ندوة قضايا أدبية.. ناقشت المجموعة القصصية القصيرة جداً.. غواية الصمت.. للقاص وائل وجدي. قالت د. زينب العسال بداية من العنوان كلمة الغواية هي الجذب إلي شيء ما والانتباه لشيء محدد والصمت والسكون التام. وفي ظل هذه التركيبة يخلق الكاتب عالمه الخاص. عالم يحتوي سيرة ذاتية ولقطات في غاية الدفء والثراء عن الطفولة والحنين إلي الوالد ويحمل الكثير من الذكريات المحملة بالمشاعر. وفي القصص دعوة إلي الابتهاج والتمسك بالأمل والبحث عن عالم جديد. وفي قصة "مشاهد" خمسة مقاطع كل منها ينتهي بتصعيد الأحداث وبها مشاهد ومقاطع سينمائية. وتناول الكاتب للقصة أعطاها نوعاً من الإحسان الداخلي وأن هناك حلماً مرتقباً وبديلاً للحلم. والايقاع في العناوين بداية من المفتتع نوع من الطرق علي أذن المتلقي للانتباه والتناغم بين العبارات والتضاد بين الكلمات يشكل ذلك الايقاع الثري. ويري الكاتب الصحفي مصطفي عبدالله ان قصص وائل وجدي يكتنفها الكثير من التكثيف والشاعرية ولديه المقدرة علي ان يكون شاعراً جيداً يمتعنا كما أمتعنا في أعماله القصصية والروائية. وفي هذه التجربة القصصية القصيرة جداً وكما يطلق علي القصيدة القصيرة قصيدة الومضة يقدم لنا نصوصاً تحمل الخبرة والدراية بفن القص والاستجابة إلي التجديد. ويؤكد الناقد حسين عبدالعظيم ان غواية الصمت تجربة في الكتابة القصصية فرضت نفسها في السنوات الماضية نتيجة لسرعة إيقاع العصر اضافة للميل إلي الصمت وقلة الكلام. وإلي نغمة الشجن السائدة في القصص والرغبة في التكثيف والاختزال والوزن والإيقاع. وتقول القاصة مي رفعت أن المجموعة تتميز بسلاسة العبارة ووضوح القصد وتبحث داخل نفس إنسانية لا تبغي سوي راحة من عناء نفسي نتيجة لآلام الحياة ومتاعبها التي ضجت بها جنبات الضمير المتحدث داخل النصوص. والمجموعة هي رحلة تطهير روحي وتحمل شجناً ووجعاً علي جرس موسيقي واضح ومحبب. ويقول القاص مختار حسنين في تلك المجموعة يمتطي وائل وجدي صهوة الحرف استعداداً للانطلاق داخل الأعماق ليخرج لنا نصوصاً يغزلها بحرفية ودقة متناهية ولغة تقترب من موسيقي الشعر. والقصص ترسم لنا لوحات فنية في غاية البراءة والنضوج. وان الكتابة السردية يكمن خلفها كاتب جاد ومتمرس يمتلك الوعي والخبرة بعالم الكتابة. ويلمح الشاعر مجدي عبدالرحيم في المجموعة القصصية رؤية فنية وموهبة سردية وقدرة علي الوصف والتكثيف والترميز والتوظيف الجيد مع المقارنة بين الماضي والحاضر واستشراف المستقبل. والكاتب لديه رؤية للواقع وكاميرا تلتقط الهم الانساني بعين خبيرة مدربة علي التقاط خفايا النفس البشرية. القصص محكمة البناء والتطور. والكلمات اختيرت بعناية ودقة من غير ترهل أو نقصان. واللغة ساعدت علي سرعة الإيقاع.