لا أتصور ومعى الملايين من المصريين والعرب أن دولة بحجم مصر ليس لديها القدرة على تنظيم حفل واحد آمن تستطيع أى أسرة أن تذهب إليه دون تخوف من وقوع كارثة، وأقصد هنا الحفلات التى تقام فى الهواء الطلق وليس فى الاماكن المغلقة. مع كل حفل خاصة التى يكون مطربها من نجوم الصف الاول نجد كارثة. ودائما تكون الكوارث بسبب خطأ من الجهة المنظمة. وآخرها حفل المطرب عمرو دياب باحدى الجامعات الخاصة. الكل يعلم اننا فى مصر لا يمكن بأى حال من الاحوال أن ننظم حفلا يصل عدد الجماهير فيه إلى 50 ألفا اللهم إلا مباريات الكرة لان بعض الملاعب مهيئة لذلك لكننا لا نملك مسرحا يتسع لهذا العدد. كما اننا لا نستطيع أن نعد مسرحا يستوعب هذا العدد من البشر. لذلك على أى جهة قبل أن تنظم أى حفل أن تقدر مبدئيا عدد الجماهير التى يمكن أن تحضر دون أن تكون هناك خطورة على المواطنين لكن ما يحدث أن الجهة المنظمة دائما تبحث عن اعلى إيراد للحفل وبالتالى تبيع تذاكر لاى عدد. نعم من الممكن أن يكون المكان يتسع لمليون شخص لكن هل نحن نستطيع السيطرة عليهم. بالقطع لا والدليل أن كل الحفلات يحدث فيها مهازل من تدافع بين الجماهير، وتحرش بالفتيات، وانهيار للمنصات التى توضع فيها المقاعد كما حدث فى حفل ايكون بساحة الاوبرا قبل عامين، او سقوط لوح خشبى تمت تغطية إحدى فتحات التهوية كما حدث فى حفل عمرو دياب الاخير باحدى الجامعات الخاصة. وما يزيد من حجم كارثة حفل عمرو أن عددا غير قليل من المسئولين حضروا ولم يقم احد بدوره للحفاظ على أرواح الناس بالتنبيه إلى إمكانية حدوث كارثة لكنهم انشغلوا بمتابعة الحفل مع الأبناء والأحفاد والتقاط الصور التذكارية مع النجم عمرو دياب. لكن أرواح الناس عادة تأتى فى مرتبة متدنية فى أحوال كثيرة. و«الشروق» سبق لها وطرحت قضية عدم وجود مسارح مفتوحة مهيئه لاستقبال حفلات كبيرة، وفتحنا حوارا مفتوحا مع نجوم كبار مثل محمد منير لان بعض حفلاته ايضا شهدت بعض المشاكل وللأسف كان الاتهام يذهب لجماهير هذا الفنان الكبير لكنه قال العيب ليس فى جماهيرى لكنه فى عدم وجود مكان مناسب فى مصر لاستقبال هذه النوعية من الحفلات.وشدد منير على ضرورة حل تلك الازمة. خاصة أن الاقبال الجماهيرى على بعض الحفلات أصبح كبيرا أزمة حفل عمرو دياب لن تكون الاخيرة وأتصور أن القادم أسوأ. الحفل الاخير نجم عنه اصابات فقط أى أن الله كان رحيما بنا والمستقبل لا يعلمه الا الله ولكن لو استمر التفكير بهذه الطريقة سوف نشاهد قتلى لا قدر الله. وكل ما نرجوه الا ننسى ونهمل الاسباب. وعلى المخطئ أن يحاسب. زيارة عمرو دياب للمصابين امر جيد منه يشكر عليه، ولكن هو ايضا عليه دور كبير فى تأمين جماهيره باختيار المكان المناسب للحفلات، والتأكيد على اخذ الاحتياطات الامنية من الجهة المنظمة واعتقد أن عمرو لديه من القوة ما يجعله يشترط ذلك عند التعاقد.