قالت جماعة حقوقية إن سبعة أشخاص على الأقل أصيبوا اليوم الأربعاء في مدينة حماة السورية عندما استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مظاهرة احتجاج ضد الرئيس السوري بشار الأسد قبل يوم واحد من زيارة مراقبين عرب للمدينة. وأظهرت لقطات بثتها قناة تلفزيون الجزيرة على الهواء مباشرة اليوم الأربعاء إطلاق نار وتصاعد دخان أسود فوق شارع في حماة بوسط سوريا فيما كان عشرات المحتجين يهتفون "أين المراقبين العرب". ومن المقرر أن يزور وفد المراقبة التابع لجامعة الدول العربية مدينة حماة غدا الخميس. وظهر في اللقطات التي أذاعتها قناة الجزيرة رجل ينزف من رقبته بينما كان محتجون خلفه يهتفون. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن المحتجين كانوا في طريقهم إلى ساحة العاصي بوسط المدينة للمشاركة في اعتصام بموقع رمزي شهد سحق متظاهرين في وقت سابق هذا العام.
ولم تظهر قوات الأمن في اللقطات التي أذاعتها قناة الجزيرة. وسمع صوت محتجين غير مسلحين كان بعضهم ملثما وهم يقولون "قوات الأسد تطلق النار علينا". ثم بدأ المحتجون يهتفون "عاشت الحرية" و "سننتقم منك يا بشار".
وتحظى المدينة التي تقع على بعد 240 كيلومترا إلى الشمال من دمشق برمزية خاصة لدى السوريين حيث شهدت أكبر مجزرة في تاريخ سوريا الحديث في عام 1982 في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد. وبعد مرور 29 عاما ما زال المتظاهرون في حماة الذين يطالبون بالإطاحة بالرئيس بشار الأسد يمقتون ذكرى والده الذي توفي عام 2000 بعد أن حكم سوريا ثلاثة عقود.
وتظهر اللقطات التي عرضها تلفزيون الجزيرة أن المحتجين بدأوا يلعنون حافظ الأسد فور سماع دوي إطلاق النار قبل أن يهرعوا للاختباء في الأزقة. وغامر بعض السكان بالخروج والهتاف من أجل الحرية قبل أن يعودوا للاختباء. ومع زيادة إطلاق النار صرخ رجل قائلا إن قناصة يعملون الآن في المنطقة. وتكدس عشرات الرجال في ممر ضيق وهم يرددون هتافات مناهضة للأسد وقولون "لا تراجع عن الثورة".
وحماة من بين المدن الأكثر تضررا من تصعيد هجمات الجيش على المراكز الحضرية التي تشهد احتجاجات مناهضة للأسد. وزارت مجموعة من فريق المراقبين التابعين لجامعة الدول العربية اليوم الأربعاء منطقة ملتهبة في مدينة حمص لكن نشطاء قالوا إن جانبا من زيارتهم المقررة ألغي بعد إندلاع إطلاق النار.
وفي البداية رفض نشطاء سوريون في منطقة بابا عمرو بمدينة حمص التي تشهد اعمال عنف التعاون مع وفد المراقبين الذين وصلوا يرافقهم ضابط من الجيش وانسحب الفربق. لكن مجموعة صغيرة من المراقبين عادوا دون الضابط وصاحبهم سكان ونشطاء في جولة لتفقد المنطقة المضطربة.
لكن المراقبين لم يتمكنوا من دخول منطقة قال سكان إنهم يعتقدون أن فيها محتجزين نظرا لاندلاع إطلاق النار. ولم يتضح مصدر إطلاق النار. وقال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان إن سكانا كانوا يرافقون فريق المراقبين إلى المنطقة لارشادهم على المكان الذي يعتقدون أن به محتجزين عندما اندلع إطلاق النار فجأة قرب نقطة التفتيش.