- زكريا: ضعف القدرة الشرائية للمواطن ومبيعات 2023 وراء الانخفاض تعاني سوق الأجهزة الكهربائية المحلية من ركود حاد، تظهر ملامحه في انخفاض حجم المبيعات بنحو 40% خلال نوفمبر الجاري، على أساس سنوي، بالرغم من عروض «البلاك فراي داي»، وفق جورج زكريا رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية بغرفة الجيزة التُجارية. وينتظر تُجار القطاع شهر نوفمبر من كل عام، حيث يزداد –عادة- حجم مبيعات الأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية، مدفوعة بتخفيض الأسعار من خلال عروض خصومات تُعرف ب «البلاك فراي داي». وأرجع زكريا حالة الركود التي تُسيطر على السوق المحلية إلى سببين، أولهما ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن، والسبب الآخر، أن المبيعات الهائلة التي تحققت في نهاية عام 2023 أدت إلى تشبع نحو 90% من المستهلكين من منتجات القطاع. وارتفعت مبيعات القطاع بنهاية 2023 بأكثر من 5 أضعاف المعدل الطبيعي، بسبب الارتفاعات السعرية القياسية، في فترة ما قبل صفقة رأس الحكمة، والتي تسببت في اندفاع المستهلكين نحو شراء الأجهزة خوفا من زيادات سعرية أخرى مرتقبة، وفق تصريحات سابقة لرئيس الشعبة ل«الشروق». وبحسب زكريا، فإن الشركات طرحت خصومات سعرية بنسبة 10% خلال نوفمبر الجاري، على المنتجات المختلفة، كالثلاجات، البوتوجازات، والغسالات، والشاشات، وغيرها، ولكن هذه الخصومات لم تُجدِ نفعا في حركة المبيعات، على حد قوله. وأضاف رئيس الشعبة، أن الشركات كانت قد ألغت في أكتوبر الماضي، الخصومات السعرية التي فعّلتها خلال مبادرة رئيس الوزراء، موضحا أن الخصومات الحالية هي ليست بخصومات جديدة، وإنما إعادة للمستويات السعرية التي كانت مُسجلة في شهري أغسطس وسبتمبر 2025. وأشار إلى أن الشركات ستوقف هذه الخصومات مع نهاية نوفمبر الجاري، وهو ما سيرفع الأسعار مرة أخرى بنحو 10%، متوقعا انخفاضها مرة أخرى مع بداية 2026. وفي نهاية يوليو الماضي، أطلق مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مبادرة حكومية بالتعاون مع التجار والمنتجين، لتخفيض أسعار السلع بشكل فوري، لتتناسب مع التحسن الإيجابي في مؤشرات الاقتصاد المصري، وهبوط الدولار إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من عام. وأعلنت أغلب شركات الأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية حينها عن تخفيض أسعار منتجاتها بنسبة تراوحت بين 10 و20%، ولكنها تخلت عنها في أكتوبر اللاحق، بحسب ما قاله رئيس الشعبة. وأوضح زكريا، أن الشركات لم تقوم بتخفيض حقيقي لأسعار منتجاتها، رغم انخفاض سعر صرف الدولار، ولكنها تقوم بطرح خصومات سعرية فقط، لكي تتمكن من إيقافها في أي وقت. وهبط الدولار بنحو 7% منذ بداية العام الجاري، ليصل إلى مستويات ال 47.40 جنيه للبيع، وهو أدنى مستوى منذ يونيو 2024، بدلا من 50.90 جنيه في بداية 2025. وقال زكريا، إن شركات الأجهزة الكهربائية كانت تدرس رفع الأسعار بنسبة تتراوح بين 5 و7% بسبب زيادة أسعار الحديد الصاج مؤخرا، ولكن التُجار حذروا من هذه الزيادة. وأضاف أن الشركات أرجأت بالفعل رفع الأسعار حتى نهاية العام على الأقل، متابعا: «السوق لا يتحمل أي زيادات سعرية في الوقت الحالي». ورفعت المصانع العاملة في قطاع الحديد والصلب، بالسوق المحلية، أسعار الصاج (الصلب الساخن) بقيمة 2000 جنيه، في بداية نوفمبر الجاري، ليصل سعر الطن إلى 35 ألف جنيه للطن شاملًا ضريبة القيمة المضافة 14%. وأشار زكريا إلى أن الصاج يمثل أكثر من 70% من المنتج النهائي (الغسالات والبتوجازات والثلاثجات)، لافتا إلى أن زيادة سعر الطن بقيمة 2000 جنيه، يرفع تكلفة الإنتاج بما لا يقل عن 5%. ويذكر أن وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية، قد فرضت رسومًا وقائية مؤقتة لمدة 200 يوم بداية من سبتمبر على واردات الصلب، من بينها الصاج، بنسبة 13.6%. وتراجعت أسعار الأجهزة الكهربائية بنحو 50% خلال الفترة ما بين مارس 2024 وحتى الآن، ليصل متوسط سعر الغسالات –على سبيل المثال لا الحصر- إلى 15 ألف جنيه مقابل 30 ألف جنيه، بحسب زكريا. وأوضح أن هذا الانخفاض الكبير في الأسعار خلال تلك الفترة أعطى أمل للمستهلك بمزيد من التراجع بالتزامن مع انخفاض الدولار، وهو ما جعله يُرجئ قرار الشراء خلال الفترة الحالية.