تراجعت أعداد الشكاوى التى يتلقاها اتحاد الصناعات، من الشركات المتضررة من صعوبة الاستيراد خلال الأيام الأخيرة الماضية، وذلك بعد أن شهدت الأسواق حدوث انفراجة فى الإفراج عن المواد الخام ومستلزمات الإنتاج المحتجزة فى الجمارك، بحسب محمد البهى عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات. وسمحت البنوك مؤخرا على فتح اعتمادات استيراد بالعملة الأجنبية لشركات محلية غير مصدرة وليس لديها إيرادات بالعملة الأجنبية دون المطالبة بأى مستندات لمصادر العملة، حيث تقوم الشركة الموردة بالتنازل عن 20% من إيداعاتها الدولارية لدى البنك مقابل تدبير احتياجاتها بالعملة الأجنبية للاستيراد من الخارج. وأضاف البهى ل«مال وأعمال الشروق»، أن قبول الإيداعات من قبل الشركات دون السؤال عن مصدر العملة، أثر بشكل إيجابى على حركة الإفراجات. وأوضح عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات أن اتحاد الصناعات يتلقى آلاف الشكاوى بشكل دورى ومستمر من الشركات التى تواجه صعوبة فى تدبير الدولار اللازم للعملية الاستيرادية. فى نهاية نوفمبر الماضى، قال الشحات غتورى رئيس مصلحة الجمارك المصرية، إن مصر أفرجت عن بضائع بقيمة 63 مليار دولار منذ بداية العام الجارى وحتى الآن، بينما يتبقى فى الموانئ بضائع تبلغ قيمتها 5 مليارات دولار. وقال البهى إن أغلب الشكاوى التى يتلقاها الاتحاد فى قطاع الأدوية بسبب التسعيرة الجبرية، مشيرا إلى أنه كان هناك شلل تام لكل القطاعات بسبب وجود بضائع فى الموانئ تقدر بمليارات الدولارات، مشددا على أن السماح بتدبير الدولار خارج البنوك سامح فى حل جزء من الأزمة. وتواجه مصر تحديات اقتصادية كبيرة، تتمثل فى شح بالعملة الأجنبية، وضغوطا على الجنيه بعد تخفيض قيمته ثلاث مرات منذ مارس 2022. ويعانى القطاع الصناعى، خلال الفترة الأخيرة، من ارتفاع الأسعار عالميا إلى جانب زيادة التضخم ونقص سلاسل الإمدادات الناتجة من تداعيات فيروس كورونا والحرب الروسية فى أوكرانيا، فضلا عن تضرّر العديد من المصنعين والشركات من قرار العمل بالاعتمادات المستندية وهو الإجراء الذى تم تطبيقه على الاستيراد. وعانت مصر خلال العام الجارى من ارتفاعات قياسية لم تشهدها من قبل لأسعار سلع أساسية على رأسها السكر والأرز والبيض واللبن واللحوم والبقوليات والخضراوات والفواكه، ما ساهم فى قفزة بمعدلات التضخم فى المدن خلال أول 9 أشهر، قبل أن تتباطأ فى أكتوبر الماضى، لتسجل 35.8% على أساس سنوى، بعدما بلغت فى سبتمبر 38% وفقا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء