بدأت الأحزاب السياسية بالإسكندرية، تجهيز قوائم بقياداتها وكوادرها، لاختيار مرشحيها في الانتخابات النيابية المقبلة والمزمع إجرائها خلال الشهور القليلة المقبلة، حيث شهدت المحافظة عددا من الاجتماعات المكثفة والدورية بين مجموعة الأحزاب المدنية علي اختلاف توجهاتها، لوضع رؤيتها حول الانتخابات والتحالفات الانتخابية استعداداً لقرارات هيئاتها العليا بالقاهرة. وسيطر صوت الشباب علي عملية الاستعداد والتجهيز للانتخابات البرلمانية، والذين رفضوا التحالف مع قيادات النظام السابق، وكذلك رموز تيار الإسلام السياسي، ووضعوا شروطا طالبوا الأحزاب المدينة الأخذ بها، تتمثل في مطالبة المرشح بتقديم سيرته الذاتية، سواء في القوائم المشتركة أو المنفردة أو مرحلة التنسيق، وأن يكون المرشح لا تدور حوله الشبهات من التنسيق مع النظام السابق، وكشف موقفه الواضح من ثورة 25 يناير.
كما طرحت بعض قيادات الأحزاب المدنية خلال اجتماعاتها الدورية، عدداً من الأفكار، جاء من بينها أن تكون الدعاية موحدة لكل الأحزاب المدنية حتى ولو اختلفت القوائم والدوائر، وكذلك شعار موحد وبرنامج انتخابي موحد يتضمن أهم النقاط والأهداف التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير والتي لم تتحقق.
وقررت الأحزاب عمل مجموعات توعية في الأحياء الشعبية لفضح ممارسات الإخوان وحزبها الحرية والعدالة، وكذلك باقي تيار الإسلام السياسي، والذين ابتعدوا بممارساتهم العملية في الفترة السابقة بعد فوز الرئيس محمد مرسي، وخلال الاستفتاء، عن مسار الثورة وفرغوا الثورة من أهدافها ومضمونها –علي حد قولهم.
واختلفت الأحزاب الاشتراكية واليسارية بالإسكندرية والمتمثلة في أحزاب "التجمع، والتحالف الشعبي الاشتراكي، والشيوعي المصري، والاشتراكي" حول خوضها الانتخابات، من حيث تشكيل قوائم لتيار اليسار فقط أو الانضمام لجبهة الإنقاذ والتي تحتوي علي مجال أوسع، حيث أوضح الفريق المؤيد لعمل قوائم مستقلة لتيار اليسار، أن نصيب الأحزاب الاشتراكية في القوائم الموحدة سوف يكون قليل رغم عددها الكبير وارتفاع عدد الراغبين في الترشيح منها.
وعلي صعيد حزب الوفد، أكد أحمد ماهر، أمين حزب الوفد بالإسكندرية، علي انتهاء لجنة الحزب بالمحافظة من تشكيل 80% من القوائم والدوائر الفردية، في الوقت الذي ينتظر فيه الحزب قانون الانتخابات الجديد، والموقف النهائي للقوي المدنية من التحالف الانتخابي، لافتاً إلي وجود تسريبات حول محاولة جماعة الإخوان المسلمين جعل الإسكندرية كلها دائرة واحدة في الانتخابات المقبلة، قائلاً: "في جميع الأحوال نحن نستعد للانتخابات سواء بقائمة مستقلة أو قائمة مشتركة مع القوي المدينة الأخرى".
وكشف ماهر، عن قرار حزبه في حال خوض الانتخابات بقائمة مستقلة، بالمنافسة علي كافة المقاعد بالإسكندرية، من خلال الاستعانة بأعضاء مجلس الشعب السابق عن حزب الوفد، وكذلك شخصيات وفدية يتم اختيارهم وفق معايير قاسية من بينها حسن السير والسلوك، وعدم انتمائهم للحزب الوطني "المنحل"، ومدي تواجدهم في الشارع السكندري وتمتعهم بالفكر السياسي.
وأشار ماهر، إلي أن تيار الإسلام السياسي لن يستطيع بأي حال من الأحوال تعدي نسبة 40% من المقاعد في الانتخابات المقبلة، نظراً لانخفاض أسهمهم في الشارع وفقدانهم المصداقية – حسب تعبيره.
وفي حزب التجمع، فقد طرح أعضاء هيئته خلال اجتماع لهم، استبعاد القيادات التي خاضت الانتخابات طوال الفترة الماضية ولم توفق، وكذلك استبعاد القيادات المستهلكة - الوجوه القديمة- التي كانت تخوض الانتخابات أيام فترة مبارك، وتقديم قوائم من الشباب خاصة الذين شاركوا في ثورة يناير بشكل فعلي.
وأكد أحمد سلامة، أمين الإعلام بحزب التجمع بالإسكندرية، علي وجود اتجاه داخل الحزب علي طرح وجوه وكوادر جديدة شاركت في ثورة يناير، وتتمتع بوجود في الشارع، مؤكداً علي رفض مبدأ أي تنسيق أو تحالف مع أي قوي من تيارات الإسلام السياسي، مفضلاً تشكيل قائمة مشتركة تضم الأحزاب والحركات التي كونت جبهة الإنقاذ الوطني، لتكون قائمة موحدة ضد جميع تيارات الإسلام السياسي، والتركيز في الدعاية الانتخابية علي قضايا العدالة الاجتماعية والحريات.
وأضاف سلامة، أن حزبه بدأ تجهيز قوائمه في كافة الدوائر، انتظاراً لعرض تلك الأسماء علي اللجنة التي شكلتها جبهة الإنقاذ الوطني لإعداد القوائم.
فيما قال الدكتور عفت السادات، رئيس حزب مصر القومي، أن حزبه في انتظار صدور قانون الانتخابات الجديد، وأنه من الوارد جدا أن يدخل الحزب في تحالفات انتخابية، خاصة مع جبهة الإنقاذ الوطني، مضيفاً بأن أمانات الحزب ستعقد اجتماعا فور صدور القانون لإعلان موقف الحزب وبحث كيفية المشاركة الجادة التي تضمن تمثيلا جيدا للحزب في البرلمان القادم .
وكشفت مصادر داخل حزب الدستور بالإسكندرية، علي موقف شباب الحزب ولاسيما طلاب الجامعات، الرافض للتحالف والتنسيق مع أحزاب وحركات أخري خاصة أحزاب الإسلام السياسي، مطالبين بعمل قوائم موحدة لحزب الدستور الذي يملك عدد كبير من الكوادر والشباب في الإسكندرية.
ونفي الدكتور يسري سلامة، أمين حزب الدستور بدائرة سيدي جابر بالإسكندرية، ما أثير حول إبرام الحزب اتفاقات مع عدداً من الأحزاب والحركات السياسية حول الانتخابات النيابية المقبلة، والتنسيق معها من أجل الوصول لتحالف انتخابي، مشيراً إلي أن حزب الدستور لم يتوصل لأي اتفاقات مع أي أحزاب أو حركات سياسية بخصوص الانتخابات النيابية المقبلة.
وأكد سلامة، علي موقف حزبه من رفض انضمام فلول النظام السابق لقوائم الترشح للانتخابات القادمة، مؤكداً أن ما يتردد حول نية الحزب ترشيح كوادر للنظام السابق علي قوائمه، شائعات الهدف منها النيل من الحزب، مشدداً علي أهمية العمل الجماهيري خلال الفترة القادمة في المناطق العشوائية بالدائرة بوجه خاص وعلى مستوى الجمهورية بوجه عام، لمواجهة تيار الإسلام السياسي.