أكدت رحيمة الشريف، صاحبة الفيديو المنتشر علي موقع "اليوتيوب" و"الفيس بوك"، والذي يكشف اعتداء ضابط شرطة عليها خلال الوقفة السلمية التي عقدت يوم الأحد الماضي تضامنا مع ضحية التعذيب بالإسكندرية خالد سعيد، المتورط فيها مخبران وضابط بقسم شرطة سيدي جابر، أن ما حدث معها من تجاوزات خلال الوقفة السلمية لم يكن متوقعا، خاصة وأنها كانت وقفة سلمية لا تتعدى الهتافات واللافتات. كشفت رحيمة ل"الشروق"، اليوم الأربعاء، أنها سبق والتقت خالدا منذ ما يقرب من عام، عن طريق أقاربها في الإسكندرية، وبعدما شاهدت صوره بعد وفاته في العديد من المواقع الإخبارية والصحف أجرت عدة اتصالات بالأهل والأقارب لتتأكد من أنه صاحب الصورة المنشورة على النت. وقالت رحيمة: "الولد ده بريء جدا وخجول وأقصى اهتماماته هي موسيقي الراب وأخبار الفرق الموسيقية، ده حتى السجاير مش بيشربها"، وتابعت أن صورته التي تم تداولها علي النت كانت مؤلمة ومخيفة من أن يكون هذا مصير الجميع على أيد الشرطة التي تطبق "قانون الغابة"، وهو ما دفعها للمشاركة في هذه الوقفة الاحتجاجية. وتساءلت رحيمة عن ثقة الشرطة التي لا تخشى التصوير أو نقل هذه الفيديوهات والصور التي تثبت جرمهم للمسئولين، كما تساءلت كيف يفلتون من العقاب ومن القانون الذي أصبح يحمي مجازرهم ولا يدينها. ووصفت وصولها إلي المكان المقرر للوقفة الاحتجاجية بالوصول إلى ثكنة عسكرية، مشيرة إلى أنه كان مليئا بسيارات الأمن المركزي الذين كانوا يحملون العصي في حين أن المتظاهرين لا يحملون سوى اللافتات، وقالت بالحرف: "أنا مش من هواة الاحتجاجات والوقفات، لكن لما نزلت ما كنتش مصدقة إن دول مصريين واقفين في وش مصريين تانين. الشرطة أصلها بتطبق قانون الغابة". وروت رحيمة واقعة رأتها خلال وقفتها، وهي أن رجلا يتجاوز عمره الخمسين من عمره جاء يصيح باحثا عن أخته الكبرى، ويخبر الضابط المسئول أن أخته ليست متظاهرة، وإنما كانت تعطي فتاة ملقاة على الأرض زجاجة مياه، ولا شيء أكثر من هذا، وأنها مريضة بالقلب ولا تحتمل الاحتجاز، حيث كان يحتجزها الطوق الأمني وسط مجموعة المتظاهرين، فأخبره الضابط بأنه سوف يرى ماذا يستطيع أن يفعل ولكن دون جدوى. وأضافت أن رجال الأمن جمعوا عددا كبيرا من المجتمعين ووضعوهم في سيارة الترحيلات رافضين إعطاءهم مياها يشربونها، وعرضوا عليهم استبدال زجاجات مياه بالهواتف النقالة الخاصة بهم، وعندما حاول بعض الأشخاص إلقاء زجاجات مياه إليهم منعهم الأمن، رغم ما كان يعانيه بعضهم من حالة إعياء نتيجة الحر والتكدس داخل السيارات. ووصفت قانون الطوارئ بأنه "تشريع لبلطجة الشرطة علي الشعب".. واستطردت: "عشان كده قالوا إن خالد كان معاه مخدرات، لأن تغيرات القانون اللي هما قالوا إنهم عملوها جعلت استخدامه (أي القانون) مباحا فقط في قضايا المخدرات والإرهاب. وطبعا ما كانش حينفع يقولوا إنه إرهابي عشان يبرروا اللي هما عملوه. بس حتى لو كان مذنب، مفيش حاجة تبرر انه يتعمل معاه كدة، لأن فيه قانون دي مسئوليته، لكن وجود قانون الطوارئ ده خلانا كلنا مباحين للشرطة". وتابعت رحيمة: "المسئولين دايما يقولوا مصر أكتر بلد أمان، وأنها أحسن من بلاد كتير، هو إحنا عايزين نقارن ونقول مين أحلى، ولا نحس الكلام ده مش بس نقوله وشعارات وخلاص". وحول تعرضها للاعتداء من قبل ضابط شرطة في الوقفة السلمية التي كانت أمام وزارة الداخلية قالت: "أنا مستغربة جدا أن ضابط برتبة كبيرة زيه المفروض انه مخضرم يغلط غلطة زي دى، خاصة أنه مش شاب طايش ولسه جديد مش عارف أزاي يتحكم في أعصابه وفي الموقف، وحاليا أنا مش قضيتي الموقف ده أنا قضيتي خالد سعيد". وقالت رحيمة: "أنا في الأول كنت خايفة لكن خلاص لما الواحد بيدخل دايرة الخطر الخوف بيروح، خاصة لما بيشوف أن اللي قدامه مش هامه حاجة فالواحد كمان مش بيهمه حاجة"، مضيفة أن قضية خالد ليست قضية أهله وحده، إنما هي قضيتنا كلنا. وعلى ضوء تشريح الجثة من جديد وبيان أسباب الوفاة حنشوف لو حنعمل إتمام وقفات أخري سلمية صامته يومي الجمعة والأحد القادمين. وأوضحت أن ما يريده الجميع هو كلام مقنع عن الأسباب الحقيقة للوفاة ومحاسبة الجناة، بالإضافة إلي توضيح ما نشرته الداخلية من تهم وألصقتها بخالد من التعرض لأنثى والتهرب من التنجيد وحمل سلاح أبيض وبيان مدي صحتها من كذبها. تابع جميع الأخبار المتعلقة ب"شهيد الطوارئ" من خلال هذا الرابط: بالفيديو.. شهود العيان ينسفون بيان الداخلية حول مقتل شهيد الطوارئ