رفض الدكتور سمير جعجع الرئيس التنفيذي لحزب القوات اللبنانية أن يكون «الشماعة» التي يعلق عليها الجميع أخطاءهم في الحرب الأهلية اللبنانية مؤكدًا أنه تعرض لظلم وتشويه لصورته أمام الرأي العام العربي.. وتناول السياسي اللبناني المخضرم جميع الأمور التي تعد حديث الساعة في لبنان بآراء واضحة وجريئة في لقاء ضم عددًا محدودًا من الصحفيين وضع خلاله النقاط فوق الحروف.. وجاءت تفاصيل اللقاء الذي كانت روزاليوسف أحد أطرافه علي النحو التالي: بدأ سمير جعجع حديثه بالتأكيد علي أن لبنان يمر في الوقت الراهن بظروف دقيقة، كما أن المنطقة تشهد مخاضًا عسيرًا. وقال إن حالة المخاض الذي تشهده المنطقة نتاج عدد من العوامل، ولبنان علي رأس الدول المعرضة لأن تصاب بشكل كبير بنتائجه. وأوضح أن جوهر تحركاته في المنطقة حاليًا هو محاولة إيجاد الطريقة المناسبة لتجنيب لبنان شظايا هذا المخاض والدفاع عنه في حال تعرضه لأي اعتداء خاصة من قبل إسرائيل. وقال إن مباحثاته مع المسئولين المصريين وعلي رأسهم الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان تركزت علي هذه الأمور تحديدًا. وأشار جعجع إلي أنه طرح خلال لقاءاته في القاهرة عددًا من الخطوات العملية لتجنيب لبنان المخاطر المحيطة به، لافتًا إلي وجود جزء كبير من المهمة يقع علي عاتق اللبنانيين أنفسهم علي رأس تلك المهمة عدم ترك لبنان ساحة مفتوحة لمن يريد التحرك أو يريد أن يبعث برسائل شمالاً أو يمينًا. ثقل سياسي كبير وقال جعجع: إنه فيما يتعلق بالسلطات المصرية وخاصة بالرئيس مبارك فمصر لديها ثقل سياسي كبير فليس هذا الثقل بخلاف ما يفكر البعض من أنه بالجيوش أو القوة العسكرية، فهناك ثقل بحكم تاريخ الدولة المصرية وبحكم وجودها وشعبها وثقافتها وحضارتها وكذلك بحكم استعراضها لعضلاتها في المفارق الرئيسية في تاريخنا الحديث. وشدد الرئيس التنفيذي لحزب القوات اللبنانية علي أن مصر تملك من الثقل ما يمكنها من التأثير في الاتجاهات كافة، فهي لديها تأثير علي الولاياتالمتحدة وأوروبا وكذلك دول المنطقة وحتي علي إسرائيل لديها نفوذ، وهو ما يدعونا إلي التوجه بشكل مباشر إلي الحكومة المصرية. وردا علي سؤال حول مدي وقوف مصر علي مسافة واحدة من جميع الفرقاء اللبنانيين، قال جعجع: نحن نري هذا الموقف أنه سليم وحكيم ويعبر عن فهم لكيفية تعاطي الدول مع بعضها البعض. وأضاف: إن هذا موقف يمثل رجال دولة ويبتعد كثيراً عما تعودناه من قبل البعض الآخر الذين يتدخلون في مجتمعات أخري، كما يحدث في العراق حالياً وكذلك في لبنان واليمن، بينما مصر تتعاطي بشكل واضح وصريح وعلني مع كل القوي اللبنانية. وحول ما يتعرض له الدور المصري من محاولات تشويه في الداخل اللبناني، طالب جعجع من يتحدث عن عدم قيام مصر بلعب دور متوازن في لبنان وانحياز لبعض القوي بأن يقدم الدليل علي ذلك. مصر والشرعية اللبنانية وقال: إن مصر مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية التي إن تعرضت لشيء فمصر بالتأكيد ستقف معها، فعلي سبيل المثال إذا قام حزب القوات اللبنانية بمهاجمة إدارة من إدارات الدولة اللبنانية فمصر بالتأكيد ستكون ضد القوات اللبنانية لأنها مع الشرعية والكيان الرسمي الذي يمثل كل الشعب اللبناني، خاصة أن لدي لبنان انتخابات فعلية تجري كل أربع سنوات ينشأ عنها مجلس نيابي يحدد ملامح السلطة وتفاصيلها من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وتشكيل هذه الحكومة. وأكمل: وبالتالي لدينا شعب ممثل بالكامل في الإدارة الرسمية للدولة وهذه الإدارة إذا تعرضت لشيء فإن مصر بالتأكيد ستقف إلي جانبها. ارفعوا أيديكم عن لبنان وأشار جعجع إلي محاولات البعض في بعض الأوقات اتهام مصر بالوقوف إلي جانب مجموعة «14 آذار» وقال: لماذا يتخيل البعض أن مصر تقف إلي جوار 14 آذار، ولأن مجموعة 14 آذار كانت مع الدولة وإعادة بنائها ولذلك كان من الطبيعي أن يكون التقاء في وجهات النظر بين مصر والمجموعة، فنظرة 14 آذار داخل لبنان أنه جاء الوقت بعد 30 عاماً من التسيب والفوضي أن تقوم دولة فعلية في لبنان، وهذا هو رأي مصر أيضاً منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات الذي قال «ارفعوا أيديكم عن لبنان ولتقم الدولة في لبنان». وأكد جعجع أن البعض يهاجم مصر بدون أسباب. ورداً علي سؤال حول ما يردده البعض داخل لبنان بأن استقبال مصر رئيس حزب القوات اللبنانية في الوقت الحالي هو محاولة لاثبات وجوده علي الساحة اللبنانية، قال جعجع «كنت أتمني أن يوجه هذا السؤال لأي مسئول مصري حتي يجيب عنه أفضل مني، لكن أود أن أؤكد أنني لست في حاجة لتأكيد أننا موجودون علي الساحة اللبنانية، فالانتخابات البلدية الأخيرة وقبلها الانتخابات النيابية تثبتان أن القوات اللبنانية موجودة كمرجعية». وأضاف «لا أتصور أن مصر تضع همها علي إحياء بعض الجثث الميتة في العالم العربي أو في بعض زواياه، ولا يوجد أي دولة تقوم بمثل هذا الأمر، مشيراً إلي أن استقبال الحكومة المصرية له يثبت أنه مازال له دور فاعل في الساحة السياسية اللبنانية. مصادرة اتفاق الطائف ورداً علي سؤال حول تحميله تبعات الحرب الأهلية اللبنانية، قال جعجع: «للأسف بدلاً من أن تنتهي الحرب الأهلية اللبنانية علي بياض، قام الإخوة السوريون بمصادرة اتفاق الطائف، وحولوه إلي ما ينفع مصالحهم، وفي سياق المصادرة اختيرت القوات اللبنانية من بين كل القوي اللبنانية الموجودة علي الساحة لمحاكمتها لأنها شاركت في الحرب، رغم أن هذا الأمر مناف لاتفاق الطائف، وقانون العفو العام الذي صدر علي أساس اتفاق الطائف، وهذا مناف لأبسط قواعد المنطق، فأنت إذا كنت تريد أن تقوم بمحاسبة للاطراف التي شاركت في الحرب، فيجب أن تجلس مع جميع الأطراف التي شاركت وليس أن تتنقي طرفاً واحداً منها وتحاكمه بشكل معتور وخبيث»، وأضاف جعجع «أود التأكيد أن ليست كل القضايا التي تم محاكمتي بسببها كانت حقيقية فليس هناك شك أننا شاركنا في الحرب اللبنانية وأننا أخطأنا في هذه الحرب، ولكن ليس لدي أدني شك كذلك أن تم إضافة الكثير من الوقائع التي لم تكن القوات اللبنانية لها يد فيها، وتم اتخاذ قرارات ظنية ضدنا، واتهمنا اتهامات ليست في محلها، وتم حل الحزب وادخلوني السجن طوال الفترة الماضية. وتابع «ليس من المصادفة أنه بعد تمكن السوريون من الوضع في لبنان تم اعتقالي، وبعد خروج القوات السورية من لبنان أفرج عني ليس بقانون عفو خاص، وإنما بقانون عفو عام وقع علي هذا القانون 100 نائب من أصل 128 نائبًا في البرلمان اللبناني». سوريا والفرقاء وعما إذا كان يري أنه تعرض لظلم ومحاولات تشويه لدي الرأي العام العربي واللبناني، قال جعجع «نعم للاسف، والسبب في ذلك أنه خيل للإخوان السوريين في مرحلة من المراحل بداية التسعينيات أن كل الفرقاء اللبنانيين ساروا علي اللعبة التي رسمتها سوريا في ذلك الوقت، وليس كما رسمها اتفاق الطائف وأنه لا توجد غير القوات اللبنانية هي التي تعارض فقط، ومن هنا فكروا في إزاحة الفريق المعارض، وفي نفس الوقت اعطاء رسائل للآخرين بأن أي شخص سيعاند سيتم التعامل معه مثلما تعاملوا مع فريق بحجم القوات اللبنانية. وحول عدم تمكن مجموعة 14 آذار من تشكيل الحكومة الأخيرة إلا بضوء أخضر سوري رغم امتلاكهم للأغلبية النيابية قال جعجع «ليس الأمر هكذا فقد كان من الممكن أن تتشكل حكومة سعد الحريري مثلما تشكلت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأولي علي إثر انتخابات 2005 والتي كانت حكومة أكثرية أكثر من الحكومة الحالية لكنها لم تدم كثيراً بمعني أن الوضع لم يظل كثيراً مستقرًا وعندما جاء سعد الحريري رغب أن يقوم بتجربة جديدة وكنا نحن معه فيها وهي أن نشكل حكومة أقل أكثرية من حكومة 2005 مقابل أن نحصل علي مزيد من الاستقرار ثم نري كيف تسير الأمور وهذا ما حدث بالفعل وحصلنا علي مزيد من الاستقرار بحكومة أقل أكثرية». وأوضح جعجع «صحيح أن الحكومة الحالية ليست حكومة أكثرية لكنها بالتأكيد ليست حكومة أقلية». ملفات عالقة وحول صحة ما تردد من أنباء عن طلبه من رئيس الوزراء القطري التوسط بينه وبين سوريا قال جعجع «هذا الأمر غير صحيح وقمنا بنفي هذه الأنباء في حينها كما لم نوفد أي عضو من الحزب إلي دمشق للالتقاء بالمسئولين السوريين كما تردد» مشيراً إلي أن اللقاء الذي جمعه بالشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر أثناء زيارته الأخيرة لبيروت تم خلاله التباحث حول الوضع اللبناني بصفة عامة ولم نقترب من قريب أو بعيد لأي شيء اسمه الوساطة بيني وبين سوريا. وأكد جعجع أنه لا توجد بينه وبين دمشق أية مشاكل وإنما هناك مجموعة ملفات عالقة بين بيروتودمشق يجب حلها، مشيراً إلي أن رئيس الوزراء اللبناني الشيخ سعد الحريري هو الذي يقوم بالتفاوض حاليا مع السوريين وقال أنا من رأيي إنه مادام رئيس حكومة يقوم بهذه المفاوضات فلا يجب أن يقوم أي طرف لبناني آخر بالتشويش علي هذه المهمة. وحول استعداده للتحاور بشكل شخصي مع سوريا قال جعجع في الوقت الحالي رئيس الوزراء هو الذي يتفاوض مع السوريين ونحن نتفاوض معهم من خلاله فليس بالضرورة أن أقوم بالتحاور معهم مباشرة فأنا كنت أول من شجع الحريري علي أن يذهب إلي سوريا لأن السوريين لم يعطوه شيئا فهو حصل علي رئاسة الحكومة بقوته هو وبأكثريته النيابية وبالتالي يستطيع الذهاب إلي دمشق للتفاوض من منطق القوة لأنه صار رئيس حكومة بقوته هو وبقوتنا جميعا ووقت أن يذهب الشيخ سعد إلي دمشق للتفاوض فإنه يتفاوض باسمنا لأننا متفاهمون علي ذلك. ورداً علي سؤال حول رؤيته لحوار وليد جنبلاط مع سوريا قال جعجع: وليد جنبلاط لديه وضع خاص به لا أريد أن أتحدث عنه وعلي كل الأحوال إذا أردنا استقامة العلاقات بين لبنان وسوريا يجب أن تبني هذه العلاقات علي أسس واضحة وسليمة ليس انطلاقًا من مطالب شخصية ولكن من منطلق موقع رسمي لبناني يتفاوض مع موقع رسمي سوري وأفضل موقع للتحاور مع السوريين حاليا هو رئيس الوزراء وإذا لم يستطع سعد الحريري أن يتوصل لحل للملفات العالقة مع السوريين فلن يستطيع أحد حلها وإذا تم حلها فيصبح الوضع الطبيعي بين دمشقوبيروت. تيار 14 آذار وحول مستقبل 14 آذار بعد انسلاخ وليد جنبلاط عنه قال جعجع أن الانتخابات الأخيرة في لبنان أثبتت أن تيار 14 آذار يملك الأكثرية في الشارع اللبناني. وردا علي سؤال حول ما إذا كان لبنان ساحة للحرب بالوكالة نيابة عن أطراف إقليمية قال جعجع من وجهة نظري أنه إذا كانت المسألة متعلقة بالدفاع عن لبنان فلا أحد يمكن أن يملك الدفاع عن لبنان بشكل أفضل أكثر من الشعب اللبناني وكل الشعب اللبناني ممثل في إدارة الدولة ومؤسساتها الدستورية، خاصة أن الانتخابات الأخيرة شهدت مشاركة من الجميع سواء في القوات اللبنانية أو من حزب الله أو حركة أمل أو تيار المستقبل وبالتالي إذا تعلق الأمر بالدفاع عن لبنان فيجب أن يكون القرار الخاص به والخطة موضوعة من الحكومة اللبنانية لأنها في تلك الحالة ستكون ممثلة لرؤية الشعب اللبناني. وأضاف جعجع: أما إذا كان الأمر هو تنفيذ سياسات إقليمية علي أرض لبنان، فالأمر يختلف تماما لأنه سيعرض لبنان وشعبه للمخاطر وهذا هو واقع الحال في الوقت الحاضر فنحن لدينا الآن حزب الله موجود علي الأرض بسلاحه وتركيبته العسكرية والأمنية علي أساس أنه للدفاع عن لبنان لكن واقع الحال يؤكد أن أي مواجهة بين لبنان وإسرائيل ستكون إسرائيل هي المنتصر بينما أي مواجهة بين الدولة اللبنانية وإسرائيل فأنا متأكد وبغض النظر عن أي ميزان للقوي فإن الدولة اللبنانية ستخرج منتصرة لأن المجموعة الدولية ستقف مع لبنان لأن أي طرف يريد الدفاع عن لبنان يجب أن يكون مقبولاً دوليا فأي دفاع عن لبنان مستحيل بدون المجموعة الدولية، وبالتالي إذا كان ما يتحدث به البعض عن أن سلاح حزب الله للدفاع عن لبنان فيجب علي كل الفرقاء اللبنانيين أن يتخذوا قرارًا علي وجه السرعة بأن يكون هذا السلاح داخل الحكومة اللبنانية. وقال جعجع «نحن طالبنا بهذا الأمر كثيرا ولم يستجب لنا أحد، فلا أحد يقول لي بعد ذلك أن المسألة متعلقة بالدفاع عن لبنان، بقدر ما هي مسألة وجود سلاح داخل لبنان قراره خارج الحكومة اللبنانية وخارج الحدود اللبنانية تلبية لاحتياجات إقليمية معينة». وأكد جعجع أن «المطلوب من حزب الله الآن اتخاذ تدبير بسيط الآن وهو إن يعترف بوجود السلاح لديه ويقول أن قراره سيكون داخل الحكومة اللبنانية، لأن هذا الأمر وحده كفيل بالتأكيد أن هذا السلاح للدفاع عن لبنان، لكن للأسف حزب الله لم يتخذ هذا التدبير لأن قرار السلاح في مكان آخر، وتحديدا في طهران وفي دمشق بتلوينة لبنانية». وردًا علي سؤال حول وجود مخاوف من استخدام حزب الله لسلاحه في الداخل اللبناني مرة أخري، قال جعجع «أنا أشك في هذا الأمر، لعدة اعتبارات، لكن مجرد وجود قرار هذا السلاح خارج الحدود اللبنانية يعرض لبنان للمخاطر». وأكد جعجع أنه لم يناد في يوم من الأيام بالتخلي عن السلاح، ولكنه أكد أن لبنان لا يمكن أن يكون قويا إلا بدولته، وليس بحزب من أحزابه، وقال «لبنان لا يمكن أن يكون قويا إلا بجيشه ومؤسساته». وتساءل جعجع «ما هو الأجدي والأفضل؟ أن يدافع حزب بمفرده عن لبنان أو أن تدافع كل الأحزاب في لبنان عن لبنان؟ بالتأكيد كل الأحزاب في لبنان وكل شعب لبنان». 60 عاماً مشاحنات و20 حرباً أهلية وحول إن كان هناك خلاف بينه وبين الرئيس اللبناني ميشال سليمان بسبب دعم سليمان لسلاح المقاومة، قال جعجع «لايوجد مشكلة بيني وبين الرئيس، فالعلاقة بيننا جيدة، لكن الخلاف حول نقطة صغيرة، فنحن لدينا بيان وزاري مكون من مجموعة بنود منها البند السادس الذي يذكر أن لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته، لكن قبله يوجد البندان الثالث والرابع، البند الثالث يقول بحصرية القرار اللبناني في جميع الأمور التي تهم الوطن، والبند الرابع يقول بحصرية القرار الأمني والعسكري في السلطة الشرعية اللبنانية، وبالتالي إذا كان فخامة الرئيس أو دولة رئيس الوزراء أو دولة الرئيس نبيه بري يريدون الاحتكام إلي البيان الوزاري، فيجب الاحتكام له ككل دون تجزئته، فإذا أرادوا الاحتكام لبند الجيش والشعب والمقاومة، فلابد أن يقترن ذلك بحصرية السلطة الأمنية والعسكرية الواردة في البند الرابع. وحول ما يردده البعض من الرغبة في استبدال اتفاق الطائف باتفاق الدوحة، وتحويل نظام المحاصصة اللبنانية إلي مثالثة ما بين الشيعة والسنة والمسيحيين، قال جعجع «هذا مشروع حرب جديد في لبنان، فقد أخذنا 60 عاما من المشاحنات، و20 عاما حربا أهلية إلي أن توصلنا لاتفاق الطائف». وأكد جعجع أن اتفاق الدوحة هو اتفاق مرحلي أمني وعسكري فقط وله علاقة بالوضع الذي نشأ في لبنان بعد أحداث بيروت والجبل في 7 آيار «مايو» 2008، وقال «إذا فرضنا أنه إذا جاء فريق وطرح المثالثة بدلا من المناصفة فهذا في رأيي سيشكل خطأ كبيرًا ويجر لبنان علي الأقل إلي المجهول»، مشيرًا إلي أن هذا الطرح غير مقبول علي الاطلاق، وهناك اجماع لبناني ضده. وأكد جعجع أن الاتفاق الأساسي والوحيد الذي يستقر لبنان علي أساسه هو اتفاق الطائف والذي ليس له أي بديل علي المدي المنظور. واستبعد جعجع إمكانية وصول العماد ميشال عون إلي الرئاسية اللبنانية بمعاونة حزب الله، مدللا علي ذلك بنتاج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة في لبنان. وحول إذا كان الدور السعودي في لبنان يشهد تراجعًا أكد جعجع أن السعودية مثلها مثل مصر لها دور إيجابي في لبنان ولا يتدخلون في الشئون اللبنانية، وقال «السعوديون مشغولون بهم أكبر الآن هو كيفية سحب سوريا من إيران». وردا علي سؤال حول ما تستطيع لبنان تقديمه لاتمام المصالحة الفلسطينية، قال جعجع «لبنان ليس لديه الكثير في هذا الملف إلا إجراء الاتصالات السياسية والتمنيات، لكن للأسف هناك قوي عربية كبري تتدخل لعدم اتمام المصالحة نظرا لانعكاسها علي مسيرة السلام في المنطقة، مشيرًا إلي وجود احتمال فعلي للوصول إلي اتفاق سلام مرضٍ في الشرق الأوسط في عهد إدارة الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، لافتا إلي أن الوصول لهذا الاتفاق يتوقف علي اتمام المصالحة الفلسطينية التي بذلت فيها مصر جهودا كبيرة. ووصف جعجع المطالبة بسحب مبادرة السلام العربية بأنها ستكون خدمة لإسرائيل، وقال «ستكون أكبر هرطقة ترتكب، ومن يطرح هذا الرأي لا يعلم ما يطرحه، متسائلا «ما هو البديل في حال سحب هذه المبادرة». وأضاف جعجع إن أي سحب للمبادرة يعني تكريسًا للوضع الإسرائيلي الحالي.