الأسلحة الآلية وانتشار ظاهرة خطف السيارات ولجوء أجهزة الأمن إلى مشايخ البدو للقضاء على هذه الظواهر. وازداد دور مشايخ القبائل والقضاء العرفي بسيناء في الفترة الأخيرة مع رعاية وزارة الداخلية المحاكمات عرفية عقدت داخل خيام أقيمت بفناء مديرية امن شمال سيناء.