أكدت دراسة يابانية، أن أوراق نبات "خناق الذباب" تعتمد على إشارة كيميائية لإحكام قبضتها على فريستها، وذلك حسب الباحث مينورو أويدا من جامعة توهوكو في اليابان. وعادة ما تقبض أوراق النبات مصيدتها على فريستها، عندما تمس الشعيرات الدقيقة داخل أوراق النبات مرتين من قبل الحشرة خلال 30 ثانية، وهو ما يضمن عدم تحرك هذه المصيدة التي لا تعد إلا ببطء وصعوبة شديدتين إلا عندما يتأكد النبات من وجود صيد داخل أوراقه. ثم يفرز النبات إنزيمات تقوم بتحليل الحشرة التي تم صيدها وهضمها. ويعتمد النبات على هذا الصيد لتعويض النقص الشديد في العناصر الغذائية التي يحتاجها النبات، ولا توجد في تربة المناطق التي ينمو فيها. وأكد فريق الباحثين -في دراسته التي نشرت، اليوم الأربعاء، في مجلة "شيم بايو شيم" المعنية بأبحاث الكيمياء- أن مركبين كيميائيين يستثيران النبات ويجعلانه يقبض على فريسته. وقام الباحثون بتركيب هاتين المادتين بشكل صناعي، وتبين لهم أن النبات لا يحتاج عندئذٍ إلى لمس أهدابه وشعيراته من قبل حشرة حتى يقبض مصيدته على الحشرة. وقال الباحثون، إن نبات "خناق الذباب" يرد على لمس الذبابة له تدريجيا، بإفراز مواد كيميائية تتجمع، وتصل إلى تركيز معين، قبل أن يعطي النبات أمره المباغت لأوراقه بالقبض على الحشرة. قام الباحثون خلال الدراسة بأخذ مستخلص كيميائي من النبات، وتقسيمه إلى أجزاء مختلفة، ثم وضعوا أوراق من النبات لها مصيدة بشكل منفرد داخل هذا المحلول، فوجدوا أن أجزاء النبات امتصت السائل كما يحدث مع باقة زهور، وضعت في آنية زهور، وانقبضت في بعض الحالات بدون أن تستثار أهدابها. ثم استمر الباحثون في فصل الأجزاء الكيميائية لهذا السائل الذي أخذ من النبات وتجريبه، لمعرفة مدى تأثيره على انقباض أوراق النبات، وتوصلوا في نهاية المطاف إلى مادتين كيميائيتين تعرفوا على ماهية واحدة منهما تبدو مادة ملحية مشتقة من أحد الهرمونات النباتية المعروفة. وأكد الباحثون، أن إغلاق المصيدة لا يتوقف على وصول هذه المادة إلى تركيز معين؛ ولكن على كميتها المجردة؛ مما يدعم الفرضية التي تذهب إلى ضرورة تجاوز هذه المادة حاجزا معينا حتى تطبق المصيدة على الحشرة؛ وذلك لأن النبات يبذل جهدًا كبيرًا في إعداد هذه المصيدة، وتجهيزها للصيد مرة أخرى.
