جاوز الظالمون المدي عندما قامت الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الغربية برفض والامتناع عن التصويت علي مشروع القرار الذي أعاد لشهداء غزة وفلسطين المحتلة منذ أكثر من 60 عاماً، وبصفة خاصة من حرب لبنان 2006 إلي حرب غزة 2008-2009، اعتبارهم. هم لن يعودوا إلينا ولأسرهم ولكن الأسر الضحايا شفي غليلها بهذا القرار الذي سيؤدي بالتأكيد يوما ما بمرتكبي جرائم الحرب في غزة التي هي جرائم ضد الإنسانية إلي المحكمة الجنائية الدولية طال أم قصر الزمن. الكل يري في أوباما المنقذ...إلا أن عمليات الإنقاذ للعالم تتوقف عند القضية الفلسطينية.. وقد سألت راجي صوراني نائب الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان والمدير التنفيذي للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، عما سيكون موقفه لوأن الولاياتالمتحدة امتنعت أو قالت لا للقرار... هل يستحق الرئيس أوباما جائزة نوبل التي سيحصل عليها يوم 10 ديسمبر القادم؟ حاول راجي أن يبتعد عن الرد المباشر...إلا أنه أكد أن كل من سيقف أمام تنفيذ القرار سوف يكون مشاركا في الجرم الذي ارتكب في غزة. الصحفي الكبير لويس جريس قال إنهم منحوا أوباما جائزة نوبل لاسكاته عن عمل أي شيء بالنسبة للقضية الفلسطينية، وقد عبر عن هذا الرأي في برنامج صباح الخير يا مصر في فقرة الصحافة وثاني يوم الإعلان عن حصول الرئيس أوباما علي جائزة نوبل. واتباع الولاياتالمتحدةالأمريكية وعدد أخر من الدول المنطق المغلوط بأنه من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها بأي وسيلة كانت سوف تؤدي إلي ترسيخ سياسة الكيل بمكيالين واللعب بمعايير حقوق الإنسان، وهو أمر جد خطير بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية علي الأخص لأنه وإن لم يؤد بالمساس بالمبادئ الأساسية لهذه الحقوق فإنه توجه بالتأكيد سوف يؤدي بالمساس بالمصالح الأمريكية في العالم.ومقولة إنه ما كان يجب أن يتبني مجلس حقوق الإنسان تقرير جولدستون لأنه نظر إلي الضحية والمعتدي بنفس المنظار، ربما يكون فيه شئ من الحقيقة، لأنه ما كان يجب أن يساوي التقرير بين الجلاد والضحية، ولكن هنا لابد من التنبيه إلي أنه تم التوصل إلي القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان قبيل ظاهرة الجماعات المسلحة غير التابعة لجيش نظامي ومن هنا إمكانية استخدام المنطق والحديث عن أن الفصائل الفلسطينية التي أطلقت الصواريخ علي إسرائيل كانت تهاجم في إطار استخدام كل الوسائل في غياب مفاوضات السلام من أجل ممارسة حق تقرير المصير. ولابد هنا من الترحيب بموقف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس وزراء المملكة المتحدة جوردون براون حين طلبا من إسرائيل بعد يوم واحد من اعتماد تقرير جولدستون القيام بتحقيق شفاف وكامل عن حرب غزة 27 ديسمبر 2008 - 18 يناير 2009. ولم تصوت كل من فرنسا والمملكة المتحدة علي القرار الذي تبني تقرير جولدستون. وقبل الختام علي أن أشيد بكل الفخر بالسفير المصري في جنيف هشام بدر الذي لعب دوراً جوهريا في عدم اللعب بالقرار حينما رفض إطالة المشاورات وتضييع الوقت قبل التصويت علي القرار وقال بكل اللطف والحسم وبشكل قاطع "أننا قبلنا 30 دقيقة لتعليق الجلسة وليس أكثر فلنذهب إلي التعامل مع مشروع القرار"...والكل يعرف النتيجة بعد ذلك.ومن الكلمات المأثورة التي طرحت في جلسة مجلس حقوق الإنسان الخاصة 1516 أكتوبر 2009 كلمات سفير دولة الكويت في جنيف ضرار عبد الرزاق رزوقي:" إن القاضي الجنوب إفريقي ريتشارد جولدستون قد عاش حقبة الفصل العنصري (الابارثيد) في بلاده قبل أن يسقط ذلك النظام، ومن يقرأ التقرير يتبين له أوجه التشابه ما بين معاناة الجنوب إفريقيين في ذلك الزمن وما يعانيه الفلسطينيون الآن علي يد الاحتلال الإسرائيلي".وكلمة السفير الفلسطيني د. إبراهيم خريشي قبل التصويت علي القرار حين أكد أن المسجد الأقصي- هذا المسجد المبارك-ليس ملكاً للشعب الفلسطيني فحسب بل للأمة الإسلامية جمعاء حاله حال باقي الأماكن الدينية المقدسة لدي المسيحيين في العالم.