تناقش الشاعرة والكاتبة فاطمة وهيدي، في السابعة مساء غدٍ الأربعاء، بمكتبة البلد، بالقاهرة، مجموعتها القصصية "لا عزاء للحلم" والصادرة عن دار رهف للنشر والتوزيع. يناقش المجموعة كل من الناقد الدكتور مدحت الجيار، أستاذ النقد ورئيس قسم اللغة العربية السابق بجامعة الزقازيق، والشاعر الكبير أحمد بخيت، ويدير الندوة الكاتب الصحفي والناقد رحاب الدين الهواري.
وفي مجموعتها القصصية "لا عزاء للحلم"، والصادرة بعد ديوان شعري قبل عامين للكاتبة بعنوان "تقاسيم على وتر الشوق"، استطاعت فاطمة وهيدي أن تقدم نموذجًا رائعًا من القصة الومضة التي تتميز بالتكثيف والخلو من الزوائد والحشو الوصفي والاستطرادات والانثيالات الواعية وغير الواعية، إضافةً إلى تركيزها على خط قصصي هام يتمثل في النقاط والكلمات التي توصل إلى الموقف، ورصدها بمهارة شديدة حالات إنسانية شديدة الصدق وإذا كان الأصل في القص الحكائي هو الاستطراد والتوسع فإن "القصة الومضة تبني رهانها الجمالي على أن الكتابة هي فن الحذف لا فن الإضافة .
ويقول الدكتور احمد المصري، أستاذ البلاغة والنقد بكلية التربية جامعة الإسكندرية، عن فاطمة وهيدي ومجموعتها القصصية "لا عزاء للحلم": تعد فاطمة وهيدي من الكاتبات المتميزات اللائي اقتحمن مجال كتابة القصة الومضة، وهي كاتبة متعددة المواهب تكتب الشعر والقصة، والقصة الومضة كما تكتب المقالات المتنوعة بعدد من المطبوعات الورقية والمواقع الإلكترونية المختلفة.
وأضاف المصري أن براعة الكاتبة فاطمة وهيدي الفائقة في فن الرسم والتصميم الفني ولعل هذا الثراء الفني الواضح الذي تتمتع به فاطمة كان سببًا مباشرًا في صعودها بسرعة كبيرة في سماء الفن الراقي واحتلالها موقع الصدارة في كثير من المجالات الفنية التي خاضتها، وفي مجموعتها القصصية لا عزاء للحلم تقدم فاطمة نموذجًا واضحا للكتابة الفنية الراقية المنتمية إلى المدرسة الجديدة التي تحترف التجدد والتنوع فلا تقف عند القوالب الجامدة المتكررة، وإنما تبحث دائمًا عن الإبداع والتجديد وأهم وسائلها لتحقيق ما تصبو إليه لغة شاعرية رقيقة تفيض إحساسًا، وتشع جمالا وترسم بالكلمات أروع اللوحات وأجملها، وقد اشتملت مجموعة لا عزاء للحلم على قسمين اختص أولهما بالقصة القصيرة، في حين اختص القسم الثاني بالقصة الومضة أو القصيرة جدًا كما اختارت أن تسميها.
وقد تخيرت فاطمة لمجموعتها عنوانًا لافتًا يوحي بكثير من الدلالات وهو "لا عزاء للحلم" وهو عنوان يرتقي جماليًا ليصبح نصًا موازيًا أو مشاكلاً لنصوص المجموعة إلا إنه يتميز عنها بالإيجاز لفظًا والاتساع دلالة وإشارة مع قدرة فائقة على اعتصار التجربة الإبداعية في عدد قليل من الكلمات.
من أجواء المجموعة :
"طردوها من قطار الأماني، لأنها لا تملك تذكرة حظ، نزلت في محطة اليأس، تحمل في يديها حقيبتين، واحدة محملة بالخيبة والأخرى مكتظة بالوجع، وفوق كتفها جبل حزن، قَوَسَ ظهرها. ارتفع صوت الأذان، فتوضأت بدموعها، ورتلت دعواتها، ووقفت تنتظر قطار الرحمة".