قالت الدكتورة عبلة الألفى نائب وزير الصحة والسكان، إنه تم عقد جلسة خاصة عن الولادة القيصرية بمؤتمر قسم النساء والتوليد بطب عين شمس المنعقد حاليا بالقاهرة، موضحة أن الولادة القيصرية تزيد من حاجة الطفل لدخول الحضانة، ولهذا السبب فدخول الحضانات يكلف مصر 87 مليار جنية سنويا، إلى جانب أن الطفل يحرم من أمه ويحرم من حضنها ويحرم من الرضاعة الطبيعية. وأضافت، فى تصريحات لها، أن مضاعفات الولادة القيصرية تكلف الدولة 120 مليار جنيه سنويا، مؤكدة أنه من المهم أن يكون للأطباء الذين يعملون فى مجال النساء والتوليد رؤية واضحة، والاقتناع بأن الولادة الطبيعية هى الطريق الأساسي للولادة، وأن الولادة القيصرية لها أسباب طبية، وإذا وجدت فإنها تمنع مضاعفات أكثر. وأشارت إلى أن الولادة القيصرية هى ولادة مبررة طبيا والعالم كله يطبق توصيات منظمة الصحة العالمية وهو أن تكون الولادة القيصرية من 10 إلى 15% فقط. وقالت إن التغيرات الكبرى فى المجتمع المصرى قد تجعل الولادة القيصرية تزيد لتصل إلى حوالى 30 %، ولكنها لا تصل إلى نسبة 72%، كما هو موجود حاليا فى مصر، وهى أعلى دولة فى العالم. وأوضحت أن الولادة القيصرية تعوق التنمية البشرية، وبالتالى اليوم كان هناك حلقة نقاش على مستوى خبراء مصريين مقيمين فى الخارج، والحقيقة كلهم قالوا حقائق مهمة جدا، وهى أن الولادة القيصرية استوحشت فى المجتمع المصرى، مضيفة، أنه لابد أن نقلل من عدد الولادات القيصرية، بعد أن وصلت نسبتها إلى 72%، مشيرة إلى أنه بالعلم والإرادة قادرون على تخفيض نسبة الولادات القيصرية، الموضوع ليس سهلا ونحتاج إلى تغيير المفاهيم وهذا ليس اختيار. وتابعت: "عندما تعلمنا ونحن صغار كان أول سؤال نسأله للأساتذة ما هو سبب الولادة القيصرية، وكنا نأخذ وقتا طويلا جدا حتى نقنع الأم أن تدخل تولد قيصري"، موضحة أن الطبيعى أن الحامل جاءت للولادة الطبيعية، وليس القيصرية، ونحن نريد أن نرجع لهذا الحال مرة أخرى أن تولد الحامل ولادة طبيعية، والقيصرية تكون لأسباب طبية. وأشارت إلى أن الولادة الطبيعية لها العديد من الفوائد، موضحة أن ربنا يحضر الطفل للولادة الطبيعية من الأسبوع ال 38 وأكثر يعنى من نصف التاسع، حيث إن الطفل يعوم فى الماء فى رحم الأم والذى يكون أشبه بحمام السباحة، وتكون الرئة كلها مليئة بالماء فربنا بعلمه يوقف إفراز هذا الماء، ويفتح الخلايا الليمفاوية لامتصاص الماء الموجود بالرئة فهو يحضر الطفل للحياة خارج الرحم، وعند الولادة تخرج باقى المياه من رئة الطفل، ويأخذ نفس عميق بمجرد خروجه من رحم الأم بسالب 70 ضغط، مما يدخل الأكسجين إلى الرئة، وبالتالى لا يتعرض الطفل لنقص فى الأكسجين، ولكن فى القيصرية يتم ولادته قبل 38 أسبوع ويكون غرقان فى الماء الموجود فى الرحم، مما يحدث له مشاكل بالتنفس، ويدخل الحضانة، يمكن ينجح فى التخلص من الماء الموجود بالرئة، وقد لا ينجح فى التخلص منها، وقد تحدث له عدوى وقد يتوفى على جهاز التنفس الصناعى، وبالتالى تزيد وفيات حديثى الولادة نتيجة الولادة القيصرية. وأضافت: "عندما تتكرر الولادة القيصرية الدكتور يخاف على الأم ويخاف من انفجار الرحم، وتتعرض لمضاعفات كثيرة أخرى مما يلجا إلى توليد الحامل مبكرا فى 37 أسبوع يعنى فى بداية الشهر التاسع، موضحة أنه "لا يستطيع أى دكتور فى العالم تحديد الموعد بدقة قد يكون 35 أسبوع أو أقل وبالتالى أصبحت ولادة مبكرة"، مشيرة إلى أن الولادات المبكرة فى مصر ضعف الولادات المبكرة بالعالم، وهذا ما يزيد من دخول الحضانات. وأضافت أن دخول الحضانات يكلف مصر 87 مليار جنية سنويا إلى جانب أن الطفل يحرم من أمه ويحرم من حضنها ويحرم من الرضاعة الطبيعية، موضحة أن الطفل الذى لم يولد عبر قناة الولادة الطبيعية لا يتعرض للبكتيريا الحميدة التى تعزز مناعته و تظبط جسمه، وبالتالى يصاب السمنة، والتوحد والتقزم وسوء الأداء المدرسى، لذلك اجمع الجميع اليوم أن نعمل جميعا مع بعض لتقليل نسب الولادات القيصرية، وزيادة الولادة الطبيعية. يذكر أن فعاليات المؤتمر الدولي ال 28 لقسم أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة عين شمس انطلقت يوم أمس الأربعاء بحضور الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، والدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس جامعة عين شمس، والدكتور أسامة عبد الحي نقيب أطباء مصر والدكتورة أماني أسامة كامل نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور طارق يوسف المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية، وقد استمر المؤتمر على مدار يومي 20 و21 أغسطس الجاري، والدكتورة سلمى دوارة ، مقررة لجنة الصحة والسكان بالمجلس القومى للمرأة. من جانبه، أكد الدكتور أشرف نبهان أستاذ أمراض النساء والتوليد ورئيس المؤتمر، أن انعقاد هذا الحدث العلمي الكبير في القاهرة يعكس الدور الريادي لجامعة عين شمس في دعم البحث العلمي وتطوير الرعاية الصحية، مشيرا إلى أن المشاركة الدولية الواسعة هذا العام تفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين المراكز البحثية والجامعات العالمية، وهو ما يسهم في تعزيز مكانة مصر على الخريطة الطبية الدولية، مضيفا أن المؤتمر يعتبر منبرا يجمعنا حول رسالة واحدة: أن نضع صحة المرأة في صدارة الاهتمام، فهى قلب الأسرة النابض وعقل المجتمع. وأوضح، أن جلسات المؤتمر شهدت مناقشات لقضايا تمس المجتمع المصري بشكل مباشر، من بينها الزيادة الملحوظة في معدلات الولادة القيصرية مع استعراض التجارب الدولية الناجحة في الحد من القيصريات غير المبررة، إلى جانب قضية ختان الإناث باعتبارها تحديًا صحيًا واجتماعيًا يتطلب تكاتف الجهود الطبية والتوعوية والتشريعية للقضاء عليها، كما تناول المؤتمر علاج تأخر الحمل بتقنيات منخفضة التكلفة تتيح لمزيد من الأسر فرصًا للإنجاب دون أعباء مالية كبيرة. واهتم المؤتمر كذلك بمحاور الابتكار الطبي حيث استعرض أحدث التطورات في جراحات المناظير النسائية كأحد الحلول العلاجية المتقدمة بأقل تدخل جراحي، كما ناقش استخدام تقنيات الروبوت في جراحات النساء باعتباره نقلة نوعية تضمن دقة أكبر وتقلل من المضاعفات وتسرع من معدلات التعافي، فضلًا عن بروتوكولات العلاج الحديثة لأورام النساء وما تشمله من نتائج سريرية واعدة.
الدكتورة عبلة الالفى والدكتورة سلمى دوارة
الدكتورة عبلة الألفى خلال المؤتمر
الدكتورة عبلة الألفى مع أحد أساتذة النساء والتوليد بطب عين شمس
الدكتورة عبلة الالفى مع رئيس المؤتمر وأساتذة امراض النساء والتوليد بطب عين شمس