اتهمت الحكومة الإسرائيلية حركة المقاومة الإسلامية حماس صراحة بخطف ثلاثة شبان من المستوطنين اليهود في الضفة الغربيةالمحتلة. وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتقال نحو 80 فلسطينيا، في إطار جهوده لاستعادة المستوطنين الثلاثة الذين اختطفوا ليلة الخميس الماضي. ووصفت حماس تصريحات نتنياهو بأنها غبية، بينما قالت حكومة الوفاق الفلسطينية إن إسرائيل تشن "حملة عقاب جماعي ضد الشعب الفلسطيني". وفي بداية اجتماع حكومته الأسبوعي الأحد، قال بينامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل "أستطيع أن أقول ما امتنعت عن قوله أمس قبل حملة الاعتقالات واسعة النطاق لعناصر حماس في يهودا والسامرة(الضفة الغربية). عناصر حماس هم الذين خطفوا شبابنا". وأضاف "هذه هي حماس نفسها التي تحالف معها الرئيس (الفلسطيني) عباس بتشكيل حكومة وحدة ولذلك ستكون تداعيات خطيرة". وتعهد نتنياهو بالسعى الحثيث لاستعادة "المخطوفين". وقال "قبل وصولي إلى هنا تحدثت مرة أخرى مع العائلات وأرسل لها من طاولة الحكومة دعمنا لهم". وفي تصريحات لبي بي سي قال سامي أبوزهري، المتحدث باسم حماس "تصريحات نتنياهو غبية وذات بعد استخباراتي والاحتلال يتحمل مسؤولية التصعيد ضد شعبنا وقياداته في الضفة". وفي الوقت نفسه، أدان إيهاب بسيسو، المتحدث باسم حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، ما وصفه بالتصعيد الإسرائيلي في الضفة وقطاع غزة. واعتبره "عقابا جماعيا ضد الشعب الفلسطيني". وقال بسيسو في تصريحات صحفية إن حملة الاعتقالات الواسعة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين في مختلف محافظات الضفة الغربية "شملت أكثر من 100 مواطن بينهم نواب في المجلس التشريعي". تقول السلطات الإسرائيلية إنها تشن "عملية مكثفة" للعثور على "المختطفين". وكانت السلطات الإسرائيلية قد أكدت، السبت، اختطاف الشبان الثلاثة على أيدي ما وصفتها ب"جماعة إرهابية". وأشارت إلى أن الثلاثة هم طلاب فقدوا بالقرب من مستوطنة إسرائيلية شمال مدينة الخيل بالضفة الغربية وهم في طريق عودتهم من بعض الدروس المسائية. وينظر مراقبون إلى حادث الاختطاف على أنه أكبر محطات التوتر في العلاقات بين الجانبين منذ أن جرى الإعلان عن حكومة وحدة وطنية فلسطينية في أبريل/ نيسان الماضي. "عملية مكثفة" وتقول السلطات الإسرائيلية إنها تشن "عملية مكثفة" للعثور على "المختطفين" الثلاثة. وقال مسؤولون فلسطينيون إن السلطة الفلسطينية تتعاون في عملية البحث. وكشفت إسرائيل عن هويات الثلاثة "المختطفين"، وهم نفتالي فرنكل، وجلعاد شاعر، ويبلغان من العمر 16 عاما، وإيال إفراخ، 19 عاما. وشوهد الشبان الثلاثة أخر مرة في منطقة غوش عتصيون، وهي مجمع مستوطنات يهودية، بين محافظة الخليل وبيت لحم. وتسيطر عمليات البحث عن مصير الشبان الثلاثة على الأحداث إسرائيل، إذ تتابعها قنوات التليفزيون الرئيسية بشكل متواصل. اعتقل العشرات من الفلسطينيين في إطار عمليات البحث. وكان نتنياهو، قد حمل السلطة الفلسطينية مسؤولية عن سلامة الشبان "المختطفين". وردا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، قال مسؤولون فلسطينيون إن المنطقة التي فقد فيها الثلاثة تقع تحت سيطرة إسرائيل الكاملة. وفي بيان سابق، أشار الجيش الإسرائيلي إلى عملية اختطاف عام 2006 للجندي جلعاد شاليط، وقال إن اختطاف الشبان الثلاثة ربما جاء لمبادلتهم بسجناء فلسطينيين لدى إسرائيل. وأطلق سراح الرقيب شاليط في عام 2011 بعد أن أبرمت إسرائيل وحماس اتفاقا يقضي بإطلاق سراح أكثر من ألف فلسطيني كانت تحتجزهم إسرائيل. وعلقت إسرائيل محادثات السلام المأزومة مع الفلسطينيين عندما جرى الإعلان عن تشكيل حكومة وحدة فلسطينية مدعومة من حماس. وتصر إسرائيل على أنها لن تتعامل مع حكومة فلسطينية تدعمها حركة حماس.