على الرغم من أن إسرائيل رددت أن الغارات الجوية التي شنتها على قطاع غزة جاءت ردا علي تزايد الهجمات الصاروخية الشهر الماضي، كما أنها تأتي أيضا عقب مقتل جنديين إسرائيليين في اشتباكات مع المقاتلين الفلسطينيين الأسبوع الماضي، إلا أن صحيفة الاندبندت البريطانية رأت أنه على الرغم من هذه المبررات الإسرائيلية إلا أن الصورة الأكبر هي أن التوتر بين إسرائيل وقطاع غزة التي تحكمها حماس تتزايد بشكل واضح وأن أسباب ذلك هي نفسها تلك التي عجلت بإعادة غزو إسرائيل لأراضي القطاع في بداية العام الماضي . واستبعدت الصحيفة في مقال لها تحت عنوان غزة مرة أخرى على حافة الهاوية ما تردد حول قيام إسرائيل بهجوم بري واسع النطاق ضد القطاع على غرار عملية الرصاص المسكوب، ورجحت أن يقتصر التحرك العسكري الإسرائيلي على الهجمات الجوية في الوقت الحالي. وذهبت الصحيفة إلى أن استبعاد العمل العسكري البري الواسع يقوم علي فشل حملة الرصاص المسكوب في تحقيق أهدافها رغم شدتها ودمويتها، إضافة إلى أن التصعيد العسكري من شأنه أن يعمق من حالة الجمود الذي تشهده عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقالت الصحيفة البريطانية إن المشكلة هي أن مثل هذا الجمود يشجع على المزيد من التوتر العسكري في المنطقة. مشيرة إلى أن الشكوك حامت بشكل دائم حول قدرة حماس علي السيطرة على مسلحيها، وربطت الاندبندنت بين عودة الهجمات الصاروخية المنطلقة من قطاع غزة وبين الإخفاق الذي أحاط بأحدث محاولة لاستئناف المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين، على غرار ما سبقها من محاولات. ودعت الصحيفة في ختام مقالها إلى الاحتفاظ بمشاعر الأمل، وعدم الاستسلام للقنوط في ظل الأوضاع التي لا تبشر بخير لعملية السلام في المنطقة حتى الآن .