ناقشت ندوة قضايا أدبية المجموعة القصصية "نزيف" للكاتبة ابتسام الدمشاوي. قال القاص عبدالناصر العطيفي إن المجموعة عبارة عن نفثة من نفثات الأنثي في عصر التشيؤ. واتسمت معظم القصص ببراعة السرد الذي ينتهي بالمفارقة. وحملت كثيراً من الصراع النفسي وجاءت كلقطات إنسانية في لغة شاعرية مركزة. وأحياناً بساطة اللغة أوقعت الكاتبة في منزلق التقريرية. أكدت الكاتبة مني ماهر اعجابها ببعض القصص مثل قصة "انفلات" و"مرايا" و"دولاب أمي" التي تعتبرها من أجمل قصص المجموعة وبها العديد من اللقطات الجيدة مثل مقابلة دولاب الأم وما به من حنين وذكريات. وانتقاله إلي بيت بطلة القصة. اهتمت القاصة بالسير عكس المألوف وصياغة العبارات الجيدة لكن أحياناً يكون الاهتمام بالشكل الخارجي أكبر من الدخول في جوهر الموضوع. يتحدث الناقد رمضان أحمد عبدالله عن تنوع موضوعات السرد داخل المجموعة مثل الاستسلام والخضوع والتخاذل والفقر والصراع والأمل واستخدام لغة السرد الحكائي والاسترجاعي ولغة الأنا. والحضور الأنثوي من حيث مستوي السرد وتعدد أشكاله فهي جزء من البطولة وهي الانثي المغلوبة علي أمرها. وهي الفاعلة والقاهرة التي تختار لشريك حياتها زوجة أخري.. لاحظ الشاعر جمال عبدالعظيم أن اللغة السردية داخل المجموعة راقية جداً وجاءت مركزة ومصفاة ومختزلة وتميل إلي الرمز. وليست مغرقة في الغموض وتجنح للشفافية. ومن القصص التي لفتت انتباهه قصة "ابن فلة" التي اجادت الكاتبة فيها تصوير الإنسان البسيط الكادح الساذج الذي يعيش في عالم الصدق والبراءة بعيداً عن المادة والصراع الدائر حولها. وقصة "أم محمد زينب" وما تحمله من التضحيات المركبة التي لا تنهض بها سوي المرأة المصرية. أضاف الناقد عاطف عز الدين أن ابتسام الدمشاوي قدمت القصة المصورة أو الاسكتش. وذلك من خلال قصة القائد الذي يرتدي قناعاً زائفاً. وفي قصة "ابن فلة" مزجت بين القصة الدائرية والشخصية من خلال محمود عبيط القرية الذي يعيش علي الفطرة دون أقنعة مزيفة. وصف الشاعر أحمد علي عكة الأجواء التي سيطرت علي أغلب القصص بأنها قريبة من الحياة. وأن الكاتبة لديها رؤية للواقع تلتقط الأحداث والصراع الإنساني ووصف مداخل النفس البشرية بكل ما تقابله في الحياة من خير وشر. ولديها القدرة علي التوظيف الجيد ورسم التفاصيل. وصراع الشخصيات محكم البناء والتطور واللغة السردية ساعدت علي سرعة إيقاع الأحداث داخل القصص.