اقتربت الأجواء الشتوية من السيطرة على الحالة الجوية، فمع انخفاض درجات الحرارة تزداد شكاوى الكثيرين من آلام الأسنان أو حساسيتها تجاه المشروبات الباردة والساخنة؛ ما يطرح سؤالًا حول ما إذا كان للبرد علاقة فعلية بآلام الأسنان؟ الدكتورة مريم عبد الحليم، طبيبة أسنان، تقدم في تصريحات خاصة ل"الشروق"، روشتة علاجية لسلامة الأسنان والاستمتاع بالطعام والشراب وعبور فصل الشتاء بأمان وبدون ألم. وقالت "عبد الحليم"، إن ألم الأسنان بالفعل يزداد خلال فترة الشتاء بسبب الطقس البارد، لكن هذا يظهر بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين يعانون مشكلات سابقة في الأسنان مثل "الحساسية أو تآكل طبقة المينا". وأوضحت طبيبة الأسنان، أن تآكل المينا يؤدي إلى انكشاف طبقة العاج الحساسة؛ لذا تكون أكثر عرضة لتأثير الهواء البارد أو المشروبات منخفضة الحرارة، كما أن انحسار اللثة يكشف أجزاء من جذر السن، ما يسبب ألمًا حادًا عند التعرض للبرد. * البرد يصدم الأعصاب مسببًا الألم وتابعت أن الصقيع يؤثر على أعصاب الأسنان الملتهبة، وتزيد من حدة الالتهاب، كما أن التغير المفاجئ بين انخفاض درجة الحرارة وارتفاعها سواء في الجو أو حتى المشروبات يسبب ما يشبه الصدمة للأسنان؛ لا سيما أن تركيبتها تحتوي على أنابيب دقيقة مملوءة بسائل يتأثر بتغير الحرارة، فتتحرك السوائل مسببة ضغطًا على العصب يؤدي إلى الألم. * من الأكثر عرضة للألم؟ وأشارت إلى بعض الأشخاص الأكثر عرضة للألم، خصيصًا من لديهم تركيبات معدنية غير معزولة جيدًا، أو شروخ دقيقة في الأسنان، أو تراجع في اللثة، وكذا مرضى الجيوب الأنفية، مضيفة: "في بعض الحالات، يظن المريض أن لديه ألمًا في الضروس الخلفية العلوية، لكنها في الحقيقة ناتجة عن التهابات الجيوب الأنفية القريبة جدًا من جذور الأسنان". * قلة شرب الماء تؤثر على عملية التنظيف الذاتي للفم وحذّرت طبيبة الأسنان، من أن قلة شرب الماء في الشتاء تؤدي إلى جفاف الفم؛ ما يقلل من إنتاج اللعاب الذي يقوم بعملية التنظيف الذاتي للأسنان والفم، فيحدث تراكم للبكتيريا، إذ ربما تصاحبه رائحة غير مستحبة ومشكلات لاحقة في اللثة. * نصائح لتقليل ألم الأسنان في الشتاء وتوصي الدكتورة مريم، بعدة خطوات بسيطة لتقليل الألم الناتج عن الحساسية، منها: "استخدام معجون مخصص للأسنان الحساسة يحتوي على الفلورايد أو نترات البوتاسيوم، وتجنب الانتقال المفاجئ بين المشروبات الساخنة والباردة". وشددت على ضرورة الابتعاد عن الأطعمة الحمضية التي تزيد من تآكل المينا، وعدم تنظيف الأسنان بقوة أو باستخدام فرشاة خشنة، لافتًا إلى حتمية زيارة الطبيب إذا استمر الألم أو زادت الحساسية لتحديد السبب بدقة. واختتمت أن الشتاء لا يسبب وجع الأسنان، لكنه يكشف المشكلات الكامنة فيها، فالعناية المنتظمة والنصائح البسيطة كفيلة بأن تجعل البرد يمر بسلام.