تنسيق الثانوية العامة 2025 ..شروط التنسيق الداخلي لكلية الآداب جامعة عين شمس    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر و10 أيام عطلة للموظفين في أغسطس    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025    5 أجهزة كهربائية تتسبب في زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف.. تعرف عليها    أمازون تسجل نتائج قوية في الربع الثاني وتتوقع مبيعات متواصلة رغم الرسوم    إس إن أوتوموتيف تستحوذ على 3 وكالات للسيارات الصينية في مصر    حظر الأسلحة وتدابير إضافية.. الحكومة السلوفينية تصفع إسرائيل بقرارات نارية (تفاصيل)    ترامب: لا أرى نتائج في غزة.. وما يحدث مفجع وعار    الاتحاد الأوروبى يتوقع "التزامات جمركية" من الولايات المتحدة اليوم الجمعة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مستندات المؤامرة.. الإخوان حصلوا على تصريح من دولة الاحتلال للتظاهر ضد مصر.. ومشرعون ديمقراطيون: شركات أمنية أمريكية متورطة فى قتل أهل غزة    مجلس أمناء الحوار الوطنى: "إخوان تل أبيب" متحالفون مع الاحتلال    حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي ضد إبادة وتجويع غزة    كتائب القسام: تدمير دبابة ميركافا لجيش الاحتلال شمال جباليا    عرضان يهددان نجم الأهلي بالرحيل.. إعلامي يكشف التفاصيل    لوهافر عن التعاقد مع نجم الأهلي: «نعاني من أزمة مالية»    محمد إسماعيل يتألق والجزيرى يسجل.. كواليس ودية الزمالك وغزل المحلة    النصر يطير إلى البرتغال بقيادة رونالدو وفيليكس    الدوري الإسباني يرفض تأجيل مباراة ريال مدريد أوساسونا    المصري يفوز على هلال الرياضي التونسي وديًا    انخفاض درجات الحرارة ورياح.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    عملت في منزل عصام الحضري.. 14 معلومة عن البلوجر «أم مكة» بعد القبض عليها    بعد التصالح وسداد المبالغ المالية.. إخلاء سبيل المتهمين في قضية فساد وزارة التموين    حبس المتهم بطعن زوجته داخل المحكمة بسبب قضية خلع في الإسكندرية    ضياء رشوان: إسرائيل ترتكب جرائم حرب والمتظاهرون ضد مصر جزء من مخطط خبيث    عمرو مهدي: أحببت تجسيد شخصية ألب أرسلان رغم كونها ضيف شرف فى "الحشاشين"    عضو اللجنة العليا بالمهرجان القومي للمسرح يهاجم محيي إسماعيل: احترمناك فأسأت    محيي إسماعيل: تكريم المهرجان القومي للمسرح معجبنيش.. لازم أخذ فلوس وجائزة تشبه الأوسكار    مي فاروق تطرح "أنا اللي مشيت" على "يوتيوب" (فيديو)    تكريم أوائل الشهادات العامة والأزهرية والفنية في بني سويف تقديرا لتفوقهم    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    الزمالك يهزم غزل المحلة 2-1 استعدادًا لانطلاقة بطولة الدوري    اصطدام قطار برصيف محطة السنطة وتوقف حركة القطارات    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    مجلس الشيوخ 2025.. "الوطنية للانتخابات": الاقتراع في دول النزاعات كالسودان سيبدأ من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء    «إيجاس» توقع مع «إيني» و«بي بي» اتفاقية حفر بئر استكشافي بالبحر المتوسط    مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    فتح باب التقدم للوظائف الإشرافية بتعليم المنيا    رئيس جامعة بنها يصدر عددًا من القرارات والتكليفات الجديدة    أحمد كريمة يحسم الجدل: "القايمة" ليست حرامًا.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    فوائد شرب القرفة قبل النوم.. عادات بسيطة لصحة أفضل    متى يتناول الرضيع شوربة الخضار؟    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    حركة فتح ل"إكسترا نيوز": ندرك دور مصر المركزى فى المنطقة وليس فقط تجاه القضية الفلسطينية    أمين الفتوى يوضح أسباب إهمال الطفل للصلاة وسبل العلاج    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير الخارجية الفرنسي: منظومة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية مخزية    ممر شرفى لوداع لوكيل وزارة الصحة بالشرقية السابق    رئيس جامعة بنها يشهد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشرى    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توتا أشعلت جنون الطماطم

حذرت‏'‏ تحقيقات الأهرام‏'‏ في بداية هذا العام من الانتشار السريع للحشرة صانعة الأنفاق في مصر وهي تسمي‏'‏ توتا ألسليوتا‏'‏ فهذه الحشرة دمرت جزءا كبيرا من الطماطم. في حوض البحر المتوسط‏. وهي ذات قدرة فائقة لتدمير العائلة البادنجانية التي تضم الباذنجان والبطاطس‏,‏ وهذه كارثة‏.وقد سجل علماء مصر أول حالة إصابة في العالم في ثمرة الباذنجان‏,‏ وهناك اعتراف بخطورة الحشرة لكن هناك فريق عمل تقوده لجنة المبيدات لمكافحة الآفات تدعمه وزارة الزراعة وتشترك فيه الجامعات للحيلولة دون إصابة الحقول بشدة وتدمير محاصيل الخضر‏,‏ وبالفعل أوصت اللجنة بشكل مؤقت باستخدام مبيدات الخضر التي جربت في أوروبا وأمريكا وثبت نجاحها في المكافحة وسلامتها وهي تحقق نتائج جيدة بالاستخدام في الوقت المناسب‏.‏وتقوم اللجان الفنية والعلمية بدراسة موسعة في المحافظات الحدودية وبعض المحافظات الداخلية لتقييم الموقف ومتابعته وتحديد سبل المقاومة‏,‏ ونحمد الله فإن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة أسهم في القضاء علي أعداد كثيرة من الحشرة‏,‏ ورغم ذلك بلغ سعر كيلو الطماطم لنحو‏8‏ جنيهات وسوف يتضاعف‏,‏ فقد نبهت تحقيقات الأهرام لهذا الوضع تحت عنوان‏''‏ توتا‏'‏ أشعلت‏'‏ جنون‏'‏ القوطة‏',‏ كما نوهنا عن وجود أساليب علمية لمكافحة الحشرة مصرية صميمة لمنع هروب الحشرة لاختراق أوراق وسيقان النبات واستكمال دورتها داخل الأنفاق في الأوراق بأمان
فهل نترك محصول الطماطم التي تقدر زراعته بنحو‏500‏ ألف فدان في العام‏,‏ ويتعدي الانتاج‏3‏ مليارات من الجنيهات؟‏..‏ والخوف بعد قضائها علي الطماطم تتجه لباقي خضروات هذه العائلة التي تضم الباذنجان والفلفل والبطاطس وبعض الخضروات الأخري‏..‏ فهذه الآفة لاحدود لها فهي عابرة للقارات حيث يحملها الهواء وتنتشر بسرعة رهيبة في غياب أعدائها‏..‏ وفد حذر علماء مصر من تزايد ظهور الآفات إذ دخلت مصر‏4‏ آفات خطيرة خلال السنوات العشر الأخيرة تدمر في الزراعة وشكرا‏!‏
ويكشف الخبراء والباحثون الحقيقة والوضع الخطير بصراحة فيبدأ الدكتور صلاح أحمد سليمان أستاذ كيمياء المبيدات بجامعة الإسكندرية ونائب رئيس لجنة المبيدات إنه في شهر يوليو من العام الماضي دخلت الأراضي المصرية آفة تسبب خسائر كبيرة في الطماطم انتقلت من أمريكا الوسطي لأمريكا الجنوبية ومنها لأسبانيا ثم فرنسا وبريطانيا وسويسرا والمغرب والجزائر وتونس وانتقالها للقارات القديمة وانتشارها بشدة‏,‏ حيث استغرقت عامين فقط وانتقلت لليبيا ومصر والأردن وتركيا وسوريا وتسببت في تدمير جزء كبير من المحصول‏,‏ وهناك تقارير تشير إلي إنها وصلت السعودية‏,‏ فهذه الآفة لا حدود لها فتحملها الرياح ويمكن انتقالها أيضا وإصابة المحصول في العائلة الباذنجانية فهي فراشة صغيرة يمكن أن تطير لمسافات طويلة أو محمولة علي الرياح لكن غير معروف مدي انتقالها وطيرانها‏,‏ ويتوقع أن تنتشر في أفريقيا في السنوات المقبلة‏,‏ ويحذر من مواقع فرز الطماطم التي نشرت الحشرة في انجلترا‏,‏ وغيرها من الدول وهي حتي الآن لم تصب سوي ثمار الطماطم في مصر غالبا‏,‏ وللعلم إصاباتها للنبات نفسه تقلل الإنتاج بشدة ويمكن ان يصل التلف إلي‏100%,‏ كما حدث في بعض الزراعات‏,‏ ويوجد في مصر نحو‏500‏ ألف فدان طماطم قيمة إنتاج الفدان لاتقل عن‏6‏ آلاف جنيه‏,‏ وبالتالي ستكون الخسائر فادحة‏,‏ لكن هناك أمل أمام الباحثين في العالم لخفض حجم الخسائر إلي أقل من‏5%,‏ ومازال الخوف من تفاقم الأوضاع والوصول لحد الكارثة وتصل لخسائر كبيرة كما حدث في الدول المصابة‏,‏ خاصة تركيا فهي حشرة سريعة التكاثر‏,‏ فمن الممكن أن تصل إلي‏12‏ جيلا في العام‏,‏ وتضع الأنثي في كل جيل ما يتراوح بين‏300‏ و‏250‏ بيضة بشكل فردي مشتت وليست مثل لطع دودة القطن متجمعة فيسهل جمعها والتخلص الآمن منها‏,‏ كما أن بيض الحشرة الوافدة يفقس مخترقا الأوراق والسيقان محمية بداخل أنفاق في أنسجتها‏,‏ وفي الطماطم تخترق الثمار‏,‏ وفي مصر لايوجد أعداء حيوية لها مما يزيد من مخاطر انتشارها وبالتالي ستأخذ وقتا حتي يحدث توازن ونتمني أن يكون سريعا‏.‏
اتخاذ التدابير
ويضيف الدكتور صلاح سليمان أنه يجب علي المزارعين إتباع الإرشادات أو بالتخلص من الثمار والنباتات المصابة بالدفن‏,‏ ووضع مصايد فرمونية للفراشات في أماكن فرز وتجميع ثمار الطماطم وتعبئتها‏,‏ للتأكد من عدم وصول الإصابة لها‏,‏ وتبحث لجنة المبيدات بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية وكليات الزراعة الطرق التي تستخدم في مكافحة الآفة والتوصية بالمبيدات المناسب في التوقيت المناسب للرش بها علي أن تكون مستخدمة في الخضر وتلجأ لها الدول الأوروبية في برامج المكافحة‏,‏ وسيكون الاستعمال مؤقتا حتي يتم اقتراح المكافحة النهائية المتكاملة‏,‏ وللعلم ثمن المبيدات المسموح بها ليس مكلفا‏,‏ وذلك بعد التقييم والدراسات والمفاضلة بين المبيدات علي أن يتم استخدامها بشكل مناسب والوقت المطلوب وإلا ستفقد المبيدات فاعليتها‏,‏ ولذلك لابد من مراقبة الزرعة يوميا وعند ظهور الإصابة ولو بنسبة‏1%‏ يتم المكافة بالمبيدات حتي يتم القضاء علي فقس البيض قبل حفر أنفاقه في الأوراق والسيقان فلايصل لها المبيد‏,‏ ويتم الرش من‏10‏ إلي‏15‏ يوما علي أن يتم التوقف بفترة مناسبة قبل الجمع‏,‏ وهي فترة التحريم التي يجب الإلتزام بها‏,‏ مع دفن أي ثمار أو سيقان مصابة‏,‏ ويجب فرز الثمار في الحقل وأماكن التجمعات‏,‏ مع تنظيف وتطهير الأقفاص‏,‏ وينصح باستخدام المصايد الفيرمونية‏,‏ الجاذبة والقاتلة للذكور وبالتالي منع تخصيب البيض مع تقييم مدي كثافة وانتشار الآفة‏,‏ ويمكن استخدام المصايد للمكافحة بمعدل من‏2‏ إلي‏4‏ مصايد للفدان‏,‏ وتم إثارة القضية حيث يتعاون الزملاء في معهد بحوث النباتات ومعهد بحوث البساتين والحجر الزراعي والإدارة المركزية للمكافحة والإرشاد الزراعي ولجنة المبيدات وكليات الزراعة للعمل كيد واحدة للوصول لبرنامج علمي قوي لوقف زحف وانتشار الحشرة‏,‏ فالعمل في البرنامج بدأ منذ‏8‏ أشهر عندما جمعنا البيانات الكاملة عن الحشرة‏,‏ والعمل جار بكثافة‏.‏ وقامت اللجنة بوضع بروتوكول لاختيار وتسجيل المصايد والفورمونات المتخصصة تهيئة للسماح بطرحها في الأسواق وأمكن تجميع الطماطم‏.‏
ويضيف الدكتور صلاح سليمان أنه لتحديد حجم الإصابة تم عمل حصر للإصابات وشدتها في المناطق الحدودية وبعض المحافظات الداخلية‏,‏ فشمل محافظة مطروح والواحات وسيناء‏,‏ والنوبارية البحيرة ويوجد بهما أكبر تجمع لزراعة الطماطم‏,‏ ويليها الفيوم والإسماعيلية‏,‏ فالجزء الغربي الملاصق لليبيا يوجد به نحو‏2000‏ مزرعة مفتوحة وصوب‏,‏ ولم تتم الدراسة علي الطماطم فقط بل جميع العائلة الباذنجانية‏,‏ مثل الباذنجان والفلفل‏,‏ ويتم عرض النتائج أول بأول علي وزير الزراعة‏,‏ لأن محصول الطماطم من أكبر المحاصيل القابلة للإصابة يليه الباذنجان‏,‏ وتم تسجيل أول إصابة لثمرة الباذنجان في العالم بمصر‏.‏
الحر القاتل للحشرة
ولوحظ إمكانية التحكم في الإصابة باستخدام برامج المكافحة الموصي بها لمكافحة الحشرات المماثلة‏,‏ مثل دودة ورقة القطن وديدان اللوز التي تصيب الطماطم‏,‏ وثبت من الدراسة أن المزارع التي طبقت برامج المكافحة حدث بها إصابة محدودة جدا‏,‏ وبلغت نحو‏4%,‏ ولم تحدث شكوي في النوبارية لتطبيق برامج المكافحة بشكل جيد‏,‏ أما في منطقة البحيرة أتضح لنا أنه عدم تطبيق البرامج‏,‏ فحدثت إصابة مدمرة بإحدي القري بلغت أكثر من‏80%‏ إلي جانب عدم الاهتمام بنظافة الحقل‏,‏ فزاد تفشي الآفة بصفة كاملة‏,‏ ولوحظ من الدراسات الميدانية التي أجريت خلال شهري أغسطس وسبتمبر اختفاء هذه الإصابة‏,‏ حتي في الصوب نفسها التي عانت منها بسيدي براني بعودة الخضرة والنمو للنباتات المصابة بشدة‏,‏ خاصة الباذنجان‏,‏ ولم يكن لنا تفسير سوي الارتفاع الشديد في درجات الحرارة‏,‏ حيث تخطت‏35‏ درجة‏,‏ وبدراسة سلوك هذه الحشرة اتضح أن الطيف الحراري لها من‏11‏ إلي‏35‏ درجة مئوية‏,‏ وعند انخفاضها أو زيادتها عن هذا الحد تتوقف الحشرة عن الانتشار والتكاثر‏.‏
أما الدكتور ممدوح إدريس وهو من كبار علماء علم الحشرات بزراعة الإسكندرية فيشير إلي أن الحشرة الجديدة لابد من الإسراع في مكافحتها إذا وصلت للحد الاقتصادي‏,‏ فآفة بذرة القطن لايوجد برنامج لمكافحتها‏,‏ وعلي العكس الذبابة البيضاء في الطماطم فهي تعد العدو الأول لأنها تسبب خسائر فادحة في محصول الطماطم يقدر بنحو‏65%‏ من الإنتاج وتصل في بعض العروات إلي أكثر من‏90%,‏ وهي ليست بتغذيتها المباشرة علي الورقة لكن بسبب نقلها لأمراض فيروسية تسبب مرض‏'‏ كرمشة الأوراق‏'‏ أو اصفرارها وهذه الحشرة لودخلت واحدة لابد أن يكافحها المزارع لأن خطورتها في أنها تدمر إنتاج الصوبة‏,‏ فهي تظل لمدة‏30‏ دقيقة تدمر في النبات وتنتقل للآخر وهي حاملة للفيروسات الممرضة والتي توجد في عصارتها اللعابية وتتكاثر بسرعة‏,‏ وهو من الفيروسات المزدوجة‏.‏ لكن بدخول الحشرة الجديدة يكون الوضع خطير بوجه عام لأن أعدائها الطبيعية غير متواجدة فيحدث لها ما يعرف بالفوران‏,‏ وهي زيادة عددية مهولة وغير طبيعية‏.‏
أعداء أخرين
الفراشة حرشفية الأجنحة وحجمها صغير هكذا يصفها الدكتور عبدالعزيز المنشاوي فتحملها تيارات الهواء لمسافات طويلة مثل حشرة صانعة أنفاق أوراق الموالح دخلت مصر عام‏1994‏ وانتشرت علي مستوي الجمهورية وأصابت جميع الموالح وانتقلت لحوض البحر المتوسط‏,‏ ومازالت مشكلة كبيرة لأنها تؤدي لضعف عام في الشجرة‏,‏ وبالتالي الإنتاج الذي ينخفض بنسبة‏50%‏ ويوجد حشرة علي الموالح وهي ذبابة الخوخ وهي من الحشرات الجديدة أيضا ووجدتها لأول مرة عام‏1997‏ في العجمي وتم تسميتها في المتحف البريطاني عن طريقي‏,‏ ويجري عليها مشروع حاليا للقضاء عليها تشرف عليه وزارة الزراعة واتحاد المصدرين‏.'‏ فحشرة الخوخ تتعدي خسائرها‏50‏ مليون جنيه‏,‏ فهي عنيفة وتصيب عدد أكبر‏,‏
لم يكن لها وجود
ويؤكد العالم المصري الدكتور عصمت محمد حجازي المتخصص في علم الحشرات بجامعة الإسكندرية أن هذه الحشرة لم تكن موجودة مطلقا في مصر وأساس موطنها أمريكا الجنوبية ووصلت لأوروبا ووضعت تحذيرات عديدة في محال السوبرماركت لمنعها من الدخول ووجدوها في السنة الماضية‏,‏ ووصلت لمصر عن طريق المغرب العربي وليبيا‏,‏ ورفعنا تقرير في نوفمبر الماضي نحذر من مخاطرها لرئيس لجنة المبيدات‏,‏ وفي يوليو الماضي زرت معهد العلوم الزراعية بالسويد في معمل الكيمياء الايكولوجية أي الاتصال الكيميائي بين الحشرات حيث تنجذب للنباتات بروائح تسمي الروائح النباتية وتفرز الحشرة نوع من الفرمون لجذب الذكور للتلقيح فيمكن استغلال هذه الكيماويات في الحد من الحشرة حيث أنها معروفة وموجودة في أسبانيا وحدث لها فوران هناك فتزايدت بشكل رهيب‏,‏ في أسبانيا بالكامل‏.‏
أعداء الحشرة
وقد تمكن علماء أسبانيا من استخلاص الفيرمون الجنسي وتجهيزه واستخدامه في مصايد لتجميع الحشرة عن طريق مصايد مائية في وعاء من البلاستيك به ماء وصابون‏,‏ وكانت فعالة في الجمع الضخم لهذه الآفة وأحدث وسيلة موجودة في أوروبا استخدام الفرمون الجنسي ومصائد الضوء القاتم للمصباح‏'‏ ولايراه إلا الحشرة تنجذب له‏,‏ وقد توصل الدكتور عصمت في عام‏2004‏ لمصيدة تم نشرها في مجلة علوم الحشرات الأمريكية‏,‏ وتمت علي حشرة أخري بنفس المصيدة التي يمكن استخدامها بنجاح علي هذه الحشرة ويتم الحصول علي الفرمونات من أسبانيا لحين إنتاجها في مصر‏,‏ وهناك طرق أخري يمكن اللجوء لها إذ يوجد نوع من الطفيليات الصغيرة‏'‏ تريكوجراما‏'‏ تتغذي علي بيض الحشرة‏,‏ ويجري عزل الطفيليات من حقول النباتات المصابة ثم إكثارها معمليا وإطلاقها في الحقل وهي آمنة بيئيا‏,‏ ويمكن عزل عذراء الحشرة والحصول عليها من التربة‏,‏ فيمكن عزل النيماتودا الممرضة لها وإكثارها واستخدامها مع ماء الري وهي تصيب الحشرة فقط دون غيرها من الأحياء والنباتات‏,‏ ومن المهم استخدام بعض الفطريات الممرضة للحشرة‏,‏ لذلك يمكن استخدام أكثر من وسيلة للمكافحة لأن طبيعة الحشرة علي النبات تحميها من التعرض بالمبيدات‏.‏
عائلة واحدة
ويكشف الدكتور عصمت حجازي عن وجود حشرة في مصر من نفس العائلة‏,‏ وتصيب نفس النباتات التي تصيبها الحشرة‏,‏ لكن الحشرة الجديدة أكثر خطورة‏,‏ والحشرة الموجودة في مصر حساسة لنوع من الفيروسات الممرضة لها والآمنة بيئيا تسمي الفيروس الحبيبي الذي تم عزله في مصر من الآفة المحلية ويمكن استخدامها من الفيروس الجديد‏.‏ ويري أن مكافحة الحشرة القادمة حديثا لمصر يمكن الاستفادة في الوقت نفسه في مكافحة الحشرات الأخري بنفس الطريقة بشكل مزدوج‏,‏ حيث أن الحشرة الموجودة لا يجري مكافحتها ويجري ترتيب مشروع لإجراء دراسات عليها للتصدي لها بالوسائل البيولوجية‏,‏ والفرق بين الحشرتين في شكل الفراشة إذ أن الجديدة عليها بقع لونها قاتم وشكل اليرقة أو الدودة مختلف إذ يوجد حولها حزام أسود خلف الرأس وقطر نفقها في النبات أكبر ويمكن مشاهدة برازها وهذه علامات يمكن استخدامها في التمييز بين الآفتين‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.