«جهزنا الأعلام وبوسترات الدعاية والشعارات، ولم نجد زبائن»، بهذه الشكوى تحدث عدد من الباعة الجائلين، الذين خسروا من عزوف مواطنين عن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، مثلما أثر على العملية الانتخايبة. «الخسارة ليست للمرشحين وحدهم، لكن مصادر أرزاقنا أصابها الهلاك، فلم نجد زبائن لشراء البضاعة»، بهذه الكلمات تحدث عدد من الباعة البسطاء فى محيط عدد كبير من اللجان الانتخابية بمنطقة بولا ابو العلا، ل«الشروق»، مضيفين «ننتظر أى مناسبة انتخابية، أو حدث سياسى كبير للبدء فى طباعة الأعلام بألوانها الثلاثة، وتجهيز بوسترات دعاية سواء لمرشحين للانتخابات الرئاسية أو أعضاء بالبرلمان، أو طباعة شعارات انتخابية وحزبية، وهو ما فعلناه منذ أيام فى الانتخابات الرئاسية لكن صدمنا بأن الإقبال على الانتخابات لم يكن بالشكل الذى توقعناه». وعبر علاء عاشور، بائع أعلام، عن ضيقه من الانتخابات هذه المرة، بقوله «الثورة منذ بدايتها أنعشت تجاراتنا، فلم تكن هناك مناسبة انتخابية إلا وتسابق الناس لشراء الشارات والأعلام، والكروت المطبوع عليها صور المرشحين، لكن عددا كبيرا منهم غاب عن التصويت هذه المرة وتركوا بضاعتنا دون مشترٍ». الأزمة امتدت أيضا إلى سائقى التاكسى والأجرة، خاصة مع اعتبار اليوم الثانى من الانتخابات إجازة، ووجه سيد صابر، سائق تاكسى، عاصفة من الانتقادات للحكومة لمنحها الموظفين إجازة، قائلا «اضطررنا إلى الجلوس فى البيت، فالشوارع قد خلت من المتوجهين إلى أعمالهم، ومن نزل منا تشاجر مع بعضه البعض على الزبائن القليلة». عبدالقادر محمد، بائع فول، بدا متذمرا لغياب الزبائن، قائلا «خلال السنوات الثلاث السابقة كنت أبيع 3 أضعاف ما أبيعه الآن، رغم مد التصويت لثلاثة أيام، ولولا الجنود والعساكر المكلفين بحراسة اللجان، الذين يقبلون على شراء الفول، لكانت الخسارة كبيرة». من جانبه أرجع سعيد صادق، أستاذ الاجتماع السياسى، حالة العزوف إلى غياب «الحشد المنظم الذى كان يقوم به اللاعبون الأبرز سابقا على الساحة السياسية، وهم الإسلاميون». وأضاف ل«الشروق» أن هناك فئات أخرى من غير السياسيين تأثرت بهذا المشهد وقررت عدم المشاركة، متهما الحكومة بالفشل لأنها لم تستعن بأساتذة للتخطيط وتحليل نسب وشرائح المجتمع والكتل التصويتية بشكل جيد.