هو شخصية تحمل العديد من المتناقضات، هادئ فى بعض الأحيان، وعصبى فى أحيان أكثر خصوصا عندما يكتشف الخطأ، لا يعترف إلا بلغة الأرقام ولا يتعامل سوى باللوائح والقوانين، حتى إن البعض وصف الكثير من قراراته بأنه يسبح ضد التيار. خاض العديد من المعارك بدأها بتغيير اللوائح العقيمة والتى كانت سببا فى ركود الحركة الرياضية على حد قوله، واختتمها بفتوى مجلس الدولة بإجراء الانتخابات فى نادى الزمالك باستثناء قانونى، مرورا بالعديد من القضايا والملفات الشائكة منها أزمة البث الفضائى للدورى المصرى وعرض شركة التسويق الإنجليزية.. وقبلها أزمة الميثاق ولوائح اللجنة الأوليمبية وجهل بعض مسئولى الاتحادات الرياضية بهذه اللوائح. هو المهندس حسن رئيس المجلس القومى للرياضة الذى تحدث معنا فى جميع هذه الأزمات ووضع العديد من النقاط فوق الحروف فى كثير من القضايا المثيره للجدل، وكان لنا معه هذا الحوار المثير والذى تحدث فيه بصراحة وهدوء دون قيود، لأنه كما قال لا يعترف بالخطوط الحمراء. عيد الرياضة الشروق : كثر الهجوم على عيد الرياضة لدرجة أن البعض قابله بالسخرية؟ صقر : هذا ما حدث بالفعل وسمعت تعليقات سخيفة كثيرة وفى بعض الأحيان كانت التعليقات جارحة ولكن أردت أن أرد على كل هؤلاء بالأرقام وليس بالشكل المظهرى الذى تعودنا عليه من خلال الاحتفال فى مختلف المجالات، ودعنا نقول إن أساس عيد الرياضة هو جوهر القضية فقد جعلنا له محاور كثيرة بعد أن صدق عليه الرئيس حسنى مبارك وأصبح واقعا، وتم وضع أربعة محاور للاحتفال. الأول هو تكريم المتميزين من الأبطال الرياضيين.. وثانيا تكريم للبحوث والإعلام.. وثالثا الرواد.. ورابعها الإدارة الرياضية، وعندما درسنا الموضوع وجدنا أن المحور الأول وهو تكريم الرياضيين لا يجوز أن يتم تكريم بعد التكريم الذى نالوه من الرئيس مبارك ولأول مرة فى تاريخ الرياضة المصرية يتم منح 126 وساما من القيادة السياسية وهو تكريم للرياضة المصرية ككل. أما المحاور الثلاث الأخرى فهى تحتاج إلى وقت لاختيار من يستحق خصوصا بعد أن أرسلنا 120 استمارة للهيئات الرياضية للترشيح وشكلنا لجنة على مستوى عال برئاسة اللواء عبدالكريم درويش ومعه كل من الدكتور عبدالحى عبيد وجمال مختار وفهمى عمر ونبيل عمران وغيرهم من الرموز الرياضية وللأسف اكتشفنا أن نسبة كبيرة من مسئولى الاتحادات لم يستوعبوا قراءة الاستمارات ووضع المعايير الصحيحة وكان هناك تضارب فتم التأجيل للعام المقبل حتى يتم اختيار من يستحق التكريم بشكل مدروس، ركزنا فى هذا العام على عنصر جديد وهو كيف نبرز الأنشطة الرياضية فى المحافظات على مدار 15 يوما وكيف ندخل عصر تطوير مستوى المنشآت الرياضية خصوصا أن الدولة لم تبخل عليها وتم صرف نصف مليار جنيه على المنشآت، وبالفعل كانت الأرقام خير رد على المشككين وأصحاب المصالح. الشروق : ولكن هذا لم يقنع من قاموا بالهجوم عليك؟ صقر : ولماذا الهجوم.. فأنا استمع جيدا وعندما اقتنع بفكرة أقوم بتنفيذها فورا ولكن دعنا نناقش الموضوع بشكل مختلف عندما يتم إقرار عيد الرياضة من القيادة السياسية فالتأكيد هذا تكريم للرياضة والرياضيين، للأسف نحن ننظر للجانب السلبى فقط فالشعب عندما يشاهد رئيس الوزراء والحكومة وهم يمارسون الرياضة فهى تكون رسالة إلى أفراد الشعب لممارسة الرياضة ونقول إنها ليست بالسن أو المنصب، هذا من أكثر الأشياء الإيجابية. البث الفضائى الشروق : وماذا فعلتم فى قضية البث الفضائى؟ صقر : نحن نظمنا ندوة دولية وحضرها خبراء من مختلف دول أوروبا لتوضيح كيفية تعامل هذه الدول مع البث الفضائى ونقل تجاربهم وشارك فيها جميع الأطراف وما اتفقنا عليه من المفترض أنه ينفذ حاليا وما يهمنا فى هذه القضية هو صالح الأندية والحصول على حقوقها كاملة حتى تستطيع الصرف على نفسها وترفع الدولة يدها عن الدعم فى يوليو المقبل وهو القرار الذى سيصدر قريبا وتصبح الأنديه ال16 للدورى الممتاز مسئولة عن نفسها ونهتم نحن بباقى الأندية الأخرى التى تبلغ ما يقرب من ال1200 ناد ومطلوب الصرف عليها بشكل مستمر لأنها تفتقد موارد التمويل الذاتى والمبدأ الذى نسير عليه فى المرحلة المقبلة أن من لديه فرصة البث الفضائى فليصرف على نفسه ولن نعطى الأندية المستفيدة من البث أى دعم ولهذا وضعنا نموذجا من الخارج وعلى الأندية أن تبحث عن حقوقها وقد أرسلنا الملف إلى اتحاد الكرة المسئول الأول عن صالح الأندية وهذا حقه وطلبنا منهم أمرين الأول تشكيل لجنة لبحث الأمر تمثل كل الاتجاهات للأندية والثانى المساواة فى توزيع النسب. الشروق : ولكن هناك تخوفا من نسب التوزيع؟ صقر : ولماذا التخوف مادامت هناك لجنة سباعية تم تشكيلها برئاسة سمير زاهر وعضوية كل من: ممثل الأهلى، والزمالك، والإسماعيلى، والاتحاد السكندرى، وممثل لأندية البترول هو طارق غنيم، وأندية الشركات هو إبراهيم محلب، وواحد عن القوات المسلحة، فهل هؤلاء يمكن أن يتنازلوا عن حقوق أنديتهم أو من يمثلونهم حتى نصل إلى تعديلات القانون الحالى الذى لا يسمح بتكوين روابط للأندية. الشروق : وماذا عن عرض شركة التسويق الإنجليزية؟ صقر : ما حدث أننا وافقنا على عرض الشركة الانجليزية وهى شركة متخصصة فى عمل كراسة شروط ومواصفات للبث الفضائى وهى من أكبر الشركات العالمية فى هذا المجال، وهى مفوضة من مجموعة السبعة كاستشارى يأتى بأحسن المواصفات وأعلى الأسعار فى مقابل نسبة معينة متفق عليها وقد وضعت الشركة نظاما ونسبا كلما ارتفعت قيمة الدورى ارتفعت نسبتها، وهى مجرد وسيط واستشارى تضع كراسة الشروط والمواصفات الخاصة وفى النهاية لجنة السبعة هى التى تقرر. الشروق : وما تفسيرك لمشكلات اللائحة التى لا يعرفها مسئولو اتحاد الكرة؟ صقر : نعم هناك بعض المسئولين غير مدركين للوائح الدولية أو حتى تعديلاتها الجديدة وللأسف هذا يعتبر قصورا فى الثقافة الرياضة ولابد من مراجعة بنود اللوائح الدولية حتى لا يحدث مثلما حدث فى المادة 18 فى لائحة الفيفا ودورى المحترفين وغيرها مما تم الكشف عنه وعلمنا به بعد وقوع أزمات بين الأندية واللاعبين واتحاد الكرة. الشروق : وماذا عن حفل قرعة مونديال الشباب؟ صقر : تنظيم حفل قرعة كأس العالم للشباب سيكون لائقا باسم مصر وفى أحسن مكان فى العالم يحمل العراقه والتاريخ المصرى ليعبر عن مكانة مصر أمام العالم وسوف يكون يوما رائعا ستظهر فيه إمكانات مصر الحقيقية وذلك بعد المجهود الذى بذله كل من هانى أبوريدة رئيس اللجنة المنظمة للبطولة وخالد عبدالعزيز مدير البطولة وأيضا ما قام به الدكتور سمير فرج رئيس مدينة الأقصر الذى سخر كل الإمكانات فى سبيل إنجاح هذا الحفل الذى سيقام غدا ويشاهده العالم كله. الزمالك الشروق : هل انتهت أزمة الزمالك بعد فتوى مجلس الدولة وتحديد موعد الانتخابات؟ صقر : أى مسئول يتمنى استقرار هذا الكيان ولكن للأسف هناك من يتاجر بالقضية، وللأسف الجميع داخل وخارح النادى علقوا تراجع نتائج فريق الكرة على شماعة المجالس المعينة، على الرغم من أن الزمالك حصل على بطولات عديدة فى ألعاب أخرى ومن الظلم أن نختصر تاريخ الزمالك فى مباراة لكرة القدم أو بطولة. القصة تتلخص فى أن قراراتنا كانت رد فعل للقضايا المثارة على ساحات المحاكم والأحكام القضائية، وكنا نتعامل مع القانون وبالطبع انعكس ذلك على النادى وكانت هناك انتخابات فى يوليو عام 2008 وتم إيقافها بسبب حكم قضائى قبل إجرائها ب48 ساعة فقط ولا تعقيب على الأحكام القضائية، والآن تم تحديد موعد للانتخابات بناء على فتوى مجلس الدولة. الشروق : ألست خائفا من الطعن على هذه الانتخابات بحجة مخالفة تلك الفتوى للوائح؟ صقر : كل شىء قابل للطعن مادام هناك عدم إخلاص للنوايا وعندها يصبح كل شىء مباحا، وكل ما يحدث لنادى الزمالك من صنع أبنائه وليست الجهة الإدارية، بدليل المبادرة الطيبة التى قام بها الدكتور سيد مشعل وزير الإنتاج الحربى، ولكن لم تنجح فى لم الشمل وترتيب البيت من الداخل أليسوا هم الرموز الذين قالوا نحن مستعدون لتقبل أى شىء من أجل مصلحة الزمالك، أين هم الآن، وأؤكد أن أى فرد من حقه أن يرفع قضية وهناك أيضا من يريد أن يدخل الزمالك فى نفق مظلم من جديد، فالجهة الإدارية بريئة مما يحدث فى الزمالك وكل ما فعلته أنها استطاعت أن تحضر فتوى من كبار القانونيين فى الهيئة القضائية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. الشروق : ولكن هناك اتهاما صريحا بمجاملتك لممدوح عباس تحديدا؟ صقر : أرفض هذا الاتهام لأن الجميع يعرف من أتى بممدوح عباس فلا يمكن أن أجامل أحدا على حساب كيان بحجم الزمالك، الحكاية للأسف تم تحويرها للنقيض فبدأت باختيارى لممدوح عباس من أجل مساعدة النادى ماديا والخروج من عثرته وكان ذلك بموافقة الحكماء وعندما تم إيقاف الانتخابات لم أستطع اختياره مرة أخرى وجعلت رموز النادى وحكماءه يختارون من يشاءون لمصلحة النادى وبالفعل كانوا عشرة؛ ثمانية اختاروا ممدوح مرة أخرى، وواحد اعترض، والآخر لم يبد رأيا وتحفظ وبهذا اضطررت أن أصدر قرارا بناء على اختيار الرموز وكانت الفترة الأولى من حكم عباس مليئة بالإيجابيات فقد حصل الفريق على بطولة الكأس وحصدت الفرق الأخرى العديد من الألقاب فى اللعبات الأخرى ولكن فى الفترة الثانية ساءت الأحوال بعد التدخل الواضح من البعض فى شئون النادى والقضايا التى أرهقت الكيان، وفى النهاية أصابع الاتهام أشارت إلى الجهة الإدارية فى قضية الزمالك. الشروق : وماذا عن الانتخابات المقبلة وإعلان مرتضى منصور ترشحه على مقعد الرئاسة؟ صقر : الانتخابات ملك للجمعية العمومية وهى التى تبدى رأيها وتأتى بمن يقود مسيرة النادى خلال السنوات الأربع المقبلة وهى التى ستجنى ثمار ذلك، ولن يكون لنا تدخل من قريب أو بعيد فى الانتخابات، ولدينا قناعة بأن كل هذه الأمور خاصه بأصحابها ولا دخل للمجلس القومى فى ذلك. ومن موقعى كمسئول لا أعترض على أى اسم يرشح نفسه فى الانتخابات مادام ذلك فى إطار القوانين واللوائح. الشروق : وهل تعانى من زملكاويتك؟ صقر : أنا منذ عام 58 فى نادى الزمالك وابن من أبنائه والجميع أصدقائى كما هو الحال فى العديد من الأندية فعلاقتى قوية بالجميع.. المشكلة الرئيسية أننى من القطاع الرياضى وهو ما اعتبره البعض شيئا سلبيا لأنهم لم يتعودوا أن يتولى هذا المنصب شخص رياضى. اللجنة الأوليمبية الشروق : ماذا عن انتخابات اللجنة الأوليمبية؟ صقر : كل مرشحى اللجنة الأوليمبية سواء عصام أو محمود هم أصدقائى ومن المقربين لدى وأتمنى أن تسير الأمور بشكل متحضر كما تعودنا من الاثنين لأنهما فى النهاية أصدقاء وأنا لست متحيزا لأحد ضد آخر وسوف أتعامل مع من يفوز . الشروق : ولكن خلافات المجلس واللجنة باعدت بين اتفاقهم على شىء؟ صقر : ليست هناك خلافات شخصية ولكنها اختلاف فى وجهات النظر فقط والعملية مشاركة فى حدود المتاح ولم تصل لحد التدخل فى الشئون الداخلية للجنة الأوليمبية أو إجبارها على قرار لم يكن فى صالح الرياضة أو الاتحادات. الشروق : ولماذا تقرر تقليص بعثة مصر فى دورة البحر المتوسط؟ صقر : هذا هو الطبيعى فلابد من أن نستفيد من التجارب السابقة ودعنا نتفق على شىء مهم وهو أننى لا أعطى تعليمات للجنة الأوليمبية لأن هذا شأن داخلى ولكن هناك لجنة فنية تتعاون مع اللجنة الأوليمبية فى المجلس القومى ورأينا كلجنة فنية أن البطولات الإقليمية مثل البحر المتوسط لا تصلح لأن تكون إعدادا لبطولات أخرى، وهو ما كان يفكر فيه بعض رؤساء الاتحادات وقد تم رفضه من أجل المحافظة على سمعة مصر، ولكن أيضا لا يمكن لمصر بتاريخها أن تشارك بعدد قليل فى دورة كبرى مثل هذه فأردنا أن نصنع توازنا بين معطيات الكم والكيف، وهذا ما تم مع اللجنة الأوليمبية بحيث لا يشارك إلا من يستطيع الحصول على أحد المراكز المتقدمة من الأول وحتى السادس وهذا هو الطبيعى، وتم رفض من لم يرسلوا تقييمهم للدورة والنتائج المتوقع حدوثها. الشروق : أخيرا هل أنت نادم على قرار اتخذته؟ صقر : لست نادما على شىء، على الرغم من أننى أحمل تركة مثقلة بالهموم والمشكلات المتراكمة إلا أننى أحاول أن أسد كل الثغرات التى تظهر فى طريق التطوير ومصر تستحق أن نعمل من أجلها لتثبيت الريادة لتطبيقها عمليا وليست شعارا، أما الهجوم الذى يحدث لى كل فتره فهذا من سمات النجاح فكلما اجتهدت وعملت أكثر يكون الهجوم أكثر ولكن إذا عملت بضمير سليم لا يهمك كل هذا لأنه لا يصح إلا الصحيح فى النهاية مع العلم بأن الهجوم والنقد أحيانا يكون مؤذيا نفسيا ويصل فى بعض الأحيان إلى حد السب ولكن إذا كانت هذه ضريبة النجاح والعمل الجاد فدع من يهاجمك وانظر للأمام. الشروق : ولكن البعض فسر أغلب قراراتك بأنك تسبح ضد التيار؟ صقر : ولماذا السباحة ضد التيار.. أحب أن أوضح أن الهدوء شىء وإصدار القرارات شىء آخر خصوصا عندما تكون فى دائرة الصالح العام، فأنا بطبيعتى عصبى فى العمل وكل من يعمل معى يعرف ذلك، على الرغم من محاولتى الظهور بشكل هادئ، وكل محاولة أقوم بها للإصلاح أجد من هو ضدى، فهناك دائما نوع يقاوم كل إصلاح لأنه ضد مصلحته الشخصية ولكن أنا لاأزال أتصدى لهؤلاء ولن أستسلم مهما ألقوا بالتهم أو سخروا من إنجاز تحقق.