الانهيار البسيط الذى حدث لجزء من أحد مدرجات الجماهير، خلال الحفل الغنائى للمغنى الأمريكى ايكون، جرس إنذار، يحذر من وقوع كارثة حقيقية من الممكن أن تحدث فى أى لحظة فى الحفلات الخاصة التى تقام بالمسرح الخارجى بالأوبرا. وهذه الحفلات تقام بموجب عقد بين الأوبرا، وبعض منظمين الحفلات الغنائية، وبمقتضاه يدخل المنظم حرم الأوبرا، ويفعل ما يشاء، وبالتالى أصبحت هذه الحفلات يغلب عليها طابع «الفهلوة» فى كل شىء وكأن الأوبرا تضحى بسمعتها واسمها مقابل مبلغ مالى يدخل إلى خزانتها، والمنظم لا يهمه سوى خروج الحفل للنور، والحصول على أرباحه، دون النظر لسلامة الجماهير، لذلك إذا لم تعد أساليب صياغة هذه الحفلات فسوف تحدث كارثة. الأوبرا يجب أن تضع سياسة لإقامة مثل هذه الحفلات لأنها حتى الآن، عبر مشوارها الطويل فى هذا الإطار لم تقنعنا للحظة أنها عندما توقع مثل هذه العقود تضع نصب اهتمامها الحفاظ على أرواح الجماهير، المسئولون عن الأوبرا يجب أن يجبروا المنظم على ضرورة توافر شروط الأمان، وتكون هناك لجنة من أمن الأوبرا، ومهندسون متخصصون فى بناء المسارح الخارجية، والكهرباء، والإضاءة، والصوت، ومسئول عن النظافة والبيئة مهمتها الحفاظ على الناس، واسم المكان. لأن مثل هذه الحفلات رغم أن المنظم مسئول عنها لكن فى النهاية، فإن الكل يعتبر أن الأمر يخص الأوبرا على اعتبار أن الحفل يقام على أرضها، خاصة أن كل المنظمين يستخدمون اسمها، كصرح كبير، فى إقناع النجوم للمشاركة فى الحفل أو فى عمل الدعاية الجماهيرية، واتذكر أن حفل إليسا، وفضل شاكر الذى أقيم فى نفس مكان حفل ايكون قبل عدة أشهر، حضرته المطربة الكبيرة وردة على اعتبار أن الحفل مقام فى المسرح الكبير، وفوجئت به بالخارج واضطرت لمغادرة الحفل بعد بدايته، وهذا معناه أن الأوبرا يستغل اسمها فى الدعاية والإعلان، لذلك، فالمسئولون يجب ألا يتورطوا فى مثل هذه الحفلات حتى لو كان العائد مليون دولار. مشاهد كثيرة تستحق الرصد فى هذه الليلة، المشهد الأول: دخول سيارات الإسعاف ليلة ايكون كان مرعبا لمن وجدوا فى المكان رغم أن الإصابات كانت بسيطة، لكن كان من الممكن حدوث ما هو أكثر من ذلك لو أن الأمر حدث أثناء الحفل، وبالتالى كان الذعر سيضرب المكان والجرى سيكون فى كل الاتجاهات دون مراعاة لوجود أطفال أو سيدات. المشهد الثانى: قيام بعض الأسر بمحاولة استرداد أموالهم، وإعادة التذاكر، لأنهم قرروا عدم استكمال الحفل.. وهذا حقهم لإحساسهم بعدم الأمان. ولأننا فى مصر، فمسألة إعادة التذاكر تتطلب تدخل الشرطة، والذهاب إلى نقطة شرطة السياحة، وتدخلا من بعض العاملين بالأوبرا المسئولين عن التسويق. المشهد الثالث: الشرطة تحاول طرد من تسللوا إلى الساحة المقابلة لأبواب دخول الحفل، ورغم أن رجال الشرطة بذلوا جهدا كبيرا لإعادة الهدوء، والانضباط للمكان، فإن الخطأ الوحيد هو السماح للمنظمين بإقامة مثل هذه الحفلات داخل ساحة الأوبرا، رغم أن المكان يتوسط العاصمة، والمنطقة المحيطة به دائما مزدحمة، ويصعب معها إقامة أى عملية إنقاذ فى حالة وقوع حادث لا قدر الله. المشهد الرابع: بعض المسئولين بالأوبرا حرصوا على الوجود فى الحفل رغم أنهم فى الغالب لا يحضرون الحفلات التى تنظمها الأوبرا، والتى لا يحضرها إلا رجال أمن الأوبرا، والعاملون بالاستقبال، والتفتيش المالى، والإدارى. المشهد الخامس: بعض العاملين بالأوبرا يحاولون تهريب أقاربهم لدخول الحفل، وهو مشهد يسىء للمكان. المشهد السادس: البودى جارد التابع للمنظم يتعامل بشكل مستفز مع الجماهير. المشهد السابع: من داخل المسرح أحد أعضاء فريق ايكون يطالب الجماهير بالهتاف باسم ايكون تمهيدا لظهوره. المشهد الثامن: رجل الأعمال نجيب ساويرس يرفض إخلاء المكان الذى يجلس فيه مع أفراد أسرته رغم قربه من موقع الحادث.