تصريح وزير التموين مؤخرًا بأن الوزارة ستقنن أوضاع عربات الفول المنتشرة بالشوارع وستصدر لها تراخيص بالاتفاق مع المحافظات وتدعمها كمشروعات صغيرة، وستضع شعار عليها يفيد بأنها تخضع لإشراف وزارة التموين، وسوف تدعهم بالمواد القائم عليها المشروع "الطحينة والزيت والفول والخبز" بهدف مساعدتهم في إنجاح المشروع وتقليل ثمن السندوتش على المواطن، الأمر الذي سيفتح مجال عمل جديد للشباب الملتحق بطابور البطالة، فهل دعم الدولة لمشروع عربات الفول من الممكن أن يدفع الشباب للتنازل عن "بيرستيج المؤهل العالي" ويبقل العمل على "عربية الفول"؟. شاب يبقل العمل على عربية الفول ليصبح بيزنس مان يقول محمد أبو سعدة، تخرجت في كلية الآداب قسم فلسفة منذ 6، والحمد لله أعمل في مطعم شهير يقدم الفول والطعمية، مشكلتي أنني لم أجد وظيفة في مجال عملي ووصل بي الأمر إلى نسيان ما درسته وأصبح مستقبلي "في الطراوة" والحمد لله. ويضيف أعرف جيدًا حجم الأرباح التي يجنيها صاحب المطعم الذي أعمل به، و أعرف أيضًا كيف وصل من مجرد خريج جامعي "مكحرت" إلى "بيزنس مان" لديه سلسلة مطاعم شهيرة، الأمر يتلخص في "عربية فول" في قرية بالمنصورة، فما المانع أن أترك عقم التفكير في الوظيفة بالشهادة وأصبح صاحب مشروع "ياريت عندي القدرة أعمل عربية فول". مش واخد مؤهل عالي عشان أقف على قدرة فول ويسخر أحمد أحمد عبده من الاقتراح قائلُا، حصلت على بكالوريوس تجارة منذ 9 سنوات، الحمد لله أعمل براتب لا يقارن بمتطلبات الحياة، صحيح أعمل في مجالي ولكن بعدة عدة سنوات من العمل في مهن لا تليق بخريج جامعة وبرواتب مهينة. لقد اكتشفت أن في بلدنا أصاحب الشهادات العليا الذي يعملون في وظائف يحترمها المجتمع "معظمهم شحاتين"، ولهذا ياريت أبقى صاحب عربية فول، دي شغلانة مافيش أجمل منها تبدأ شغل الساعة 6 الصبح وتخلص على الظهر بالكتير ومكاسبها كبيرة جدا، ماهو آخرة التعليم!. واعترض محمد عبد الستار بكالرويوس تجارة، رافضُا الفكرة من بابها، قائلًا الصراحة لن أقبل هذا، ولا تقل لي المشروع سوف يكبر ويتحول لمطعم وأصبح بيزنس مان، أنا من البداية تعلمت لأحافظ على مستوى اجتماعي ووظيفي معين. وأضاف عبد الستار على الدولة التي طالبتنا بالتعليم أن توفر لنا فرص عمل حقيقية للخريجين، أو تبتكر لهم مشروعات تناسب ماتعلموه في الجامعات، لم نتعلم إدارة عربات الفول، إن أردتم مساعدتنا بمشروعات صغيرة فعليكم بقروض ميسرة لمشروعات تناسب مؤهلات تعبنا وأهلنا في الحصول عليها، وادعمونا فيها بدلًا من عربات الفول. يقول أحمد هنداوي ليسانس حقوق، "عربية الفول مش مكاني مش واخد مؤهل عالي عشان أقف على قدرة فول"، كان من البداية بدل من التعليم والبهدلة أروح اشتغل على عربية فول، مهما كان ربحها ماتبقاش مستقبلي، حتى لو كانت عربية الفول هتغير مستوايا، طالما مابحبهاش ومش شايفها مكاني مش هشتغلها. وحول دعم الدولة لعربات الفول كمشروعات صغيرة يقول هنداوي، من تقدم الدول أن تعين كل شخص حسب خبرته في المجال والدراسة، والذي يحدث في دولتنا دليل على الفوضى والعبث والعشوائية، خريجين ولا يوجد لهم عمل مناسب فيقترحوا عليهم مشروعات عربيات خضار و عربيات فول!!. يقول أحمد حامد بكالوريوس أكاديمية السادات، قدر ما يحب أكثرنا الأكل على عربة الفول، لكننا بهذا التفكير نقنن الفشل، فالننظر على سبيل المثال كم منا بالقرب منه أو بجواره عربة فول يتضايق والأهالي من وجودها، وكم منها غير نظبف، بهذا التفكير أنت تقنن الأمر ويصبح التجاوز بأوراق رسمية. البديل لذلك أنك توفر لهم الأماكن ولكن ليس كما فعلت في الترجمان بالخطأ وقضيت على أصحاب المشروعات، الحل الأمثل أن تقوم برصد هذه العربات في كل منطقة وتوفر لهم مطاعم بشراكة بين الدولة ووبينهم. وشخصيًا كشاب تعلم وتخرج بمؤهل عالي وأخذت كورسات وخبرات بذل وتعب، طموحاتي ليست أن أقف في النهاية على عربة فول رغم علمي بأرباحها الكبيرة، أنا أفضل أن أنجح في طموحي على أن أشعر كل يوم بأنني فنيت عمري في التعليم لكي أعمل بمهنة لا تحتاج مني تعليم، وكنت من البداية ركزت بها من 20 سنة وأصبحت من أباطرة المطاعم في البلد. الدولة تعالج الأمور بطريقة أكثر فشلًا من الوضع الحالي، قد يكن الحل مناسب لمعدومي التعليم، ونعتقد أن هؤلاء ليس لديهم مشاكل في فرص العمل لأنهم بنسبة كبيرة يعملون بحرف ومهن مناسبة لكونهم غير متعلمين، وللأسف الغير متعلم أو تعليمه يقف عند الدبلوم نسبة البطالة فيهم أقل من المؤهلات العليا. العربية صاحبة فضل بعد ربنا ومن جانب أصحاب عربات الفول، قال لنا محمد صاحب عربة فول بمنطقة القصر العيني، تعليمي لم يكتمل لأنني لم أجد نفسي في الدراسة و"دماغي بتفكر في الشغل"، تركت المدرسة وعملت لدى ورشة ميكانيكا وكنت يوميًا أشتري الفطار من عربة فول مجاورة للورشة، فقولت لنفسي لماذا أعمل لدى الغير، من الممكن أن أكون أنا صاحب هذه العربة. وبالفعل بعد عام من التحويش مع سفلة من أقارب "شغلت أول عربية فول تخصني بمنطقة السيدة وكانت فتحة خير عليا"، علمت أخي وأختي و قمت بتجهيزها وتزوجت، ومقارنة بأخي المتعلم فهو إلى الآن يعاني من مشاكل مادية وأنا والحمد لله ميسور الحال، وعندي بدلًا من المشروع 4، ورفض محمد الإفصاح عن متوسط الدخل الشهري من عربة الفول الواحدة، واكتفى بالقول أن الخير كثير والحمد لله، وأحسن من الموظفين اللي بياكلوا من عندي. وفي منطقة مدينة نصر بشارع صلاح سالم، قال سيد، لست صاحب المشروع وأتمنى أن أمتلك مثل هذا المشروع في يوم من الأيام، صاحب هذه العربة يدخل لها يوميًا مالا يقل عن 800 جنيه اللهم لا حسد، وهو يقف بعربة أخرى بمنطقة ألف مسكن وأنا اتعاون معه ويعطني اتب شهري 2000 جنيه.