عقد أبناء القبائل فى شمال سيناء مؤتمرهم أمس، وسط حصار من مدرعات الشرطة التى طوقت قرى وادى العمر وأم شيحان والبرث والجورة والطارة. واقتصر المؤتمر على عدد محدود من المشاركين، بينهم بعض أبناء قبيلتى الرميلات والترابين. وأمام لافتتين حملتا عبارات «ضد الأحكام الغيابية والدعوة للإفراج عن المعتقلين»، تلا موسى الدلح أحد منظمى المؤتمر، والمطلوب أمنيا، البيان الختامى للمؤتمر، والذى حمل «مطالب البدو». وشملت المطالب أن:« تتولى ملفات البدو فى سيناء جهات أخرى غير الداخلية، نظرا لفقدها المصداقية والثقة، ووقف حملات المداهمة ورفع الحصار الأمنى عن القرى والتجمعات البدوية، والإفراج عن جميع المعتقلين من أبناء سيناء ومنهم مسعد أبوفجر، ويحيى أبونصيرة، وعيسى المنيعى، وإبراهيم العرجانى، وآخرن، والتحقيق فى الأحكام الغيابية الملفقة وإعادة النظر فيها ، وتقديم ضباط الشرطة المتهمين بقتل أبناء سيناء لمحاكمات عادلة، ووضع القرى والتجمعات البدوية وخاصة الحدودية فى خطط تنموية، وتحسين معاملة أبناء سيناء عند مداخل المدن وكوبرى السلام ونفق الشهيد أحمد حمدى». على جانب آخر، كشف مصدر أمنى فى نفق الشهيد أحمد حمدى المؤدى إلى سيناء رفض ذكر اسمه أن تعليمات صدرت من اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية، عقب لقائه مع شيوخ القبائل فى شمال سيناء، «أكد خلالها ضرورة تغيير المعاملة مع شيوخ القبائل البدوية وأبناء قبائلهم والامتناع عن توقيفهم بالنفق لساعات أو فترات طويلة». وشدد العادلى على «عدم حدوث أى احتكاك خلال الفترة الحالية بين الضباط وأبناء القبائل البدوية المترددين على النفق، مع حتمية التعامل باحترام مع شيوخ وعقائل القبائل البدوية، وأن يتعامل أبناء بدو سيناء مثلهم مثل أى مواطن يمر بالنفق دون إشعاره بأنه مستهدف أو أن هناك تعليمات بالتضييق عليه تحت أى شكل من الأشكال». ومنذ الساعات الأولى من صباح أمس، أغلقت قوات الأمن جميع الطرق المؤدية إلى مقر المؤتمر فى جنوب مدينة رفح ونشرت المدرعات عند مداخل الطرق المؤدية لمنطقة انعقاده فى قرية المهدية (5 كيلومترات جنوب مدينة رفح) وقال موسى الدلح إن مدرعات الداخلية «انتشرت أيضا عند مداخل قرى وسط سيناء ، وكثفت الشرطة من وجودها عند كوبرى السلام بمدخل المحافظة غربا لمنع وسائل الإعلام المصرية والأجنبية من الوصول إلى العريش لحضور المؤتمر». أما محمد الحر، وهو أحد الإعلاميين من شمال سيناء، فقال إنه أثناء سفرى من مدينة بئر العبد إلى العريش استوقفنى «كمين شرطة الميدان، 15 كيلو مترا من مدينة العريش، للاستفسار عن مشاركتى فى المؤتمر من عدمه، وخضعت وسيارتى لتفتيش مشدد مثل كل السيارات المتجهة لمدينة العريش».